أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بشدة استمرار الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدًا أن مستويات الموت والدمار في القطاع "غير مسبوقة في الحقبة الراهنة"، وأن المجاعة لم تعد مجرد احتمال وشيك، بل تحولت إلى "كارثة واقعة تهدد حياة الملايين". وقال جوتيريش، في بيان رسمي صدر من مقر الأممالمتحدة، إن "الأوضاع الإنسانية في غزة بلغت مستوى من الانهيار لم يشهده العالم منذ عقود"، مشددًا على أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر لهذه الحرب. وأضاف أن التقارير الواردة من وكالات الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية "تظهر أن آلاف الأطفال يعيشون على حافة الموت جوعًا، فيما المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال مزيد من الجرحى". وأشار الأمين العام إلى أن المجتمع الدولي "لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدي" إزاء ما يحدث، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود أو عوائق إلى جميع مناطق القطاع. وحذر من أن استمرار الوضع على ما هو عليه "سيؤدي إلى نتائج كارثية تتجاوز حدود غزة، ويهدد الأمن الإقليمي بأسره". كما شدد جوتيريش على أن القانون الدولي الإنساني يلزم جميع الأطراف بحماية المدنيين، وأن استهداف المناطق السكنية والبنى التحتية الحيوية "يمثل انتهاكًا صارخًا لهذه القواعد". وأوضح أن الأممالمتحدة ستواصل حشد الدعم الدولي لإغاثة سكان غزة، داعيًا الدول المانحة إلى الإسراع في توفير التمويل اللازم لعمليات الإغاثة العاجلة. وفي السياق نفسه، أكدت منظمات الإغاثة الدولية أن معدلات سوء التغذية ارتفعت بشكل خطير، حيث تعاني آلاف الأسر من انعدام الأمن الغذائي الحاد. كما أشارت تقارير ميدانية إلى أن شح المياه الصالحة للشرب وانقطاع الكهرباء بشكل شبه كامل فاقما من معاناة السكان، في وقت يستمر فيه النزوح الجماعي من المناطق المدمرة. ويأتي تحذير الأمين العام للأمم المتحدة في وقت يتصاعد فيه القلق الدولي من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وسط عجز الجهود الدبلوماسية عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ويرى مراقبون أن تصريحات جوتيريش تمثل محاولة جديدة للضغط على المجتمع الدولي من أجل التحرك العاجل، خاصة أن استمرار الضربات يهدد بانهيار كامل للبنية الاجتماعية والاقتصادية في القطاع. وأكد جوتيريش أن الأممالمتحدة "لن تدخر جهدًا" في سبيل مساعدة سكان غزة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الحل الوحيد يكمن في إنهاء العنف عبر مسار سياسي جاد يعيد الأمل إلى الشعب الفلسطيني ويضع حدًا لدوامة التصعيد.