قالت وكالة حكومية محلية معنية بشؤون اللاجئين يوم الأربعاء، إن أكثر من 35 ألف شخص نزحوا في محافظة عمران اليمنية بعد يوم من مداهمة مقاتلين شيعة العاصمة الأقليمية في أعقاب قتال أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص. وفي نداء عاجل أرسل إلى منظمات الإغاثة العاملة في اليمن قال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة اليمنية في عمران "هناك نزوح جماعي من مدينة عمران والمناطق المحيطة بها بعد سقوط المدينة." وكتب مطهر يحيى أبوشيحة في النداء "بحسب الرصد والمتابعة الذي نقوم به هناك أكثر من 35000 شخص نزحوا إلى مديريات المحافظة والى أمانة العاصمة وصنعاء وحجة والمحويت". وقال إن معظم هؤلاء الأشخاص يقيمون حاليًا في العراء بدون مأوى وهم في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية. وأضاف أن كثيرين آخرين ما زالوا محاصرين في مناطق المواجهة وغير قادرين على الرحيل بسبب الاشتباكات أو لكونهم غير قادرين على دفع نفقات المغادرة. وتابع "نوجه لكم نداء استغاثة عاجلة لمساعدة هذه الأسر وتقديم المساعدات الطارئة وتوفير الاحتياجات من مواد إيوائية وغذائية وصحية وعلاجية وخيام وخزانات وكذلك إخراج الأسر العالقة بمناطق المواجهات". ويمثل سقوط عمران ضربة قوية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يحاول إعادة الاستقرار إلى اليمن بعد اضطرابات على مدى ثلاثة أعوام تقريبًا أجبرت سلفه على التنحي. ويعاني أكثر من مليون طفل في الدولة البالغ تعدادها 25 مليون نسمة من سوء التغذية في الوقت الذي تكافح فيه البلاد لتلبية الخدمات الأساسية ودفع رواتب موظفي الحكومة. وقالت وكالة الأنباء اليمنية اليوم الأربعاء، إن هادي أمر باجراءات تقشف منها فرض قيود على السفريات الدولية لكبار المسؤولين والتوقف عن استئجار مكاتب جديدة أو تعيين موظفين جدد وخفض الانفاق الحكومي. وأمر أيضا بمراجعة تكاليف استخراج النفط ومراجعة عمليات القطاع العام لضمان جدواها الاقتصادية. ويأتي سقوط عمران بعد أقل من أسبوع على انهيار وقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 23 يونيو بين الحوثيين والجيش اليمني وميليشيات قبلية سنية متحالفة مع الحكومة. وقال الحوثيون، إنهم يقاتلون خصوما موالين لحزب الإصلاح الإسلامي وإنه لا نية لديهم لمهاجمة العاصمة اليمنية التي تقع إلى الجنوب مباشرة من عمران. وعبر منسق الشؤون الانسانية بالأمم المتحدة في اليمن عن قلقه على مصير المدنيين في عمران قائلا إن هناك أنباء عن مقتل اكثر من 200 مدني في الأيام القليلة الماضية ونزوح الآلاف. وأضاف يوهانس فان دير كلاو في بيان اليوم الأربعاء، "من مسؤولية كل الأطراف التأكد من أن المدنيين في منأى عن القتال وانه بمقدور المتضررين من الصراع الانتقال إلى أماكن اكثر أمنا".