أكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، أن المنظمة تبذل جهودًا مكثفة لتقديم ضمانات أمنية وإنسانية تتيح تنفيذ عملية تبادل للمحتجزين والأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في إطار دورها كوسيط محايد يهدف إلى حماية المدنيين وتحقيق انفراجة إنسانية. وقال مهنا، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية مساء اليوم الاثنين، إن اللجنة الدولية تعمل على "تهيئة الظروف الملائمة لإجراء عمليات تبادل آمنة"، مشددًا على أن الصليب الأحمر لا يشارك في المفاوضات السياسية، لكنه يساهم في "ضمان احترام المعايير الإنسانية خلال أي عملية تسليم أو تبادل". وأوضح المتحدث أن دور الصليب الأحمر يتمثل في نقل الرسائل الإنسانية بين الأطراف المتنازعة، ومتابعة أوضاع المحتجزين من الجانبين، والتأكد من معاملتهم وفقًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني. وأضاف أن "اللجنة تسعى لتأمين قنوات تواصل موثوقة تتيح تنفيذ التبادل دون تعريض حياة أي طرف للخطر". وأشار مهنا إلى أن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يزال "بالغ الصعوبة"، خاصة مع تزايد أعداد الجرحى والمفقودين، مؤكدًا أن فرق الصليب الأحمر تواصل العمل في الميدان رغم المخاطر لتقديم الدعم الطبي واللوجستي، وإيصال المساعدات إلى المستشفيات والمراكز الصحية المنهكة. وفي الوقت ذاته، دعا المتحدث باسم الصليب الأحمر جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني، وتجنب استهداف المدنيين أو البنية التحتية الحيوية، مثل المستشفيات وشبكات الكهرباء والمياه. وقال إن "الأولوية الآن هي حماية الأرواح وتخفيف المعاناة، وليس تصعيد العنف". ولفت مهنا إلى أن اللجنة الدولية على تواصل دائم مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية ومع أطراف إقليمية أخرى، من أجل تهيئة بيئة تفاوضية مستقرة تمكّن من تنفيذ عملية تبادل إنساني ناجحة، مع ضمان الشفافية واحترام الحقوق القانونية والإنسانية لجميع الأطراف المعنية. وأضاف أن الصليب الأحمر "لا يمتلك سلطة فرض أي اتفاق"، لكنه يعتمد على الثقة المتبادلة مع الأطراف وعلى التزامهم بمبادئ الحياد والإنسانية، موضحًا أن المنظمة سبق أن أدارت عمليات مماثلة في مناطق نزاع أخرى بالعالم، مثل اليمن وسوريا وأوكرانيا، بنجاح نسبي. وتأتي هذه التصريحات في وقت تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية والوساطات الإقليمية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، في ظل تحركات موازية من مصر وقطر والأمم المتحدة لاحتواء التصعيد وتخفيف التوتر الإنساني المتفاقم في غزة. وأكد مهنا أن "الصليب الأحمر سيواصل أداء مهمته الإنسانية بعيدًا عن أي أجندات سياسية"، مشيرًا إلى أن المنظمة تعتبر أن "كل إنسان محتجز في النزاعات له الحق في المعاملة بكرامة، والاتصال بعائلته، وتلقي الرعاية الطبية دون تمييز".