لم يكن أحد من رواد المقهى الشعبي بمركز العياط جنوب محافظة الجيزة، يتوقع أن تتحول الجلسة الهادئة بين صديقين إلى مشهد دموي مأساوي، تسفك فيه الدماء وتنتهي فيه حياة أحدهما على يد الآخر. لحظة غضب عابرة أشعلت نارا لم تنطفئ، فكتب القدر الفصل الأخير من صداقة دامت سنوات، وانتهت بطعنة غادرة على الطاولة نفسها التي شهدت ضحكاتهما ذات يوم. كان البائعان يقومان بالسعي وراء الرزق طيلة اليوم وفي النهاية يقومان بتقسيم الإيراد سويا، "هلال" البائع الخمسيني، أنهي عمله وتوجه لذات المقهي الذي يجتمع عليه نهاية كل يوم رفقة زميله لتقسيم الإيراد، ولكن لم تكن هذه المرة كسابقيها، ذهب "هلال" ولم يكن يعلم بأن نهايته ستكون داخل ذلك المقهي علي يد ذلك الصديق. المجني عليه نشبت بينه وبين صديقه مشادة كلامية بسبب خلافات على تقسيم إيراد بيع المنتجات، المشادة سرعان ما تحولت إلى اشتباك بالأيدي، ليلتقط المتهم زجاجة مكسورة من الأرض ويوجه بها طعنة نافذة إلى رقبة صديقه، ليسقط الأخير غارقًا في دمائه. تفاصيل الواقعة تفاصيل الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث مركز شرطة العياط بمديرية أمن الجيزة، كانت بتلقي بلاغ بنشوب مشاجرة داخل مقهي ووجود قتيل بدائرة المركز. وعلي الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلي محل البلاغ وبالفحص تبين العثور علي جثة "هلال" بائع متجول به آثار طعنة نافذة في الرقبة، وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زميله في نفس المهنة بائع متجول بسبب خلافات علي تقسيم الإيراد، جري نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة. وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهم وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة. وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات التي أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليه وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن. وواجهت النيابة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبسه 4 أيام احتياطيًا علي ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يوم آخرين وجاري استكمال التحقيقات.