سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. الفارون من جحيم ليبيا بأسيوط: مسلحون أخدوا فلوسنا وضربونا بالأحذية وقالوا لنا الفرخة أغلى من المصري.. فتحي: رأيت المصريين يقتلون.. ومحمد: صاحب المزرعة حبسنا وأكل حقوقنا
تباينت مشاعر الفرحة والقلق بين أهالي قرية مسارة إحدى قري مركز ديروط التي تبعد عن مدينة أسيوط 65 كيلو، البالغ عدد سكانها 38 ألف نسمة، لرجوع أبنائهم الذين فقدوا "تحويشة العمر"، وما بين خوف على من لم يعرفوا عنهم شيئًا حتى الآن، مشيرين إلى أن أكثر من 350 شابًا من القرية يعملون بليبيا ولم يعد منهم سوى 12 فقط. "البوابة نيوز " انتقلت إلى قرية "مسارة" للقاء الفارين من جحيم الاقتتال هناك، وللوقوف على ما يدور في ليبيا وما ينتاب أهالي العالقين هناك من قلق على ذويهم. وقال محمد مفتي، 22 عاما، كان يعمل بمنطقة جنزور بمحافظة طرابلس: تعرضنا للموت عدة مرات خلال الفترة الأخيرة نتيجة الأحداث الدامية والانفلات الأمني الذي تشهده ليبيا. وأضاف: أعمل في ليبيا منذ عام ونصف، وضاع كل ما جمعته من أموال في لحظة عقب اقتحام مسلحين السكن الذي كنا نقيم فيه وهددونا بالقتل بعد توثيقنا بالحبال والاستيلاء على متعلقاتنا وضربنا بالأحذية. وأشار مفتي إلى أنهم ظلوا 5 أيام عالقين يتسولون الأكل والشرب لمواجهة الموت، مؤكدا أن المواطن المصري ليس له كرامة سواء في بلده أو خارجه. وقال فتحي مندي جاد: سافرت إلي ليبيا عام 2013، وبعد عناء وتعب من خلال العمل باليومية وفي المزارع، رجع إلى منزلي بأسيوط بملابس ممزقة، مضيفا: رأيت الموت ونطقت بالشهادة عقب رؤيتتي عدد كبير من المصريين يقتلون على أيدي المسلحين الليبيين. وأكد فتحي أن تحويشة العمر وأيام الغربة ضاعت في طرفة عين، مشيرا إلى أنه سافر إلى ليبيا لضيق المعيشة في مصر، مضيفا: لا أستطيع أن أقول شيئا سوى "من خرج من داره اتقل مقداره" كما يقول المثل الشعبي، مطالبا المسئولين في مصر بتوفير مصدر رزق للشباب الضائع في البلاد الأجنبية. وأشار محمد صبري عبدالمبدي، إلى أنه سافر للعمل بليبيا عقب زواجه منذ 3 سنوات بسبب ضيق ذات اليد، حيث كنت أعمل سائقا علي سيارة أجرة وبعد قيام صاحبها ببيعها لم أجد عملا في مصر، فقررت السفر إلي ليبيا ولم أشاهد مولودي الصغير لتوفير مصدر رزق يحفظ كرامته خلال الأيام القادمة. وأضاف أنه كان يعمل عند صاحب مزرعة في ليبيا وعند تصاعد الأحداث أردت العودة إلى مصر ولكنه امتنع عن إعطائهم رواتبنا أنا ومن معي، وخوفا من هروبنا فقد كان يحبسنا داخل المسكن ويغلق الباب بالمفاتيح. وقال محمد عبد التواب، 24 عاما، عدت إلى بلدي بفضل الله، وسأعمل في أي شغلانه لتوفير احتياجات الزواج، مشيرا إلى أنه له 7 أشقاء كلهم صغار وفي المدارس، وأراد أن يعول نفسه ويساعد والده في تربيتهم، فسافرت إلى ليبيا وعملت في مزرعة لمدة عام ونصف، ولكن فقدت كل شيء. وعن مأساته خلال الأيام الأخيرة هناك، قال : تم ضربنا بالأحذية، وكان المسلحون يقولون لنا "الفرخة في ليبيا أغلى من المصري"، مؤكدا أن هناك آلاف المصريين موجودون في بليبيا منهم من مات ومنهم من لا يستطيع العودة، منتقدا تجاهل دور السفارة المصرية بليبيا في حماية وتأمين العاملين المصريين، لافتا إلى وجود أكثر من 15 ألف مصري في المنطقة التي كان يعمل بها لا يستطيعون العودة ومنهم من مات هناك. الأهالي يتقطعون حسرة على أبنائهم: وقال والد الشاب محمد مفتي: كنت أعمل في ليبيا خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ورأينا غياب دور الدولة في الدفاع عن كرامة العمال المصريين ما تسبب في إهانة كرامة المصري في ليبيا وغيرها من الدول، مؤكدا أن ما يدفعهم إلى السفر هو شدة الفقر وعدم وجود مصدر للرزق في بلدنا وتضيع زهرة شبابنا وأحلامنا في الغربة. وأكدت والدة عصام عبدالفتاح، أحد المحتجزين بليبيا، أن ابنها يعمل هناك منذ عامين، وانقطع الاتصال به منذ 7 أيام وأنه سافر لتوفير متطلبات الزواج، وقالت وهي في حالة انهيار شديد وبكاء: عايزاه يرجع ونعيش علي الملح ولن يخرج من دارنا مرة أخرى. وأشارت والدة محمد حسان، أحد العالقين بليبيا بصحبة 3 من أشقائها هناك، إلى أن نجلها سافر مع أخواله منذ عام لبناء شقة للزواج والإنفاق على أشقائه، ولكن ضاع كل شيء والحياة مرة وصعبة، مطالبة أجهزة الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل بقوة لإنقاذ أبنائه المصريين في ليبيا.