من غرفة الملابس إلى قصر باكنجهام.. رحلة أبطال نالوا لقب السير بجدارة

يعد لقب «السير» واحدًا من أرفع الأوسمة التكريمية في المملكة المتحدة، ويمنح عادة من قبل الملك أو الملكة البريطانية تقديرًا لإسهامات متميزة في مجالات مختلفة مثل الأدب، الطب، والفن، والرياضة.
وفي عالم كرة القدم، حصل عدد محدود من اللاعبين والمدربين على هذا اللقب المرموق، تكريمًا لمسيرتهم الحافلة وإنجازاتهم التي ساهمت في رفع اسم بريطانيا عالميًا.
وفيما يلي نستعرض أبرز هؤلاء النجوم الذين حملوا لقب «السير» بجدارة.

السير أليكس فيرجسون
يعتبر السير أليكس فيرجسون أحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم. ولد في اسكتلندا عام 1941، وبدأ مسيرته كلاعب قبل أن يتحول إلى التدريب.
قاد نادي مانشستر يونايتد لمدة 26 عامًا من عام 1986 حتى 2013، محققًا 38 بطولة كبرى، بينها 13 لقب دوري إنجليزي ولقبان في دوري أبطال أوروبا.
منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب «السير» عام 1999 تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في تطوير كرة القدم البريطانية، وقيادته مانشستر يونايتد لتحقيق الثلاثية التاريخية «الدوري، الكأس، دوري الأبطال» في الموسم نفسه.

السير مات باسبي
يعد مات باسبي أحد الرموز الخالدة في تاريخ مانشستر يونايتد بدأ كلاعب في صفوف مانشستر سيتي وليفربول، ثم تحول إلى التدريب بعد الحرب العالمية الثانية.
تولى تدريب مانشستر يونايتد عام 1945، وقاد الفريق لتحقيق أول لقب أوروبي في تاريخه عام 1968 بعد مذبحة ميونيخ الجوية التي أودت بحياة عدد من لاعبيه.
منحته العائلة المالكة لقب «السير» عام 1968 تكريمًا لجهوده في إعادة بناء الفريق وتحقيق أول بطولة قارية لنادي إنجليزي في التاريخ.

السير ألف رامسي
المدرب الأسطوري ألف رامسي هو أول من قاد إنجلترا إلى المجد العالمي عندما فاز ببطولة كأس العالم 1966.
بدأ مسيرته لاعبًا في ساوثهامبتون وتوتنهام، قبل أن يتجه إلى التدريب مع إيبسويتش تاون ومنتخب إنجلترا.
بفضل إنجازه التاريخي، منحه الملك جورج السادس لقب «السير» في عام 1967 ليصبح أول مدرب للمنتخب الإنجليزي ينال هذا الشرف، ولا يزال يذكر حتى اليوم باعتباره الرجل الذي حقق لإنجلترا لقبها العالمي الوحيد.

السير كيني دالجليش
يعد كيني دالجليش من أساطير كرة القدم الاسكتلندية ونادي ليفربول الإنجليزي. حقق نجاحات مذهلة كلاعب ومدرب، حيث فاز ببطولات الدوري والكأس المحلية والأوروبية مع ليفربول.
في عام 2018، منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب السير تقديرا لمسيرته المتميزة، وجهوده الإنسانية في دعم عائلات ضحايا كارثة هيلزبورو عام 1989، التي راح ضحيتها 96 مشجعًا من جماهير ليفربول.

جاريث ساوثجيت
المدرب الاسبق للمنتخب الإنجليزي جاريث ساوثجيت، الذي قاد «الأسود الثلاثة» إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 ونهائي يورو 2020، نال لقب «السير» تقديرًا لجهوده في إعادة بناء المنتخب بعقلية جديدة وروح جماعية عالية

السير ديفيد بيكهام
يعد ديفيد بيكهام من آخر من نال هذا اللقب الرفيع و أشهر لاعبي كرة القدم الإنجليز في التاريخ الحديث، وواحدًا من أبرز الأسماء التي مثلت الكرة الإنجليزية عالميًا.
تألق في صفوف مانشستر يونايتد وريال مدريد وباريس سان جيرمان، وحقق ألقابًا في أربع دول مختلفة.
عرف بيكهام بأناقته داخل وخارج الملعب، وأسهم في تعزيز صورة كرة القدم الإنجليزية عالميًا.
نال لقب «السير» تكريمًا لعطائه الرياضي وأعماله الخيرية الواسعة التي شملت دعم الأطفال والفقراء في أفريقيا وآسيا عبر مؤسسة يونيسف.
من ألف رامسي الذي رفع كأس العالم إلى فيرجسون الذي صنع أمجاد مانشستر يونايتد، ومن دالجليش الأسطورة الاسكتلندية إلى بيكهام أيقونة الأناقة والاحتراف، يجتمع هؤلاء تحت مظلة لقب واحد هو «السير»، الذي لا يمنح إلا لمن تركوا بصمة لا تنسى في تاريخ كرة القدم البريطانية والعالمية.
إن هذا اللقب الملكي لا يكرم مجرد إنجاز رياضي، بل يخلد قصة كفاح وإبداع وإنسانية جعلت من كرة القدم البريطانية نموذجًا في التفوق والروح الرياضية.