في أحد الأزقة الضيقة بمنطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، كان الليل يخيم علي المكان، لكن داخل شقة صغيرة تتعالى الأصوات وتختلط بالأنفاس المسمومة برائحة المخدرات، علاقة غير شرعية جمعت بين "منار" الثلاثينية وصديقها العاطل، علاقة بدأت بالوهم وانتهت بجريمة، ليصدق القول نهاية الحرام دومًا موت وفضيحة وخراب ديار. كانت البداية عندما خرج المتهم لقضاء بعض المتطلبات، تاركا صديقته في انتظاره، لكن الشيطان غلبها، فمدت يدها إلى السم "المواد المخدرة" الذي اشتراها، وتعاطته وحدها، لحظة عودته كانت الشرارة، نظر إليها فوجدها منهارة تحت تأثير المخدر، فملأ الغضب قلبه وأمسك بعصا خشبية وانهال عليها ضربا بلا رحمة، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. وقف أمام جثمانها الممدد، يتصبب عرقًا، يتأرجح بين الخوف والندم، قبل أن يخطر في باله أن يخفي الجريمة، لجأ إلى صديق له، "عامل" بسيط، أقنعه بالمساعدة في التخلص من الجثة. حمل الاثنان الجسد الهامد، وضعاه في جوال كأنه بقايا مهملة، ثم حملاه على دراجة بخارية وألقياه بجوار سور أسفل الطريق الدائري، معتقدين أن الظلام سيبتلع آثار فعلتهما. لكن الجريمة لا تخفى، والحرام لا يدوم، بعد ساعات، عثرت الأجهزة الأمنية على الجثمان، ومعه خيوط الحقيقة، لم يطل الوقت حتى سقط المتهمان في قبضة رجال المباحث، وما إن وُوجهوا بالأدلة حتى انهارا واعترفا بارتكاب الواقعة. تفاصيل الواقعة كان المقدم أيمن السكوري رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور بمديرية أمن الجيزة، قد تلقى إشارة من غرفة عمليات النجدة، تفيد العثور على جثمان فتاة في العقد الثالث من العمر ملقاة بجوار سور بدائرة القسم. وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لفتاة تدعى "منار" 30 عامًا، مصابة بجروح وكدمات متفرقة، وملفوفة داخل جوال. وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الجريمة عاطلا، سبق اتهامه في عدة قضايا، ارتبط بعلاقة بالمجني عليها، وكانت تقيم معه داخل مسكنه، وأنه جلب مواد مخدرة لتناولهما معا، إلا أنها استغلت غيابه وتناولت المخدر بمفردها، الأمر الذي أثار غضبه فاعتدى عليها باستخدام عصا حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. وأضافت التحريات أن المتهم استعان بصديقه "عامل"، حيث قاما معا بوضع الجثمان داخل جوال ونقلها على دراجة بخارية، ثم ألقياها بمكان العثور عليها. وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهمين، وبمواجهتهما أقرا بتفاصيل الجريمة، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات التي أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليها وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة. وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن وواجهت النيابة المتهمين بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقرا بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبسهما 4 أيام احتياطيًا علي ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسهما 15 يوما آخرين وجار استكمال التحقيقات.