قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الانسان يمكنه أن يحفظ نفسه من أن تتوه بقراءته في الكتاب المقدس بشكل منتظم، مشيرا إلي أنه يوم السبت المقبل ستحتفل الكنيسة بعيد الرسل باستشهاد الرسولين بطرس وبولس. واستطرد البابا كلمته خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن " ناموس الرب كامل يرد النفس، وشهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيماً" موضحاً أن كلمة "يرد النفس" أي إنسان يمكن أن يتوب بالجسد، قد يتوه شخص في شارع بجسده، وآخر عقله يتوه أي مثل أشخاص يسقطون في خطايا الإدمان حيث يحدث توهان للعقل، وآخر من يتوه فيه نفسه، وهكذا كان القديسان بطرس وبولس، فعمل الله على رد نفوسهم من التيه. وأكد البابا ان بطرس الرسول الله وحسب الخطة التي وضعها له الله أن يرد له ضميره ثم قلبه ونفسه وأخيراً خدمته، فبطرس تلميذ عاش مع المسيح وشهد معجزات كثيرة، كما أنه باع المسيح في لحظة عندما اتهمته الجارية بمعرفة المسيح ، فكان ضميره تائها، ولكنه عندما أنكر المسيح نظر إليه فبكى وهذه علامة أن ضميره الذي غاب لفترة قليلة من الزمن قد رجع، وعمل الله على رجوع قلبه إليه، ورجعه إليه ليكون صيادا للنفوس. وأضاف ان الله رد لبطرس خدمته فأصبح كارزا قويا شاهدا للمسيح ونال في النهاية أكليل الشهادة مصلوبا منكس الرأس، لذلك المواقف التي تحدث في حياة الإنسان يجب عليه الالتفات لها جيدا فالله له إرادة ومشيئته من كل مواقف حياتك. واستطرد البابا قائلا ان القديس بولس الله رتب له حياته، فقد قضى نصف حياته فريسى يضطهد كنيسة الله بإفراط، فلم يكتف باضطهاد المسيحيين في أورشليم بل ذهب إليهم في دمشق، ولكن عندما رد الله له ضميره وقلبه ثم خدمته، فكان بولس الرسول متعلما على أيدى أكبر معلمى اليهود ومتقدما في الدراسة ومتعصبا ليهوديته. وأردف البابا، ان القديس بولس قد رأي مشهدا لا يمكن أن يغيب عن الذهن فقد شاهد مشهد رجم الشماس إسطفانوس، والله استخدم هذا المشهد ليحرك ضمير الفريسي المضطهد للكنيسة، ثم يظهر له المسيح قائلاً له "شاول لماذا تضطهد نئ" ومن هنا غير حياته وأصبح من أعظم مبشري العهد الجديد وتكاتب لرسائل الكتاب المقدس، ويقول في إحداها: " قد جاهدت الجهاد الحسن، وأكملت السعى، وحفظت الإيمان"، فالجهاد الحسن هو الذي يرضى الله به استمرارية وعمل. واختتم كلمته قائلا ان لكل شخص إكليله، وهذا ما سمعناه اليوم عن حياة القديسين بولس وبطرس، قدما لنا نموذجا رائعا لحفظ النفس، واستشهد بولس الرسول بقطع السيف، وبطرس الرسول بالصلب منكث الرأس. وأشار البابا إلي أنه غدا ستحتفل الكنيسة بعيد القديس كيرلس عمود الدين البابا 24 للكنيسة.