سيطرت النتائج الأولية (غير الرسمية) للانتخابات الرئاسية في مصر ، عقب تصويت دام لثلاثة أيام والفوز الكاسح لوزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي على منافسه الوحيد القيادي اليساري حمدين صباحي والتناول الإعلامي للعملية الانتخابية على مقالات كتاب الصحف اليوم السبت..إضافة إلى تناول مواقف المستشار عدلي منصور. وقال الدكتور محمد سلماوي - في عموده (جرة قلم) بصحيفة (المصرى اليوم) "لم يكن ذلك التأييد غير المسبوق في الانتخابات للمرشح عبد الفتاح السيسي إلا تأكيداً على ثقة الناخبين في أنه القادر على تحقيق تلك الآمال ، إن المواطنين قد حددوا البرنامج السياسي لمرشحهم ، وتحدث الناس مراراً وتكراراً ، مطالبين السيسى دون غيره بالتصدى لقضية الأمن ، التى لم تنضبط حتى الآن وبالقضاء على الإرهاب. وأضاف "كما طالبوه بضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية التى من أجلها قامت الثورة ، وطالبه من انتخبوه ، ومن لم ينتخبوه بالديمقراطية وبالحرية ، إضافة لاستعادة مكانة مصر لتصبح «قد الدنيا» ، وهذا لا يعنى على الإطلاق أن انتخاب المشير السيسى رئيساً هو تفويض على بياض". في المقابل ، قال الكاتب فاروق جويدة في عموده (هوامش حرة) بجريدة (الأهرام) ، إن حمدين صباحى شارك في هذه المعركة الانتخابية بدافع وطني وأخلاقى ، فقد كان يدرك قوة منافسه والدعم الشعبى الذى حصل عليه بعد معركته مع الإخوان المسلمين ، وكان يعلم أنه يقف مع السيسى فى خندق فكرى ووطنى واحد". وأضاف الكاتب "إن كليهما يدافع عن حقوق الفقراء ويرى أن العدالة الاجتماعية هى أولى مسئوليات الحكم وكليهما يدرك حجم الأزمات التي تعيشها مصر على المستوى الاقتصادى و السياسى بل الأخلاقى ، وكانا يدركان أهمية أن تعود مصر إلى دورها العربى والإقليمى والدولى". وذكر أن حمدين أعطى للمعركة الانتخابية شرعية دولية أمام العالم كله وهذا موقف يحسب لرصيده السياسى والوطنى بل إنه يضع مستقبله السياسى فى مكانة خاصة. ومن جانبه ، أكد الكاتب سليمان قناوي رئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم) ضرورة الوقوف والنظر بتأني تجاه بعض وسائل الإعلام الخاصة والأجندات التي تروج لها بعيدا عن المصالح الوطنية والمشاهد التي غطت الفضائيات والصحف الخاصة خلال اليومين الأول والثاني للتصويت في الانتخابات الرئاسية. وذكر الكاتب أن هذه الوسائل حاولت بمكر شديد أن تظهر كما لو أن أحد المرشحين الرئاسيين يستجدي أصوات الناخبين ، لافتا إلى أن أحدا لم يتحدث عن "المال الإعلامي" المنهمر كالشلال على بعض هذه الوسائل الإعلامية الخاصة منذ خلع مبارك ، ورأى أن كل البيزنس في مصر كان ولا يزال - قعيدا تماما إلا بيزنس الإعلام. وأكد أن كل هذا يحدث في الوقت الذي تتعرض فيه جميع المؤسسات الصحفية القومية لمساءلة ورقابة صارمة من الجهاز المركزي للمحاسبات عن كل مليم يدخل وكل مليم يصرف ، أما المؤسسات الإعلامية الخاصة فلا يملك أي جهاز رقابي في مصر أن يسألها عن مالها من أين اكتسبته وفيما أنفقته ؟! بحجة أنه مال خاص ومن حق أي صاحب مال أن ينفقه كيفما شاء حتى لو كان ذلك استثمارا خاسرا. وقال الكاتب "إن أيام الاقتراع الثلاثة للانتخابات الرئاسية أثبتت مدى حرص المؤسسات الصحفية القومية على المصلحة العليا للبلاد ، فلم يكن ولاء صحفها إلا لتراب الوطن وخدمة أبنائه ، لا لمصالح رجل الأعمال هذا أو ذاك ، وما زالت هذه الصحف هي المؤثرة في جمهور القراء حيث يمثل توزيعها 75% من إجمالي توزيع الصحف في مصر، وذلك رغم التحديات الهائلة والصعوبات الجمة التي تواجهها". وفي عموده (نقطة نور) بصحيفة (الأهرام) تطرق الكاتب مكرم محمد أحمد للحديث عن المستشار عدلي منصور صاحب أرفع منصب قانوني في مصر الرئيس المؤقت والنموذج الدائم ، قائلا "أنجز مهمته على أكمل وجه ، مكتفيا بأن يبقى حارسا على التزام الدولة بحكم القانون ، وانحاز بشجاعة إلى متطلبات الأمن المصري وأدان جرائم الإرهاب وجماعاته ، لم يورط نفسه فى أية صراعات داخلية تتعلق بالجاه أو المنصب أو النفوذ". وأضاف الكاتب أن منصور كان مدركا لحدود دور الرئيس المؤقت ، كبيرا ومتواضعا عالى المقام رغم قربه من الناس ، يزن أقواله بميزان من ذهب ولا يسرف فى القول أو الوعد ، ويبعث فى كلماته إلى المصريين رسائل بليغة مختصرة تكشف عن بعد نظر وحكمة. وأشار إلى أنه برغم قلة التشريعات التي أصدرها في غيبة مجلس الشعب ، ملك شجاعة إصدار قرارات مهمة كانت موضوعا لجدل واسع أهمها قرار بقانون ينظم أعمال التظاهر ، وقرار آخر يحصن تعاقدات الحكومة مع المستثمرين من الطعن عليها لمن ليس لهم صفة فى ذلك ، وبرغم الجدل الواسع حول هذين القرارين إلا أن الجميع يعرف أن باعثه الوحيد على إصدارهما هو الحرص الكامل على مصالح البلاد وحقوقها ، والسعي إلى جذب المزيد من الاستثمارات لتمويل خطة تنمية مصرية طموحة.