قالت صحيفة "هآرتس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو الأكثر فاعلية منذ عهد "ديفيد بن غوريون"، موضحة أن "نتنياهو يغير إسرائيل" من خلال سيطرته على الوعي الشعبي بالسرد القصصي. وأضافت الصحيفة أن هذا الأسلوب هو الذي اتبعته من قبل النازية والفاشية مع اختلاف هدف الخطاب، فنتنياهو يلخص قصته في انشودة قصيرة تقول "نحن اليهود الحقيقيين لن نكون مغفلين مرة أخرى، ولن ندع أولئك الذين نسوا ما معنى أن نكون يهودا يُصدقون الأغيار الذين يريدون المس بنا". وقالت الصحيفة إن الذعر الذي يصدره نتنياهو من ايران وحماس لا يصدقه إلا المغفلون فقط، وبذلك تستطيع السيطرة على عقول المواطنين بجعلهم جمعا مذعورا، فنتنياهو كيهود اسرائيل تماما يكشف عن "الأغيار الاشرار" ليمنع بذلك أي نقاش حول ما الذي تريده إسرائيل. وتابعت الصحيفة "يحدث تغيير الوعي عبر قنوات كثيرة ظاهرة وخفية، فمثلا يرى الشاباك أن مدرسة "عود يوسف حاي" الدينية مصدرا مركزيا لجرائم الكراهية في مستوطنة يتسهار، والمدرسة الدينية كما هو معروف بأفكار حاخاميها قبل كل شيء، ومؤسس "عود يوسف حاي" ورئيسها الذي يعمل الحاخامات فيها وفقا لنظريته هو الحاخام "إسحق غينزبورغ"، الشهير بقصيدة "مبارك هذا الرجل" والذي كتبها في تأبين "باروخ جولدشتاين" على بطولته في إنجاز مذبحة الحرم الإبراهيمي". وقالت هآرتس، إن "غينزبرغ هو الذي يقف وراء "نظرية الملك، شرائع قتل الأغيار"، وهو الذي لا يكف عن الدعوة إلى محو العرب من على أرض إسرائيل، ويستنكر وصف شباب عصابة "شارة الثمن" بالأعشاب الضارة، موضحة أن عنف الطلاب يعود إلى أفكار الحاخامات، وأن غينزبرغ كان قد وصف نتنياهو ب"الرئيس المبارك" في مؤتمر حاشد عقد الشتاء الماضي، تحت قيادة الحاخام المتشدد شخصيا، ومن جهته أيد نتنياهو بحرارة حفل غينزبرغ . كما شجع نتنياهو الحاخام "دوف ليئور" المصدر الروحي الثاني لمدرسة يتسهار الدينية. وقالت الصحيفة إن "مناحم ليفني" الرأس المدبر ل"الجبهة السرية اليهودية"، والمدان بالقتل شهد في أثناء التحقيقات بأن ليئور هو من أرسله وأرسل رفاقه وشجعهم للعمل على تفجير ست باصات مليئة بالعرب وهي المجزرة التي نجح الشاباك في وقفها بعد لصق المتفجرات بالباصات. وأضافت الصحيفة أن الحاخام ليئور كان يتبعه "باروخ غولدشتاين"، حيث وصف الأول غولدشتاين بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي، قائلا إن "باروخ غولدشتاين أقدس من كل قديسي المحرقة"، وأيد ليئور كل فتاوى قتل غير اليهود الصادرة عن غينزبورغ في "نظرية الملك"، أما نتنياهو فيرى ليئور قائدا وقال عنه "إن الحاخام يعتبر الدورية الطلائعية التي تقود شعب إسرائيل".