يعد معرض "النيل والسد"، من أهم المعارض التي أقيمت في الفترة الماضية، حيث تميز بكثرة الأعمال الفنية المعبرة عن تيمة المعرض وهو الاحتفال بمرور خمسين عامًا على تحويل مجرى مياه النيل منذ 1964. فقد تنوعت الأعمال المعروضة وجاءت متعددة ما بين "أكريلك وأكوريل، جواش، وألوان مائية وألوان زيتية، وسوفت باستيل، وأويل باستيل، الكولاج، والتصميم عبر الميديا" والتنفيذ كان على السلوتكس، والتوال، وكان ذلك على اختلاف الأحجام، في الوقت الذي تنوعت فيه المدارس الفنية ما بين الواقعية، التجريد، والكلاسيكية، والتعبيرية، والتأثيرية". ونجح عدد من الفنانين في وضع بصمتهم المعروفة مشاركين معبرين بشكل جيد عن تيمة المعرض فاستطاعوا إيصال رؤيتهم الفنية بنجاح للمتلقي، عن طريق مهارة التنفيذ وإبداع الفكرة، وفي المقابل جاءت بعض أعمال الفنانين بعيدة عن موضوع المعرض الأساسي، إلا أن المعرض تميز بكثرة الفنانين من الرواد المعاصرين والتقائهم بجيل شباب الفن التشكيلي، وهي فرصة للتعلم من جيل الرواد. ورغم مجهود المسئولين عن المعرض في تنظيم هذا الكم الكبير من اللوحات، فقد تمثلت أبرز سلبيات هذا التجمع الكبير في ضيق قاعة العرض، حيث اكتظت بالأعمال الفنية والمشاركين والضيوف، مما جعل القاعة الفنية لا تؤدي دورها بشكل إيجابي، مما نتج عن ذلك الاصطدام بالأعمال الفنية المعروضة أثناء التجول في المعرض وظهر ذلك جليًا في حفل الافتتاح وذلك لكثرة الحضور وضيق المكان. وكان لابد من تحري الانتقاء الفني والتأكد من دقة المقاييس الفنية للوحة المشاركة وترك المجاملات للبعض، وبهذا يمكن توفير نصف المجهود المبذول، فضم أعمال للمحترفين والهواة والدارسين منافٍ للقيم التشكيلية السليمة، وفي الجانب الآخر ضم عدد من اللوحات والمشاركين لا يدركون معنى التعبير السليم، ولا يعرفون ماهية الفن التشكيلي وما هو التكوين الناجح لعمل لوحة فنية وليس لديهم البصمة الفنية المعروفة للفنان، أي نستطيع القول إن هناك فئة تغزو مجال الفن التشكيلي وهي بعيدة كل البعد عنه، كمجال لابد من أن تتوافر فيه مهارة اليد وبراعة الفكرة. والمعرض مقام حاليًا بالمركز الثقافي الروسي بالدقي، ومن المقرر أن ينتهي 31 مايو الحالي.