- جرى إيه يا عم محمود ؟ - فيه إيه بس يا ابني؟ - اتعلمنا على إيدك وقرأنا من يوم ما عرفنا القراءة كتبك ومؤلفاتك. عرفنا السخرية والتنكيت من كلامك. - اضطهدت واتبهدلت واتنططت بين معظم الجرايد والمجلات في مصر من قبل ثورة يوليو وحتى اغتيل السادات.. - على فكرة السادات بلدياتي من ميت أبو الكوم - ههههه وإيه يعني؟ - ما قصدش.. بس أنا فهمت من كل الكلام اللي قلته عنه أنه كان رجل سياسة وقيادة. - فعلا لكنه لم يتقبل كل سبل السخرية الأدبية !! - وهو مين اللي بيتقبلها.. كل واحد عنده الاستعداد يضحك ويبتسم ما دامت السخرية والانتقاد بعيدة عنه. - وإيه رأيك في كتاباتي ؟ - هههههههه تقصد عن الوكيل !! - نعم.. والله يا بني لو فيا صحة كنت جيت معاك أشوفه واتعرف بيه. - دا احنا نجيبه على أسنانه علشان خاطرك يا أستاذنا. - ها ها، على أسنانه؟!! - نعم.. - ياريت تقولنا رأيك في كتاباتنا الساخرة.. الكثير من المدونين يكتبون السخرية والسخرية تكتبهم هكذا يعتقدون أو ربما تعتقد السخرية نفسها الآن أننا نكتب لها. - ها ها ها - لا على العكس.. أنا أرى أن مستقبلكم أفضل منا قديما، فالآفاق مفتوحة أمامكم ومكتبات الإنترنت بكل الدرر المكنونة داخلها متوفرة وتحت إيديكم وأيضا نوافذ الكتابة الإلكترونية فرصة ذهبية لكم للتعبير عن الرأي فلا تتقاعسون وليكتب كل منكم ما يراه مناسبا، فإذا لم يكن مناسبا الآن سيأتي وقت وتكون اليد قد تمرست لإخراج أفضل الأفكار والرؤى. - كنت تتمنى أن تعيش معنا في عصرنا الحالي ؟ - لقد عشت حتى التسعين من العمر وفي بداية حياتي لم أتخيل أني سأتجاوز الستين، وكل عصر له جماله ( يعني من الآخر مكنتش تتمنى تعيش معانا حاليا ) ههههه. - قرأت لك الولد الشقي في المنفى ولكم أثر فيّ هذا الكتاب وأحسست كما لو كنت معك أشاركك اللحظات الصعبة إلا أن سخريتك كانت تخرجني سريعا قبل أن تسبقني دموعي.. - وما أفضل ما أعجبك فيه ؟ - أعجبني فيه كلماتك في فصل وكل الأنهار في البحار: " وأدركت في المنفى أنه كلما علا صوت النظام قل فعله، وكلما كثرت الأناشيد كثرت الهزائم، وأنه بقدر ما يرتفع الزعيم في العلالي اندفن الشعب في التراب ". ويا لها من كلما عبرت تماما عن واقعنا.. - هل تقرأ لي دائما ؟ - الحق أقول أن من أراد تعلم الكتابة من خلال واقعه فيجب عليه قراءة كل كلمة كتبتها وصورت فيها الواقع بمرارته وعذابه وأحلامه ومستقبله بسخرية بسيطة تجعلني أنكفئ على وجهي من قهقهة فمي. دائما سأدعو لك فقد عشت صحفيّا عملاقًا وأديبًا ساخرًا ومعلمًا بسيطًا، ولو كان لك حساب على الفيس بوك فمن المؤكد أن كتاباتك كانت ستلقى ملايين الإعجابات والتعليقات ومليارات المشاركات.. وعلى سبيل الفشخرة والانجعاص أقول لكم لقد أُعجب أشهر وأجمل الكتاب الساخرين في مصر والوطن العربي بكتاباتي ووجه لكم رسالة بألا تتوقفوا أبدا !!.. مش كدة يا حسين ولا إيه؟!!.