للأدباء والشعراء والمبدعين مع الزمن مواقف وقصص وطرائف وعبر سواء في مصر والعالم العربي أو في الغرب وقد تتشابه المواقف والمشاعر ولا يختلف أديب مصري كبير مثل يوسف القعيد عن روائية غربية بارزة كهيلارى مانتل!. وها هي الكاتبة الروائية البريطانية الشهيرة هيلاري مانتل البالغة من العمر نحو 62 عاما تقول في حديث لصحيفة الأوبزرفر إن مشكلتها لم تكن أبدا الأفكار وإنما هي الزمن، معتبرة أنها عاشت "حياة من الألم" جراء مشاكل صحية لا تنتهي. وهيلاري مانتل ولدت عام 1952 وحصلت على جائزة بوكر الأدبية المرموقة مرتين الأولى في عام 2009 عن روايتها "قصر الذئاب" فيما ظفرت بالجائزة للمرة الثانية عام 2012 عن روايتها "اخرجوا الجثث" فيما تكتب القصة الثالثة من ثلاثيتها حول عصر توماس كرومويل احد مستشاري ملك انجلترا هنري الثامن وهي بعنوان "المرايا والضوء". وتستعيد هيلاري مانتل الزمن الذي مضى وايام الصبا والطفولة بقولها "اكتشفت شكسبير وانا في العاشرة من عمري ولم يخبرني احد ايامئذ ان قراءة اعماله ليست بالمسألة السهلة والحقيقة انني كنت اشعر بمتعة وانا اقرأ هذه الأعمال الأدبية". والحقيقة ان المرض الذي داهمها منذ ميعة الصبا وسبب لها اضطرابات هرمونية حرمها من نعمة الأمومة فيما تتجاوز قصة هذه الكاتبة مجرد فوزها بجائزة بوكر مرتين وهي اول بريطانية تحقق هذا الانجاز فالقصة اكبر من بوكر. انها قصة مبدعة تجسد معنى الكتابة عندما تكون قبلة للحياة وترياق المحنة بقدر ماهي قصة امرأة تعرف معنى الزمن وقيمة الوقت وتلهم كل الذين جرحتهم الأيام او ادمت قلوبهم فهي مهمومة بفكرة الموت الذي يمكن ان يداهمها دون ان تنجز كل ماارادت انجازه من ابداعات وكتابات يمكن ان تشكل حياة جديدة لها بعد موتها. والاحساس الحاد بالزمن سمة الكثير من الأدباء والمبدعين فيما لسن الستين بما تمثله من تقاعد عن العمل والاحالة للمعاش معنى للعديد من المصريين وقد يعاني البعض من شرخ نفسي هائل جراء التحرر من قيود العمل. اما الأدباء والشعراء وهم اكثر الناس احساسا بمرور الزمن فكثير منهم عند بلوغ هذه السن يشعر بالتحرر من قيود العمل الوظيفي وينشغل بالابداع والقراءة فيما قد يهتم بعضهم بتدوين ذكرياتهم كما فعل الشاعر عامر بحيري في مقالات متتابعة نشرتها مجلة "الأديب" اللبنانية تحت عنوان "حصاد السنين".