في تصعيد لافت وسط اشتداد الحرب في غزة، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبادرة سياسية وأمنية شاملة، داعيًا إلى التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس قبل الساعة السادسة مساءً من يوم الأحد بتوقيت واشنطن، محذرًا من أن "أبواب الجحيم ستُفتح" في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق. وقال ترامب في تصريحات صحفية: "الصفقة التي اقترحتها هي الفرصة الأخيرة لحماس... وإذا لم يتم التوصل إلى هذا الاتفاق، فإن أبواب الجحيم ستُفتح ضد حماس كما لم يحدث من قبل." بنود المبادرة: وقف فوري للقتال وخطة سياسية انتقالية وتنص خطة ترامب، التي وصفها بأنها "خريطة طريق واقعية للسلام"، على وقف فوري لإطلاق النار، مع الإفراج عن جميع المحتجزين من الجانبين خلال 72 ساعة من لحظة إعلان القبول. في الجانب الميداني، تدعو المبادرة إلى انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، على أن يتم ذلك بالتزامن مع تجريد القطاع من السلاح بالكامل، وضمان بقائه منطقة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات، دون تنفيذ أي تهجير قسري للسكان. كما تمنح المبادرة خروجًا آمنًا لعناصر حماس المتبقين، في حال وافقت الحركة على شروط الاتفاق. هيئة انتقالية ومجلس دولي للسلام وتقترح الخطة تشكيل إدارة انتقالية مؤقتة في غزة، بقيادة لجنة تكنوقراطية فلسطينية، تعمل تحت إشراف هيئة دولية مستقلة تضم خبراء وشخصيات دولية، ويرأسها ترامب نفسه. وترافق ذلك بإنشاء ما يُعرف ب"مجلس السلام"، وهو كيان دولي جديد يهدف إلى الإشراف على المرحلة الانتقالية، تمهيدًا لتسليم السلطة تدريجيًا إلى السلطة الفلسطينية، بعد تنفيذ إصلاحات إدارية وأمنية في القطاع. دعوة للفلسطينيين وتحذير من "منطقة موت" وفي لهجة شديدة، دعا ترامب المدنيين الفلسطينيين إلى مغادرة المناطق التي قد تشهد مواجهات مستقبلية، قائلًا: "أطلب من جميع الفلسطينيين الأبرياء مغادرة المنطقة التي يحتمل أن تكون مكانًا للموت في المستقبل، إلى أجزاء أكثر أمانًا في غزة على الفور." كما شدد على أن الصفقة المقترحة من شأنها أن "تنقذ أرواح جميع عناصر حماس المتبقين"، داعيًا إياهم إلى اغتنام الفرصة الأخيرة الجانب الإنساني: إعادة إعمار ومساعدات تحت رقابة دولية تشمل المبادرة أيضًا برنامجًا لإعادة إعمار غزة، بالتعاون مع الأممالمتحدة والهلال الأحمر، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية. كما تُخطط واشنطن لنشر قوة استقرار دولية بقيادة أمريكية – عربية مشتركة لضمان تنفيذ بنود الاتفاق. ردود الفعل الدولية: ترحيب مشروط ولاقت المبادرة ترحيبًا دوليًا مبدئيًا، خاصة مع تأكيدها على رفض التهجير، ودعم حل الدولتين، والتمهيد لاستقرار دائم في المنطقة. كما دعت أطراف دولية إلى ضرورة منح الخطة فرصة واقعية، مع إشراك جميع الفصائل الفلسطينية في الحوار السياسي لضمان نجاح المرحلة الانتقالية. ضغوط اللحظة الأخيرة وفرصة محفوفة بالمخاطر تأتي تصريحات ترامب وخطته الجديدة في وقت شديد الحساسية سياسيًا وإنسانيًا، مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية لوقف الحرب، وتدهور الأوضاع في القطاع بشكل غير مسبوق. وبينما يصف البعض المبادرة بأنها فرصة جدية لحل الأزمة، يعتبرها آخرون محاولة أمريكية لفرض تسوية مشروطة تتجاهل العمق السياسي والتاريخي للصراع. ومع اقتراب موعد المهلة المحددة، تتجه الأنظار إلى غزةوواشنطن وتل أبيب... فإما اتفاق يُنهي واحدة من أعنف جولات الصراع، أو "أبواب الجحيم" التي لوّح بها ترامب.