مع احتدام السباق على منصب المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لعام 2025، تتجه الأنظار إلى ميدان تنافسي محدود يضم ثلاثة مرشحين بارزين، حيث ستكون التحالفات الدبلوماسية والكتل الإقليمية هي العامل الحاسم في تحديد هوية القائد الجديد للمنظمة الدولية. ويجري السباق وفق آلية محددة تبدأ بمقابلات علنية للمرشحين أمام المجلس التنفيذي للمنظمة، تليها جولة اقتراع حاسمة ستُعقد في باريس بين 1 و16 أكتوبر 2025. بعد ذلك، يرفع المجلس اسماً واحداً فقط إلى المؤتمر العام، الذي من المقرر أن ينعقد في سمرقند بأوزبكستان في نوفمبر 2025، حيث تُستكمل إجراءات التعيين النهائية. المتنافسون في انتخابات اليونيسكو يضم السباق هذا العام ثلاثة مرشحين رئيسيين، لكل منهم شبكة دعم وخبرة مختلفة: خالد العناني (مصر).. وزير السياحة والآثار المصري السابق. غابرييلا راموس (المكسيك).. مساعدة المدير العام لليونسكو لقطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية. فيرمين إدوار ماتوكو (الكونغو).. مساعد المدير العام لليونسكو لأولوية أفريقيا والعلاقات الخارجية. وتصف وسائل إعلام أوروبية، بينها صحيفة "لوموند"، الميدان التنافسي بأنه أضيق من الدورات السابقة، مما يعظّم من تأثير كل جولة انتخابية وكل تحالف ثنائي أو كتلة إقليمية، ويجعل كل صوت حاسماً. حملة مصر.. دعم ثلاثي وفرص قوية تدخل القاهرة هذا السباق بحملة أكثر تنسيقاً وتنظيماً، مستفيدة من دروس خسارتها في سباق عام 2017 أمام المديرة الحالية أودري أزولاي. وتستند قوة ترشيح خالد العناني على ثلاثة عوامل رئيسية: دعم إفريقي - عربي منظم، حصل العناني على تأييد رسمي من الاتحاد الإفريقي لعامي 2024 و2025، ومن جامعة الدول العربية في مايو 2024. وتشكل هذه التأييدات مظلة تصويتية أولية مهمة وقابلة للتوسع عبر تفاهمات ثنائية. دعم دولة المقر، في خطوة تعد عنصر ترجيح مهماً، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان رسمي "دعمها الكامل" للمرشح المصري. ويحمل هذا الدعم رمزية وتأثيراً كبيراً داخل أروقة المنظمة التي يقع مقرها في باريس. يتمتع العناني بخبرة واسعة في مجالات الآثار والتراث والثقافة، وهي تتقاطع بشكل مباشر مع صلب ولاية اليونسكو. رغم هذه الأفضلية، يواجه المرشح المصري تحديات لا يستهان بها قد تعرقل طريقه نحو الفوز، منها شبكات المنافسين الداخلية حيث يتمتع كل من راموس وماتوكو بمواقع قيادية حالية داخل اليونسكو، مما يمنحهما القدرة على حشد الدعم وتجميع كتل تصويتية متقاطعة من داخل المنظمة. حساسية التوازنات الإقليمية حيث تعد جولات الاقتراع المتتابعة داخل المجلس التنفيذي حساسة للغاية، حيث يمكن أن تتغير التحالفات بسرعة بناءً على نتائج كل جولة. القضايا العالمية الآنية قد تعيد قضايا ملحة مثل التعليم في مناطق الأزمات، وحماية التراث في النزاعات، والحوكمة الرقمية، ترتيب أولويات العواصم عند التصويت، مما قد يؤثر على حظوظ المرشحين. تشير المؤشرات الراهنة إلى وجود أفضلية نسبية لخالد العناني، لكن الحسم النهائي سيبقى رهين لحظة التصويت في أكتوبر المقبل. فطريق تحويل هذه الأرجحية إلى فوز نهائي يتطلب الحفاظ على الزخم الإفريقي والعربي، واستثمار الدعم الفرنسي بشكل فعال، والأهم من ذلك، بناء جسور تواصل وتفاهم مع الكتل الإقليمية المترددة لضمان حسم السباق.