قبل أن نخوض في موضوع كورونا الشرق المتوسط واختلافها عن الانفلونزا لابد من معرفة بعض الحقائق المهمة عن هذه الفيروسات: أولا: كثير من انواع فيروسات الكورونا موجودة اصلا مع الإنسان منذ القدم وموجودة أيضا مع جميع الحيوانات. ثانيا: كل إنسان أو حيوان يمرض بالفيروس المخصص له ( أي فيروسات الغنم لا تصيب الإنسان والعكس صحيح). ثالثا: تنطبق هذه المعلومات على فيروسات الانفلونزا وكثير من الفيروسات الاخرى. رابعا: للتذكير فقط فإن أمراض السارس وانفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير هي أمراض جديدة جدا على البشر لم يعرفها من قبل وذلك لتخصص الفيروسات بكل حيوان على حدة. ولكن مع فرضية التغير المفاجئ في نمط الفيروس الجيني اصبحت هذه الفيروسات تتناقل ما بين الحيوانات والإنسان. ولا نعرف لحد الآن أن فيروسات الإنسان تنتقل إلى الحيوانات ام لا. الكورونا هو أحد الفيروسات التي تنتمي إلى عائلة الفيروسات التاجية والتي تصيب الجهاز التنفسي بأمراض خفيفة إلى متوسطة تشبه الانفلونزا وليست خطيرة بالمقدار الذي يخاف الناس منه.والمعروف أنه لا يوجد لها خاصية التغير في الجينات المتكررة بشكل كبير كما هو الحال مع فيروسات الانفلونزا. وقبل نحو عشر سنوات ظهر فيروس الكورونا بنمط جديد احدث هلع عالمي لمدة اقل من سنة بما يعرف بمرض السارس ثم اختفى أو أن البشر اكتسبوا مقاومة استطاعت أن تقضي على السارس والذي كانت نسبة الوفيات فيه تقريبا 10 %. وعندما نقول السارس نعني أن الفيروس تاجي أيضا أي كورونا، وهذا يعطينا فكرة عن الفيروس الجديد الشرق اوسطي الذي ينتمي إلى العائلة ولكن بتغير مفاجئ في جيناته (طفرة) والتي تعتبر من اعنف الأمراض المذكورة سابقا حيث نسبة الوفاة تزيد على ال 25 %. وللعلم أن هذا الفيروس منذ سنتين موجود على الساحة السعودية بغض النظر عن الاصابات خارجها والتي عزيت إلى السعودية، فان نسبة الوفيات قاربت 60% في البدايات ثم تراجعت الى50%، 40 %، 30 % والان والى تاريخ 07/05/2014 نتحدث عن 27%. مما يدل على أن هذا الفيروس مصيره كمصير اجداده من سارس والطيور والخنازير إلى الانحسار ومقاومة البشر له بشكل جيد. اما الانفلونزا فهي فيروسات سريعة التغير الجيني الخفيف والقوي، في حالات التغير الخفيف نمرض به كالمعتاد بشكل خفيف وتتكرر هذه الإصابة مع الشخص الواحد 3-4 مرات في السنة ( لأنه يتغير). اما إذا حدث تغيير قوي من الممكن أن يحدث وباء لمدة غير قصيرة بعدها ومن خلال انتشاره بين البشر يصبح فيروس عادي لأن الإنسان يكسب مقاومة له. والمشكلة هنا تكمن في أن الفيروس لا يؤثر على الاقوياء من البشر الذين يملكون جهاز مناعي قوي ولا يوجد عندهم أمراض مزمنة، بل يؤثر على الاشخاص ضعيفي المقاومة وكبار السن الذين يعانون من مشاكل المناعة، والاشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والأطفال. لذلك ننصح دائما باخذ المطعوم السنوي للانفلونز لأنه يحمي بنسبة تزيد على 70%. اما بالنسبة إلى علاقة الكورونا في الجمال: أن الكورونا بجميع انواعها تصيب الحيوانات والإنسان، ولكن كما ذكرنا سابقا كل فيروس مخصص أن يصيب نوع معين لا يستطيع إصابة الانواع الاخرى، الجمال لها النوع الذي يصيب البشر الآن ولكنه مختلف جينيا، أي أن الكورونا الذي يصيب الإنسان الآن والذي يشابه كورونا الجمال تغير بشكل مفاجئ واصبح بشري إذا كان التغير حصل مع فيروس الجمال، اما إذا كان بشريا وحصل تغيير مفاجئ بحيث اصبح مشابه لفيروس الجمال فهذا موضوع آخر من الصعب التحقق منه، وعدم اكل لحوم الجمال أو شرب حليبها لا يوجد له أي علاقة في انتشار الفيروس إلى البشر. من مئات السنين ويتعامل البشر مع الجمال ولم يحدث مثل هذا الوباء لذلك ما هو موجود الآن مع الجمال أو الخفاش أو الحيوانات الاخرى ليس هو الكورونا الذي ينتقل بين البشر، هو كورونا مشابه لما موجود عند الخفاش أو الجمل. واذا تحدثنا قليلا عنة هذا الفيروس: - خطير جدا على الاشخاص المذكورين سابقا( ضعيفي المقاومة وكبار السن واصحاب الأمراض المزمنة). -يصيب الجهاز التنفسي ثم ينتقل إلى الكلى واذا لم يستطيع الجسم التخلص منه فهو قاتل -لحد الآن لا يوجد له علاج ولا مطعوم مع العلم أن المملكة العربية السعودية ممثلة بكثير من وزاراتها وعلى الاخص وزارة الصحة عاكفة وبمساعدة الجهات الدولية المعنية على ايجاد العلاج النوعي وإنتاج لقاح له. ومن الناحية الوقائية: -يجب على الجميع غسل اليدين وبشكل دائم ومستمر في البيت، في المستشفى، وفي أي مكان. -على من يشعر بضيق نفس وحرارة عالية أن يرتدي كمامة إلى أن يصل إلى الطبيب. -استخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة. - إذا عطس الإنسان عليه استخدام المناديل وغسل يديه مباشرة مراجعة اقرب مركز صحي وبسرعة في الحالات التالية. - إذا شعرت بدرجة حرارة عالية - سعال حاد - ضيق النفس