أشار الدكتور مصطفي الضبع، في حفل توقيع رواية "في حجم حبة عنب" للكاتبة مني الشيمي، والصادرة عن دار الحضارة، والذي أقيم مساء أمس، بدار العين، إلى أن الساردة نجحت بحيلة فنية في أن تجعل الحكي ملحمي وهي حيلة يمارسها الحكاء منذ بدأها نجيب محفوظ في رواية "ليالي ألف ليلة" وأكملها أبنائه من بعده، وجاءت ملحمية السرد من المساحة الزمنية التي تغطيها الساردة والتي تقوم في الوقت ذاته بعدة أدوار بجانب المساحة المكانية التي تناولتها من الغردقة إلى ليبيا ونجع حمادي وصولا إلى سوريا. وأوضح الضبع أن الرواية تعبر عن منتهى قوة المرأة، والساردة تنحت الأحداث كنهر على جانب الطريق بما يشبه تيار الوعي مما جعل الزمن يتضافر مع الأحداث وليس خطا مستقيما، هذا التضافر أعطى شكلا يشبه العلاقة التساندية بين المتلقي والسارد الذي يحتاج للإستناد على المتلقي بعدما أمتلأ بالشجن. أما عن شخصيات الرواية فكانت الساردة وزياد والأب المكمل للتاريخ قبل ميلاد زياد والتي تشبه شجرة أم الشعور. كما أشار الضبع إلى أن تواجد الكاتبة خارج العاصمة القاهرة أعطاها الفرصة للرؤية من خارج الصورة الكبيرة والإلمام بتفاصيلها فالسارد ينقسم إلى ثلاثة أنواع منها السارد الزائر وهو غير المقيمب بشكل طارئ، بينما السارد العائد فهو الذي يرحل ويعود مرة أخرى فيرصد التغييرات الدورية فقط بينما السارد المقيم وهو النوع الذي تنتمي إليه الكاتبة منى الشيمي فهو الأكثر إلماما بالتفاصيل الصغيرة الشديدة الخصوصية والتفرد. كما أكد الضبع على أن جيل الكتاب الآن منهم من يقرأ قدر ما يكتب وهؤلاء متوسطي القيمة الإبداعية، ومنهم من يكتب ولا يقرأ وهؤلاء هم الأكثر حضورا وشهرة وظهورا في وسائل الإعلام بل ويحصدون الجوائز، بينما النوع الثالث الذي يقرأ أكثر مما يكتب الذي يجتهد ويتعب على مشروعه الإبداعي والكتابي وهو النوع الذي تنتمي إليه كاتبة رواية "في حجم حبة عنب" الروائية منى الشيمي.