قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، " نحتفل بعيد الصعود المجيد الذي يأتي في اليوم الأربعين لقيامة السيد المسيح من الأموات، والذي يمثل نهاية مرحلة خدمة المسيح بالجسد على الأرض". وأردف أن عيد الصعود هو آخر الأعياد السيدية "المرتبطة بحياة المسيح" التي تحتفل بها الكنيسة، وأهميته تتمثل في "أن يتطلع كل واحد فينا بقلبه نحو السماء، فلابد أن تكون السماء حاضرة في بيتك وخدمتك وحياتك، فالإنسان الذي يرفع عينيه إلى السماء يستمد منها الراحة، وأن لديه دائمًا رجاء". وتابع، "نحتفل اليوم أيضًا بسيامة عدد من الشمامسة كي يصيروا كهنة وعددهم 16 كاهنا لخدمة مدينة القاهرة، وكاهن في إبرشية جنوب أفريقيا في دولة ناميبيا". وقال، "نحن نحتفل دائما بعيد الصعود في يوم الخميس، لذلك أردت أن أضع للمتقدمين للكهنوت 5 صفات ينبغي أن يتمتع بها الكاهن جميعها تبدأ بحرف الألف وهى الأبوة: فقيمة الكنيسة بقيمة الأبوة بمعانيها الكثيرة، وابوة الكاهن يتمثل فيها بأبوة الله لنا، لذلك دائما نختار الكاهن إنسان متزوجًا حتى يستطيع أن يعي بالكامل معاني الأبوة الجسدية وكذلك الروحية، والكاهن الذي ينسى أنه أب تكون خدمته عليها علامة استفهام". وأكد أن "واحد من أهم أسباب حيوية الكنيسة القبطية هو "الأبوة الروحية"، فيصير الكاهن بعد سيامته "أبونا" ونخاطب الله "ابانا الذي في السموات"، وتتميز الأبوة بالحنية والمحبة والتسامح والستر والتشجيع والرقة". وأضاف أن الصفة الثانية التي لابد أن يتحلى بها الكاهن هي الافتقاد: فالكاهن يتم سيامته لكى يرى ما يفتقد شعبه ويمارس فيه الأبوة، فالافتقاد أمر يحتاجه كل بيت مسيحي ملح فهو شكل من أشكال الوقاية من أزمات كثيرة. واستطرد قائلًا إن الصفة الثالثة هي الاستقامة: استقامة الكهنوت هي التي تعطيه البهاء، ونحن في كل يوم نصلي: "قلبًا نقيًا اخلق فيّ يا الله روحا مستقيمًا وجدد فيّ داخلي"، وكلمة ارثوذكسية تعنى "المستقيمة" ليس في العقيدة فقط ولكن في الفكر والسلوك. وأكد أن "الأمانة تظهر في علاقه الكاهن المالية بالكنيسة، وفى سلوكياته وحتى أصغر الأمور، فيمارس هذه الأمانة ويتذكر كل يوم عبارة سفر الرؤيا "كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" وهي الصفة الرابعة في الكاهن". وتابع، "وأخيرًا صفة الاتضاع فالكهنوت ليس لكي يكون الإنسان سيدًا، ولكن الكاهن يكون موضعه عند الأقدام كما صنع السيد المسيح حين انحنى وغسل أقدام تلاميذه، والكاهن الذي يتكبر تكون النتيجة أنه يخسر السماء والأرض". ووجه البابا حديثه إلى الكهنة الجدد قائلًا: "لذلك أوصي الشمامسة المتقدمين للكهنوت أن يكون الاتضاع هو صورته في البيت والخدمة والكنيسة والافتقاد هو شكل من أشكال الاتضاع لأنه فيه مجهود جسدي وتعب وبحث ولكن إن كان فيها شكل من أشكال الاتضاع سيجد الأمر محبوبا لديه". وأختتم البابا عظته بتوصية الاباء الجدد بالاهتمام بالشباب، قائلًا: "أرجو أن يعطي الاباء الجدد التفاتا خاصا لخدمة الشباب لأنها محتاجة أن يؤهل الإنسان نفسه وان يكون مسايرا للعصر، لأن الشباب كطاقة في حياة المجتمع والكنيسة تحتاج للاهتمام، ويحتاج أن يساعدهم في الضعف فهو معرض للإلحاد والإدمان والجنس وخطايا أخرى لذلك يجب أن يجتهد في خدمة الشباب وأخيرًا يجب أن يضع زوجته وبيته في مقدمة اهتمامه".