تُعَدّ الديدان الحلزونية من أكثر أنواع الطفيليات شيوعاً بين الأطفال والبالغين، وهي مشكلة صحية قد تبدو بسيطة في بدايتها لكنها تتحول إلى مصدر إزعاج ومضاعفات إذا لم تُعالج، والمثير للدهشة أن أسباب الإصابة لا تعود دائماً إلى ظروف صحية معقدة، بل إلى عادات يومية عابرة يمارسها الإنسان دون انتباه، وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن أغلب الإصابات بالطفيليات المعوية تنتج عن ممارسات حياتية بسيطة قابلة للتغيير والوقاية. عادات يومية تنقل العدوى بالديدان الحلزونية لا يعرف كثير من الناس أن تصرفات صغيرة متكررة قد تفتح الطريق أمام الديدان الحلزونية لتدخل الجسم وتستقر في الأمعاء، ومن أبرز هذه العادات ما يلي: أول هذه الأسباب هو إهمال غسل اليدين قبل تناول الطعام أو بعد الخروج من الحمام، إذ تنتقل بويضات الديدان بسهولة عبر الأيدي الملوثة إلى الفم، ويُعَدّ الأطفال الأكثر عرضة للإصابة لأنهم يلمسون الأسطح والألعاب باستمرار ثم يضعون أيديهم في أفواههم. ثانياً، يأتي تناول الطعام غير المغسول جيداً مثل الخضروات والفواكه الطازجة، خاصة إذا كانت مزروعة في تربة ملوثة ببيض الطفيليات، كما يؤدي شرب مياه غير نقية أو ملوثة إلى انتقال العدوى مباشرة. ثالثاً، يُعتبر النوم في أغطية غير نظيفة أو مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين مثل المناشف من أسباب انتشار العدوى داخل الأسرة الواحدة، فالبيض الدقيق للديدان يمكنه البقاء على الأقمشة لفترات طويلة، مما يسهل انتقاله من شخص لآخر. ومن الأسباب الشائعة أيضاً قص الأظافر بطريقة غير منتظمة أو تركها طويلة، إذ تتجمع بقايا البويضات تحتها وتنتقل إلى الفم بسهولة، ولهذا ينصح الأطباء بقص الأظافر للأطفال والكبار بانتظام كوسيلة وقائية بسيطة. كما تسهم عادة قضم الأظافر في تعريض الشخص للإصابة بشكل مباشر، حيث تنتقل البويضات من الأصابع إلى الفم دون الحاجة إلى وسيط آخر. قد تبدو هذه الأسباب بسيطة، لكنها تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة الطفيليات، والوقاية هنا لا تتطلب أكثر من التزام بالنظافة الشخصية، وغسل الطعام جيداً، وتعقيم مياه الشرب، إضافة إلى توعية الأطفال بالعادات الصحية السليمة. ولا تكمن خطورة الديدان الحلزونية فقط في الأعراض المزعجة مثل الحكة أو آلام البطن، بل في قدرتها على الاستمرار داخل الجسم لفترات طويلة إذا لم تُعالج، ولذا فإن إدراك مسببات العدوى والابتعاد عنها يُعَدّ الحل الأسهل والأكثر فاعلية لحماية الأسرة والمجتمع.