قال الخبير والمحلل الأمني البريطاني مارك غاليوتي إن القبة الذهبية الأمريكية، التي تُعدّ أحدث أنظمة الدفاع الصاروخي في الولاياتالمتحدة، لن تكون قادرة على اعتراض صاروخ بوريفيستنيك الروسي، الذي يتمتع بمدى غير محدود وقدرات تقنية متطورة. وجاءت تصريحات غاليوتي في مقال نشرته مجلة Spectator البريطانية، مؤكدًا أن هذا الصاروخ يشكل تحديًا غير مسبوق أمام منظومات الدفاع الجوي في العالم، وعلى رأسها القبة الذهبية الأمريكية. وأوضح الخبير أن صاروخ بوريفيستنيك يمثل جيلًا جديدًا من الأسلحة الاستراتيجية الروسية التي تعتمد على نظام دفع نووي فريد يمنحه قدرة على التحليق لمسافات غير محدودة تقريبًا، وهو ما يجعله هدفًا بالغ الصعوبة لأنظمة الاعتراض التقليدية. وأضاف أن هذا الصاروخ يستطيع التحليق على ارتفاعات منخفضة جدًا، لا تتجاوز خمسين مترًا، مع القدرة على المناورة الأفقية والعمودية، ما يجعل مساره غير متوقع تمامًا بالنسبة للرادارات الأمريكية ومنظومة القبة الذهبية. وأشار غاليوتي إلى أن القبة الذهبية الأمريكية صُممت للتعامل مع الصواريخ التي تحلّق على ارتفاعات عالية أو متوسطة، وليس مع صواريخ منخفضة المسار مثل بوريفيستنيك، وهو ما يجعل اعتراضه شبه مستحيل باستخدام الأنظمة الحالية. كما أضاف أن الطابع الاستراتيجي لهذا الصاروخ يغير موازين القوى العالمية، لأنه يجعل الردع النووي التقليدي في حاجة إلى إعادة تقييم. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد في تصريحات سابقة أن صاروخ بوريفيستنيك يتميز بتقنيات متقدمة تمنحه تفوقًا في السرعة والقدرة على المناورة، مشيرًا إلى أن نظام الدفع النووي الذي يعمل به يولّد طاقة تعادل مفاعل غواصة نووية، ولكن بحجم أصغر بألف مرة. كما كشف رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف أن الصاروخ قطع خلال اختبار حديث مسافة بلغت 14 ألف كيلومتر في رحلة استمرت 15 ساعة متواصلة، ما يثبت تفوقه العملي على جميع الصواريخ المجنحة الأخرى. ويرى محللون أن القبة الذهبية الأمريكية، رغم تطورها التقني الكبير، ما تزال عاجزة عن مواجهة التهديدات الجديدة التي تمثلها الأسلحة النووية الروسية مثل بوريفيستنيك، مؤكدين أن هذا الصاروخ يعيد رسم مشهد الردع العالمي ويفتح مرحلة جديدة في سباق التسلح بين موسكو وواشنطن.