ذهبت الأم كعادتها لشراء بعض احتياجاتها من سوق الخانكة، ورأسها مزدحمة بالأفكار والحسابات ومدى تغطية المصاريف للمستلزمات، ووسط حلقة التفكير اللامتناهية تغافلت للحظة عن وليدها الصغير، الذي تعذر تركه بالمنزل لعدم وجود من يقوم برعايته، حيث لم يتجاوز ثلاثة أشهر من العمر، فوقعت الكارثة باختفاء وليدها في لمح البصر، وبعد محاولاتها استجماع قواها المنهارة وذاكرتها الضائعة، تذكرت فجأة ملامح تلك المرأة التي كانت تقف بجوارها مبتسمة، ثم سرعان ما اختفت واختفت معها فرحتها، رفعت يدها للسماء متضرعة بالدعاء فإذا بأبواب السماء تستجب سريعًا لدعائها، حيث فوجئت بورقة على باب المنزل تخبرها بأن وليدها موجود وسط سوق الخضار بالمطرية. تهللت أسارير الأم فرحًا وهرعت للقسم في محاولة لاستلامه، بعد أن قامت بتحرير محضر، والذي تم احالته لزياد الحلفاوى، وكيل النائب العام، الذي أمر تحت إشراف المستشار حسن داود، رئيس النيابة، بسرعة ضبط وإحضار مرتكب الواقعة وفحص البصمة الوراثية لكل من الأم وتدعى عزة عبد الغفار، والأب أشرف سيد، لإثبات النسب، كما أمر بإيداع الطفل بإحدى دور الرعاية لحين ورود تقرير الطب الشرعى.