دعت منظمة اليونسكو، بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، جميع النساء والرجال إلى الالتفاف حول الكتب، وحول الذين يكتبون وينتجون الكتب، فهذا يوم للاحتفال بالكتب بوصفها تجسيداً للإبداع البشري، وللرغبة في تبادل الأفكار والمعارف، وفي إلهام التفاهم والتسامح. ولا توجد لدى الكتب مناعة تحميها من رياح التغيير في العالم، التي تتجسد في ظهور الأشكال الرقمية والانتقال إلى الترخيص المفتوح لتبادل المعارف. ويؤدي ذلك إلى مزيد من انعدام اليقين إلا أنه يتيح أيضاً فرصة جديدة لاعتماد حلول جديدة منها نماذج الأعمال الابتكارية في عالم النشر. ويثير هذا التغيير تساؤلات حرجة بشأن تعريف الكتاب ومعنى التأليف في العصر الرقمي. وتضطلع اليونسكو بدور قيادي في طليعة المناقشات الجديدة بشأن الانتقال من الكتب إلى الأشكال غير الورقية وحقوق المؤلفين. ومن خلال مناصرة حقوق المؤلف والانتفاع المفتوح، تدافع اليونسكو عن الإبداع والتنوع والمساواة في الانتفاع بالمعارف. وإننا نعمل في جميع المجالات، بدءاً بشبكة المدن المبدعة في مجال الأدب وانتهاء بتعزيز محو الأمية والتعلّم بالأجهزة المحمولة والمضي قدماً في الانتفاع المفتوح بالمعارف العلمية والموارد التربوية. فعلى سبيل المثال، تسعى اليونسكو جاهدة، في إطار شراكة مع شركة نوكيا ومنظمة "القارئ العالمي" (Worldreader)، إلى تسخير تكنولوجيا الأجهزة المحمولة لدعم محو الأمية. وتحقيقا ً لهذه الغاية، أصدرنا في 23 نيسان/أبريل مطبوعاً جديداً بعنوان "القراءة في عصر الأجهزة المحمولة" (Reading in the Mobile Era). ومن المنطلق ذاته، مُنحت مدينة بورت هاركورت في نيجيريا لقب "العاصمة العالمية للكتاب في عام 2014"، وذلك استناداً إلى جودة برنامجها، ولا سيما تركيز اهتمامها على الشباب وعلى التأثير الذي سيحدثه ذلك في تحسين ثقافة الكتاب في نيجيريا والقراءة والكتابة والنشر من أجل تحسين معدلات محو الأمية. وينطلق تنفيذ هذه المبادرة في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وهي تحظى بدعم اليونسكو، إضافة إلى دعم رابطة الناشرين الدولية، والاتحاد الدولي لباعة الكتب، والاتحاد الدولي لرابطات المكتبات وأمناء المكتبات. وهدفنا واضح في كل هذه الجهود، ألا وهو تشجيع المؤلفين والفنانين على ضمان انتفاع المزيد من النساء والرجال بالقرائية وبالأشكال التي يتاح الانتفاع بها بطريقة ميسرة، لأن الكتب تمثل أقوى ما لدينا من أدوات للقضاء على الفقر وبناء السلام.