أصدرت الهيئة العليا لحزب الوفد، قرارًا بفصل فؤاد بدراوي السكرتير العام المستقيل، من حزب الوفد وكافة تشكيلاته. وكشفت الهيئة العليا في اجتماع يوم السبت الماضي، أن بدراوي ارتكب تصرفات تهدد كيان الحزب بخطر جسيم وداهم لا يمكن معه تداركه في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ مصر، والتي يتطلع فيها المصريون إلى حزب الوفد كحزب له ثوابته وتقاليده ومبادئه منذ عام 1919. وكانت الهيئة العليا لحزب الوفد قد اجتمعت بدعوة من الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب يوم السبت 21 يونيو لمناقشة خوض الحزب للانتخابات البرلمانية، التي من المتعين دستوريا دعوة الناخبين لاجرائها قبل يوم 18/7/2014، ومناقشة تحرك الوفد في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ مصر ولجمع أبناء الوطن المخلصين في تحالفات حزبية شريفة تحت راية حزب الوفد المصري ترسيخا للمبادئ الدستورية التي أقرها دستور سنة 2014، وعلي وجه واضح في المادة الخامسة منه والتي أفصحت صراحة عن أن نظام الحكم يقوم على أساس التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة وهو ما يسعي حزب الوفد لترسيخه وتأصيله تحقيقا لأهداف ثورتين عظيمتين 25 يناير و30 يونيو، واللتين جسدتا آمال وأحلام وكفاح الشعب المصري من أجل تحقيق الاستقرار الديمقراطي والسياسي وهو جوهر عمل وتحركات حزب الوفد وغايته في كل مراحل كفاحه منذ سنة 1919، والذي يسعي جاهدًا بكافة طاقاته وامكانياته لتحقيقه الآن، إذ هو بذلك يحقق مطالب الشعب المصري في تحقيق دولة مدنية ديمقراطية حديثة لا وجود لها في الواقع أو في الثوابت الدستورية إلا بأحزاب قوية، وعلي نقيض هذه المسيرة الوطنية فوجئت الهيئة العليا بتصريحات لفؤاد بدراوي على العديد من المواقع والبوابات الإلكترونية من دعوته بتشكيل جبهة إصلاح الحزب وحدد أسماءهم وأنهم لا يعترفون بشرعية انتخابات رئيس الحزب التي جرت في يوم 25أبريل الماضي في نزاهة وحيدة وشفافية وأشرف على العملية الانتخابية المجلس القومي لحقوق الإنسان والعديد من الشخصيات العامة وكان لكن مرشح مندوب في اللجان وأربعة مرشحين في لجنة الفرز وبعد التحقق بما أسفرت عنه إرادة الهيئة الوفدية بانتخاب الدكتور السيد البدوي رئيسًا للحزب تم إعلان النتيجة من رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات في حضور الدكتور السيد البدوي وإعلانه رئيسا للحزب لفترة أربع سنوات تبدأ من يوم 2/6/2014، وكان ذلك في حضور بدراوي. وقد صاحب ذلك العديد من الشكاوى التي قدمت إلى لجنة شئون الأحزاب والتي فحصت ومحصت كل ما قدم إليها وانتهت إلى إعلان الدكتور السيد البدوي رئيسا للحزب، وأخطرت سكرتير عام الحزب بذلك للتأشير بذلك في سجلات الحزب وإزاء هذا الموقف الذي يهدد بخطر حال وداهم وجسيم بالكيان القانوني للحزب في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ مصر والتي يتطلع فيها المصريون إلى حزب الوفد كحزب له ثوابته وتقاليده ومبادئه وكفاحه منذ سنة 1919، دفاعًا عن الحرية والديمقراطية والدستور والعدالة الاجتماعية خصوصا أن هذه الهجمة الشرسة من السيد فؤاد بدراوي لم تتوقف منذ إعلان النتيجة 25/4/2014 إذ تلتها بعض الانتهاكات المرفوضة والتي تشكل إخلالًا وإضرارًا بكيان الحزب وإساءة وتشويها لصورته وتشكيكا في قياداته ومحاولة متعمدة لاظهاره في مظهر عدم الاستقرار وأن هناك جبهة مناوئة أضفت على نفسها صفة جبهة إصلاح الحزب واستعرضت الهيئة كل ما سلف وهو جزء من كل من محاولة للطعن في شرعية مؤسسات الحزب وكذلك محاولة بعض أفراد الحزب المؤيدين له والذين كان بحضرتهم بعض الأفراد غير المنتمين للحزب والذين حاولوا التصدي للهيئة العليا بالقوة لمنعها من اتخاذ قرار قبول استقالته بمنصب سكرتير عام الوفد والتي أعلنها أمام الهيئة الوفدية وفي مؤتمر صحفي يوم 25 أبريل عقب إعلان نتيجة انتخابات رئاسة الحزب كما قدمها كتابة للهيئة العليا والتي قبلتها بدورها وقد تم تسجيل ما حدث من محاولة التصدي للهيئة العليا بالصوت والصورة التي أكدت أن الأمر بات يهدد كيان الحزب ومسيرته وتحقيق دوره التاريخي في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ مصر. خاصة وأنه إذ أحيل هؤلاء إلى لجنة النظام أصر على حضور الجلسة رغم انتفاء صفته وأثبت في محضر الجلسة أنه يعتذر نيابة عن، ورغم كل ما سلف فإن محاولات عديدة بذلت لاثنائه عن مواقفه التي تهدد كيان الحزب وتثير البلبلة المتعمدة ومنها رفع دعاوي على الحزب وهو ما يتعارض مع ثوابت الحزب ومبادئه بل بما هو مستقر عليه من أنه يمتنع على من يعمل في جهة ما أو يكون عضوا فيها أن يتخذ من التصرفات أو يقوم بعمل يتعارض مع مصالح هذه الجهة، غير أن هذه المحاولات كلها باءت بالفشل وكان آخرها محاولات المستشار مصطفى الطويل رئيس شرف الحزب معه وكذا اللجنة الثلاثية التي شكلتها الهيئة العليا من كل الأساتذة: محمد السنباطي ومحمد عبدالعليم داود وصفوت عبدالحميد أعضاء الهيئة العليا للحزب إذ باءت محاولتهم معه لإثنائه عن مواقفه وتصرفاته التي تهدد كيان الحزب بخطر جسيم وحال وداهم لا يمكن معه تداركه مما حدا بالهيئة العليا تداركا وإيقافا لهذا الخطر قررت الهيئة العليا إصدارها بفصل فؤاد بدراوي من الحزب وكافة تشكيلاته منذ تاريخ إصدار هذا القرار. وكانت "البوابة نيوز"، قد انفردت أمس الأول الأحد بنشر خبر فصل فؤاد بداروي السكرتير العام للحزب السابق والذي استقال من منصبه عقب انتخابات رئاسة الحزب.