أصبح تنظيم "داعش" سابقًا، وتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق حاليًا، لغزا يصعب على الجميع فك شفراته، ومعرفة من ورائه، خاصة بعد أن أظهرت توجهاته أنه معاد لحكومات الدول العربية فقط، والإسلامية، مستبيحًا دماء المسلمين بالقتل والتعذيب، ويسعى حاليًا لتشويه الدين الحنيف عن طريق طرد المسيحين واضطهادهم بشكل مبالغ، وإن كان هذا اللغز الإرهابي لا يزال يحير الوطن العربي وتقف المنطقة العربية على أهبة الاستعداد من أجل التصدى لعملياته الإرهابية هنا وهناك، إلا أنه قد يبدو في الأفق طرف تتجه إليه الأنظار على أنه من يقف وراء التنظيم. وتبدو التحليلات المفسرة للتنظيم، تشير إلى أنها حرب استخبارية في المقام الأول، مهمتها الأساسية إجهاض تحرك الشعوب العربية وثوراتها، معتمدة على إستراتيجية الاختراق والتفجير من الداخل، عن طريق معلومات متضاربة والشحن والتضليل، بهدف جر المنطقة إلى الغرق في مستنقعات التصعيد الداخلي. ونشر موقع "ذي إنترسيبت" تسريبات خلال الأيام الماضية، عن سنودن، عميل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الهارب، تؤكد تعاون أجهزة مخابرات ثلاث دول هي الولاياتالمتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني، لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد، في عملية يرمز لها ب"عش الدبابير". وأظهرت الوثائق المسربة من وكالة الأمن القومي، أن الأخيرة قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة تعرف ب"عش الدبابير" لحماية الكيان الصهيوني، تقضي بإنشاء دين شعاراته إسلامية يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة، التي ترفض أي فكر آخر أومنافس له. وبحسب وثائق سنودن، فإن الحل الوحيد لحماية الدولة العبرية يكمن في خلق عدو قريب من حدودها، لكن سلاحه موجه نحو الدول الإسلامية الرافضة لوجوده، وكشفت تسريبات "ذي إنترسيبت"، أن البغدادي خضع لدورة مكثفة استمرت عام كامل، خضع فيها لتدريب عسكري على أيدي عناصر في الموساد، إضافة لتلقيه دورات في فن الخطابة ودروس في علم اللاهوت.