أعلن الدكتور محمد محروس، مدير عام منطقة التأمين الصحي بمحافظة الوادي الجديد، اليوم الأربعاء، انطلاق حملة لفحص التلاميذ بالمرحلة الابتدائية ضد سوء التغذية وأمراض الأنيميا والسمنة والتقزم. وذكر أن الحملة تنطلق يوم 11 أكتوبر الجاري عبر فرق الفحص التابعة لالتأمين الصحي داخل مدارس الوادي الجديد، على أن تُستكمل مراحل المتابعة والعلاج لاحقًا وفق بروتوكولات معتمدة وبعد موافقة وليّ الأمر. نطاق التنفيذ والأرقام أوضح محروس أن خطة التأمين الصحي تستهدف فحص 41 ألفًا و369 تلميذًا في جميع مدارس الوادي الجديد بمراكزها الإدارية الخمسة وقُراها، بواقع 25 ألف تلميذ في الريف و16 ألفًا و369 تلميذًا في الحضر، وتشمل الفحوص قياس الهيموجلوبين، ومؤشرات الطول والوزن، وتقييم مؤشرات سوء التغذية لتحديد حالات الأنيميا والسمنة والتقزم مبكرًا بين التلاميذ، تمهيدًا لصرف العلاج اللازم والمتابعة من خلال عيادات التأمين الصحي. آلية العمل والمتابعة تتولى فرق التأمين الصحي تنفيذ الفحص الميداني داخل المدارس، مع توثيق نتائج التلاميذ وتحديد الحالات التي تستلزم تدخلًا علاجيًا أو تغذويًا، وجرى التنسيق مع إدارات التعليم والصحة لضمان انسيابية العمل داخل مدارس الوادي الجديد، وتقديم إرشادات لأولياء الأمور حول أنماط الغذاء الصحي لتقليل سوء التغذية وعلاج الأنيميا بين التلاميذ، إضافة إلى متابعة حالات السمنة والتقزم بصورة دورية. خلفية محلية.. غذاء الأبناء بين العادات والموارد لفت مدير منطقة التأمين الصحي إلى رصد انتشار الأنيميا بين التلاميذ في المحافظة خلال فترات سابقة عبر فرق الفحص والقوافل الطبية، ما استدعى توجيهات المحافظ بإعداد تصور مُحكَم لوجبة التغذية المدرسية بالتعاون مع خبراء تغذية. وأكد أن الثقافة الغذائية لدى بعض أولياء الأمور والاعتماد على الوجبات السريعة ساهما في ظهور الأنيميا والسمنة بين التلاميذ، وتعمل الجهة المنفذة على مواءمة الوجبات مع موارد الوادي الجديد المحلية، بخاصة التمور المعروفة بقيمتها الغذائية؛ إذ يمكن إدماجها ضمن مكونات وجبات تهدف لمعالجة سوء التغذية وتقليل الأنيميا بين التلاميذ. تندرج الحملة ضمن مسار وطني أوسع للكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم بين طلاب المدارس، إذ أعلنت وزارة الصحة منذ 2019 فحص أكثر من 8 ملايين تلميذ حتى أبريل 2023 ضمن المبادرات الرئاسية للصحة العامة. وتستند جهود التغذية المدرسية في مصر إلى تاريخ ممتد؛ فبرامج التغذية المدرسية بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي وتطورت عبر عقود لتدعم التحصيل الدراسي والصحة العامة. عالميًا، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأنيميا تمثل عبئًا واسع الانتشار بين الأطفال وتؤثر في جودة الحياة والتحصيل، ما يبرز أهمية الفحص المبكر والتدخل الغذائي. وفي السياق المحلي، تُعد الوادي الجديد من أهم أقاليم إنتاج التمور في مصر، التي تقود عالميًا إنتاج التمور وفق بيانات وتقارير حديثة، وهو ما يدعم تضمين منتجات النخيل في برامج التغذية المدرسية. كما رصدت أبحاث حديثة في مصر اتجاهًا لارتفاع معدلات الأنيميا بين الأطفال خلال العقد الأخير، ما يعزّز جدوى حملات الفحص والتغذية الوقائية في المدارس.