أُقيم في كاتدرائية أوبسالا بالسويد، قداس مسكوني بعنوان "زمن سلام الله"، بمناسبة مرور 100 عام على خدمة الختام لاجتماع الحياة والعمل الذي عُقد في ستوكهولم عام 1925 بقيادة رئيس الأساقفة آنذاك ناثان سودربلوم. وشارك في القداس ممثلون عن مجلس الكنائس العالمي، من بينهم الأسقفة إنغبورغ ميتتومه، العضو في اللجنة المركزية والتنفيذية للمجلس. مشاركة قيادات كنسية عالمية قاد الصلاة الدكتور مارتن موديوس رئيس أساقفة السويد ، وعميدة الكاتدرائية ماتيلدا هيلغ، فيما تلا البطريرك المسكوني برثلماوس قانون الإيمان النيقاوي باللغة اليونانية، على خطى البطريرك السكندري الذي تلاه خلال خدمة مماثلة في كاتدرائية أوبسالا عام 1925. نداء مسكوني من أجل السلام والعدالة خلال القداس، قُدم "نداء مسكوني" أكّد أنّ العالم اليوم يصرخ من أجل السلام، سلام لا يعني غياب الحرب فحسب، بل يتجسد في العدالة والمصالحة. وجاء في النداء: "يدعونا الله في هذا الزمن – ككنائس، كإخوة وأخوات في الإيمان، وكبشرية واحدة – لنكون حاملي سلام الله." وحدة الكنيسة ليست توحيدًا بل تنوع متصالح ذكّر النداء بأن رسالة الكنيسة ليست من أجل ذاتها بل من أجل العالم، قائلاً: "نقف معًا – مختلفين في التقاليد واللغات والسياقات – لكننا متحدون في المسيح. فالوحدة ليست تطابقًا تامًا، بل تنوعًا متصالحًا يعكس محبة الله الخلّاقة." مسؤولية مشتركة لمواجهة العنف والتقسيم شدد النداء على أن السعي وراء السلام والمصالحة هو جوهر الشهادة المشتركة للكنائس، داعيًا إلى مقاومة العنف والكراهية، تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وإعلاء صوت من لا يُسمع صوته. سلام فاعل يبني الجسور وأكد النداء أنّ سلام الله ليس ساكنًا أو سلبيًا، بل هو سلام فاعل يسعى إلى العدالة، يداوي الجراح، ويخلق مساحات للمصالحة. وجاء فيه:"لا يمكن أن نصمت حين يُهجّر الناس من أوطانهم، أو حين تتجذر الكراهية، أو عندما يهدد تغيّر المناخ بفعل الإنسان مستقبل الحياة." امتداد تاريخي منذ 1925 يُذكر أنّ العديد من الكنائس التي حضرت اجتماع 1925 باتت اليوم جزءًا من الحياة الكنسية في السويد. وقد حمل لقاء ستوكهولم آنذاك الشعار نفسه: وحدة الكنيسة من أجل العالم، في محاولة للإسهام ببناء السلام بعد الحرب العالمية الأولى، وفي زمن كانت فيه الكنيسة تبحث عن دورها وسط التغيرات الاجتماعية والصناعية الحديثة.