أعلنت الاممالمتحدة في جنيف اليوم التقرير الذي اعدته بعثة المنظمة الدولية في العراق ( يونامى ) بالاشتراك مع مفوضية حقوق الإنسان في جنيف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان هناك حيث أكد التقرير أن سلسلة من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تم توثيقها وارتكبتها الدولة الإسلامية في العراق والشام والمجموعات المسلحة المتحالفة معها في الفترة مابين 5 يونيو و5 يوليو 2014 قد ترقى إلى كونها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقالت رافينا شامداسانى المتحدثة باسم المفوضية في مؤتمر صحفى في جنيف اليوم الجمعة أن التقرير يوثق أيضا الانتهاكات التي قامت بها القوات العراقية والقوات المرتبطة بها ولفتت إلى أن التقرير يستند إلى الرصد المباشر إضافة إلى مجموعة متنوعة من المصادر بمن فيهم الضحايا المدنيين والشهود وحيث يوثق التقرير المعاناة الهائلة التي فرضت على المدنيين في العراق. التقرير الأممى أكد أن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام والجماعات المسلحة المتحالفة معها قامت بالعديد من الهجمات بطريقة ممنهجة للتأثير على المدنيين، كما استهدفت المدنيين وكذلك البنية التحتية المدنية بشكل منهجى وبهدف قتل وجرح أكبر عدد ممكن من المدنيين، حيث شملت أهداف هذه الهجمات الأسواق والمطاعم والمحال التجارية والمقاهى والمدارس وملاعب الكرة وكافة الأماكن التي يتجمع فيها المدنيون باعداد كبيرة ونوه التقرير إلى أنه بين الانتهاكات الصارخة التي تم رصدها لتلك الجماعات عمليات الاستهداف المباشر والمتعمد للمدنيين خلال سير العمليات العسكرية وعدم احترام مبدأ التمييز أو التناسب ذلك إضافة إلى عمليات القتل والاعدام لمدنيين ولأفراد من قوى الأمن تم القبض عليهم وكذلك لمدنيين مرتبطين مع حكومة العراق. التقرير أشار أيضا في توثيقه للانتهاكات التي قامت بها جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى قيامها باختطاف المدنيين بمن فيهم الرعايا الاجانب وكذلك الاغتيالات المتعمدة السياسية والمجتمعية ولشخصيات دينية وكذلك التجنيد القسرى للأطفال وعمليات القتل والاختطاف والانتهاكات ضد أفراد الاقليات العرقية والدينية وتدمير الممتلكات المدنية وسرقتها ونهبها بما فيها المستشفيات والمدارس. من ناحية أخرى يوثق التقرير الأممى أيضا الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن العراقية والقوات التابعة لها بما في ذلك الإعدامات بإجراءات موجزة أو القتل خارج نطاق القضاء لسجناء ومعتقلين والتي قد تصل إلى حد كونها جرائم حرب ويلقى التقرير الأممى بشكوك كبيرة حول التزام قوات الأمن الداخلي والقوات التابعة لها بشأن مبدأ التمييز والتناسب وما إذا كانت احتياطات قد اتخذت لحماية المدنيين أثناء سير العمليات العدائية كما يشير التقرير أيضا إلى أنه في جميع المناطق المتضررة من النزاع في العراق كانت الخسائر بين الأطفال جراء هجمات عشوائية أو ممنهجة على أيدى الجماعات المسلحة وكذلك القصف الحكومي على المناطق السكانية وقال التقرير إن البعثة الأممية تتلقى يوميا معلومات حول انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب في العراق ضد العراقيين العاديين من الرجال والنساء والأطفال إضافة إلى إعاقة المدنيين عن الوصول للمساعدات الإنسانية واستخدامهم كدروع بشرية وبما اعتبرته نافى بيلاى المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالاممالمتحدة قد يرقى إلى مستوى جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية. المتحدثة باسم المفوضة السامية أكدت في مؤتمرها الصحفى في جنيف اليوم الجمعة تشديد نافى بيلاى لحكومة العراق على أهمية الالتزام بالتحقيق في الانتهاكات الخطيرة ومحاسبة مرتكبيها في ذات الوقت الذي طالب نيكولاى مالدينوف الممثل الخاص لأمين عام الاممالمتحدة القيادة السياسية العراقية بالتحرك بسرعة للأمام في العملية السياسية، مشددا على ضرورة عملية سياسية شاملة بعد أن تم الانتهاء من انتخاب رئيس جديد للبرلمان بالفعل كما شدد على ضرورة التعاون بين بغداد واربيل واعداد خطة أمنية مقبولة وطنيا وإتاحة كل العناصر المهمة في استعادة القانون وإنقاذ البلاد من الفوضى. التقرير الاممى الصادر اليوم في جنيف ذكر أنه وخلال شهر يونيو الماضى بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا في العراق 1531 عراقى كما جرح أكثر من 1763 اخرين في حين نزح داخليا مايزيد عن 1.2 مليون عراقى بمن فيهم أكثر من 600 ألف خلال شهر يونيو 2014 وحده.