تربعت على عرش الموضة، فحصدت لقب الأكثر جماهرية. تخطت حدود الفتيات لتطال فئة الشباب أيضًا. تخبطت بين الضرورة والترف فظهرت كبديل للنظارات لتحتل عرش الأناقة والجمال. العدسات اللاصقة حطمت "عقدة" الفتيات بامتلاك أجمل لون للعيون، وفتحت الباب أمام الذين لا يتأقلمون مع النظارات للاستعانة بها كي تتيح لهم رؤية سليمة. بين مؤيد ومعارض لهذه الموضة، بين العلم والجمال، تتفاوت الآراء والنتيجة واحدة... "أكسسوار العين" في ميزان الإيجابيات والسلبيات. تجاوزت صرعة العدسات الملونة الحدود الطبيعية عند ابتكار عدسات بألوان غريبة كالحمراء والفوسفورية، إلا أنها لاقت رواجًا بين الفتيات لغايات تجميلية ولتتناسب مع الملابس والشعر ولون الأظافر. وقاية مستدامة العين هي مرآة أساسيّة، تعكس الحالة النفسية والشخصية. هي نافذة واسعة يتطلّع من خلالها المرء إلى الآخر، فيحاول التعمّق فيه ومعرفته أكثر. إلا أنها عنصر حسّاس، تحتاج إلى عناية متواصلة ووقاية مستدامة. غالبًا ما تتعرّض للعوامل الخارجيّة التي من شأنها أن تُضعفها، خصوصًا مع بروز ظاهرة العدسات اللاصقة التي تدخل في ميزان الايجابيات والسلبيات، من هنا لا بدّ لنا بالوقوف عند رأي الطبّ في هذا المجال. صلبة وليّنة اعتبر الأخصائي في طبّ العيون وجراحتها الدكتور سامي نعمة أن "العدسات اللاصقة هي أحد الحلول العملية التي نلجأ إليها لنساعد بعض المرضى على الرؤية بوضوح إضافة إلى الأغراض الجمالية، وتنقسم إلى نوعين: العدسات الصلبة والعدسات اللينة، ولكل منها مجالات استخدام محددة ومتنوعة. كما أنها بمثابة جسم غريب يلتصق في قرنية العين، ويأتي بهدف تصحيح النظر إلاّ أنه يشكل مصدرًا رئيسيًا لمشاكل عدة في العين". يوميًا بدلًا من شهرية وأوضح أن التعامل مع العدسات اللاصقة يجب أن يكون مدروسًا خصوصًا وأن لا مانع من وضعها في حال تم اختيار النوعية الطبية الجيدة مع الالتزام بالمدة المحددة لاستعمالها، إضافة إلى العناية اليومية بتنظيفها بالمحلول الخاص بها. وشجّع على اعتماد العدسات اللاصقة اليومية بدلًا من الشهرية خصوصًا وأنها لا تتعرض للمحلول الذي يحتوي على نوع من الأدوية وقد يضرّ العين على المدى البعيد، إلا أن الكلفة هي العائق وراء هذه الخطوة. وقال: "إن استخدام العدسات اللاصقة يجب أن يتم تحت إشراف طبيب متخصص، فهناك فتيات يضعن العدسات الملوّنة من دون استشارة طبيب، وهذا خطأ فادح لما تسببه من أضرار للعين". وعن احمرار العين أثناء وضع العدسات اللاصقة شدد على أن "هذا الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى أن العين لا تتجاوب مع العدسات من هنا يتوجب على المريض قصد طبيبه لإجراء الكشف السبب الرئيسي وراء المشكلة إن كانت بنسبة الدمع التي تفرزها العين أو حسب محيطه". قطرات خاصّة ورأى أن "البعض يشكون من أن عيونهم لا تتقبل العدسات وهذا قد يكون صحيحًا، والسبب أن كمية الدموع التي يفرزونها غير كافية لترطيب العدسات وتسهيل حركتها في العين، وهنا يمكننا اللجوء إلى قطرات خاصة لزيادة إفراز الدموع في العين. وثمة آخرون يشكون من أن العدسات تتسبب لهم بحساسية في العين، وقد يساعد تغيير نوع المحاليل في تجاوز هذه المشكلة". في الوقت الذي ترى فيه بعض الفتيات أن العدسات اللاصقة من أساسيات الأناقة والترف، فيتسابقن لاختيار الشكل واللون الذين يتلاءمان مع الوجه والشعر، تبقى المشكلة في اللاوعي الطبي حول مخاطر سوء استخدامها. من هذا المنطلق، تبقى النظافة من أهمّ الجوانب للعناية الصحيحة بالعدسات اللاصقة. وتتلخص طريقة الاهتمام على الشكل التالي: يجب غسل اليدين وتجفيفهما قبل لمس العدسات. لا يجوز استعمال مستحضرات التجميل الدهنيّة أو الكريمات على أنواعها قبل إمساك العدسات باليد. إدخال العدسات اللاصقة إلى العين قبل وضع الماكياج. يجب استخدام محلول خاص للعدسات اللاصقة يكون صالح الفعاليّة. لا يجوز وضع العدسات اللاصقة من دون علبة ومحلول لأنها تجفّ. التأكّد من عمر العدسة تمامًا بمحلول الحفظ. إخضع لفحوص بصرية بانتظام لتجنب المشاكل التي قد تنشأ عن الاستعمال المتواصل للعدسات اللاصقة.