أيام قليلة ويحل شهر رمضان الكريم بنفحاته الطيبة، ومع عهد جديد للمصريين في ظل أربع سنوات هي عمر جديد يكتب للمصريين عقب اندلاع ثورة 25 يناير، حيث يأتي مع كل رمضان جديد رئيس جديد، إلى أن تعاقب 4 رؤساء جدد طوال السنوات الأربع الماضية بدأت من المشير حسين طنطاوي والذي ترأس المجلس العسكري إبان رحيل الرئيس الأسبق حسني مبارك، ثم المعزول محمد مرسي في رمضان قبل الماضي، والمستشار عدلي منصور في رمضان الماضي، إلا أن الشهر الكريم سيأتي هذا العام برئيس جديد وهو المشير عبد الفتاح السيسي، والذي أصبح عدد كبير من المصريين شغوفين به لدرجة تعلقهم به ووضع صورته على الفانوس الرمضاني والذي أصبح فانوس هذا العام. "البوابة نيوز" انتقلت إلى سوق بيع الفوانيس الرمضانية حيث التقينا بأقدم بائع للفوانيس في مدينة المنصورة وهو السيد الحسيني "78سنة"، يبدأ عمله منذ نهاية شهر رجب وينتهي مع أول أيام رمضان بمنطقة شارع بورسعيد لعرض منتجاته من الفوانيس الرمضانية ذات البريق الذهبي المصنوعة من الصفيح الخالص والزجاج الملون. في البداية يقول الحسيني: "ورثت تلك المهنة أبًا عن جد، وعلمتها لابني الأكبر والذي يعمل معي الآن ونقوم بصناعة تلك الفوانيس من الصفيح والذي عرفته في مصر منذ بداية العصر الفاطمي، وكان يستخدم في الإضاءة سابقا عن طريق وضع الشموع أو اللمبات الجاز. وأضاف: "نقوم بصناعة تلك الفوانيس عن طريق الصفيح والزجاج الأبيض الخالص، ونستخدم اللحام عن طريق "البواجير" لبيعها لهيئة السكة الحديد، والذي كانت تستخدمها كإشارات بديلا عن الإشارات الضوئية التي تستخدم الآن، حيث تطورت تلك الصناعة مع مرور الزمن واستخدم فيها الزجاج الملون وأخذت شكلًا متطورًا إلى أن وصل بالشكل المعروف حاليا. فيما قال نجله علي الحسيني "43 سنة": "توراثت تلك المهنة عن والدي وعملت بها منذ أن كان عمري 11 عامًا، ونقوم بصناعة الفوانيس بدءًا من الفانوس "أبوشمعة" والذي كان يباع في السابق ب3 "أبيض"، وأصبح سعره الآن 10 جنيهات نظرا لارتفاع تكاليف المواد الخام. وقال: إنه في السابق كان طن الصفيح لا يتراوح الجنيه، إلا أنه في الوقت الحالي أصبح ثمنة 6 آلاف جنيه فضلا عن القصدير المستخدم في اللحام، والذي بلغ سعره الحالي 420 جنيهًا للكيلو، وأجر الصنايعي الواحد أصبح يتجاوز المائة جنيه يوميّا. وأضاف: إن تلك الصناعة فن ومهنة، فلها صنايعية متخصصون يقوم كل منهم بصناعة شيء في الفانوس، فمنهم من يصنع القبة، ومنهم من يصنع القاعدة، وآخرون يعملون بصناعة الجدار، ومن يعمل على رسم وتلوين الزجاج المستخدم في صناعة الفانوس، وآخرون يعملون على تقطيع الشرائح التي تستخدم كسنادات للفانوس. وقال: إن تجارة الفوانيس الصفيح لن تتأثر مطلقا بانتشار الفوانيس الصيني، مشيرا إلى أن المواطنين يقبلون على شراء ذلك النوع من الفوانيس نظرا لأنه يتحمل لفترة أكبر، ومن الممكن إصلاحه وإعادة لحامه مرة أخرى، قائلا: " الفانوس ده هو رمضان، والناس متعرفش رمضان من غير الفوانيس الصفيح". وعن الإقبال قال: إن المواطنين يقبلون في الوقت الحالي على فانوس "السيسي"، والذي يتراوح سعره بين 40 و50 جنيهًا نظرا لشدة الإقبال عليه، والذي تضمن صورة على كل خلفية زجاج بالفانوس للمشير السيسي بالبدلة العسكرية، وأعلى صورته كلمات قرآنية تحمل: "إن ينصركم الله فلا غالب لكم". وقال: الناس بتيجي هنا وتقوللي عاوزين الفانوس اللي عليه صورة الرئيس السيسي، ودة شخصيّا مسبب لي حالة من البهجة، أولها أن الرئيس السيسي نحبه ونعشقه، وتمنينا قبل ترشحه أن يكون رئيسا للجمهورية، والثانية أنه سبب في رواج تجارتنا هذا العام في ظل الإقبال المتزايد على تلك النوعية من الفوانيس.