استقبلت الصحف العالمية خبر إعادة محاكمة مبارك بعناوين مختلفة تعكس تنوع قراءتها للمشهد المصري الملتبس، وتحاول قدر الإمكان وضع ملامح تقريبية لما يمكن حدوثه شعبيًّا وحكوميًّا إزاء هذا التحول الذي يُطْلِق سؤالاً عريضًا لأهالي ضحايا الثورة يقول: مَن إذن الذي أمر وقتل أبناءنا في الميادين أو جرحهم أو تركهم نهبًا للعجز الجزئي أو الكلي؟ ثم ما ردة الفعل الطبيعية للشعب إزاء ما يحدث حوله من استمرار “,”موسم البراءة للجميع“,” ومن يأخذ للناس حقوقها؟ في البداية نقرأ “,”دي تسايت“,” الألمانية التي قالت : الإجراءات القانونية ضد مبارك تعود إلى نقطة البداية مرة أخرى، بعد أن وافقت محكمة النقض على الطعن في عقوبته بالسجن المؤبد . الآن يتمنى أنصار مبارك تبرئته من تهم قتل المتظاهرين، فيما يتمنى كثيرون من معارضي الرئيس السابق الحكم عليه وعلى وزير داخليته وكبار مساعديه بالإعدام، كما أن الرئيس الحالي محمد مرسي طالب بذلك أيضًا خلال حملته الانتخابية . لوس أنجلوس تايمز: حكم محكمة النقض بإعادة محكمة القرن انتصار للرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، وربما يحصل مبارك على البراءة. يرجع الانتصار إلى قبول المحكمة للنقض الذي قدمه دفاع مبارك والعادلي ضد الحكم بالسجن المؤبد . من المتوقع أن يستمر مبارك والعادلي في الحبس على خلفية اتهامهما في القضية ذاتها . الحكم يأتي في ظل اضطرابات بسبب الدستور المدعوم من الإسلاميين، والسلطات الواسعة التي حصل عليها الرئيس محمد مرسي . الحكم يعني إعادة فتح فصل دموي من جديد في أحداث الثورة، وربما يؤدي إلى تبرئة مبارك . نيويورك تايمز: نظام الرئيس الإسلامي محمد مرسي دخل في تحدٍ واضح مع الرئيس المخلوع “,”حسني مبارك“,” باتهامه بقضايا فساد جديدة قد تُراكم عليه عقوبات إضافية. التحقيق في قضية “,”هدايا الأهرام“,” يشير إلى عزم مرسي توجيه اتهامات جديدة مبارك، فالهدايا التي قدمت لمبارك ومن بينها أقلام من الذهب وربطات عنق وحقائب جلدية وأحذية ومجوهرات وساعات كانت دليلاً على “,”الولاء والطاعة“,” ليبقى مسئولو المؤسسة في مناصبهم. وول ستريت جورنال: قبول محكمة النقض بإعادة النظر في محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك خطوة قد تثير غضبًا شعبيًّا، فإعادة المحاكمة ستحظى بردود أفعال أشد، فالحكم السابق أثار الغضب الشعبي، لإدانته فقط بعدم وقف أعمال القتل، وليس إدانته بتهمة الأمر بالقتل. وتقرير لجنة تقصي الحقائق الأخير يقدم فرصًا ويثير مخاطر سياسية للرئيس الإسلامي “,”مرسي“,”. موقع التلفزيون الإسرائيلي: مبارك كان في طريقه إلى الحرية، لولا قضية “,”هدايا الأهرام“,” التي عطلت عملية الإفراج عنه؛ حيث أمرت النيابة بحسبه 15 يومًا على ذمة هذه القضية. يرى كثير من الإسرائيليين أن قرار المحكمة يمكن أن يفتح الباب أمام براءة مبارك، خاصة أن الأجواء التي تمت فيها محاكمته تختلف تمامًا عن الأجواء التي تعيشها مصر الآن؛ حيث تم الإفراج عن كثير من “,”رموز النظام السابق“,”، بالإضافة إلى بدء النيابة في إجراءات التصالح مع بعض تلك الرموز سواء الهاربة أو الموجودة في مصر الآن . صحيفة يديعوت أحرونوت: إعادة محاكمة مبارك ستزيد الاضطرابات في مصر، وهي بمثابة فرصة ثانية لمبارك، ونقلت الصحيفة عن أحد محامي مبارك قوله: إن “,”إعادة المحاكمة ستستند إلى نفس الأدلة السابقة، وأن القضاة سيضعون حالة مبارك الصحية في الاعتبار. القناة العاشرة الإسرائيلية: قرار المحكمة تغيير جذري في الأحداث، وليس من الواضح حتى الآن كيف سيكون رد فعل الشارع المصري تجاه حكم المحكمة.