شهدت العاصمة السويديةستوكهولم أسبوعًا حافلًا بالفعاليات الداعية إلى السلام والعدالة، بمهرجان كبير للسلام في ساحة كونغسترادغوردن بوسط المدينة، إلى جانب قداس احتفالي في كاتدرائية ستوكهولم. وأوضحت الدكتورة القسيسة صوفيا كامنين، الأمين العام لمجلس الكنائس المسيحية في السويد، أنّ استضافة هذا الحدث جاءت لتجسيد شعار العام "زمن سلام الله"، والتأكيد على أن الذكرى المئوية لمؤتمر الحياة والعمل التاريخي عام 1925 لا يجب أن تبقى داخل جدران الكنائس فقط، بل تمتد لتشمل الفضاء العام للمدينة. * موسيقى وصلوات من أجل السلام امتلأت أجواء الساحة بأصوات جوقات الإنجيل والعروض الفنية، فيما اجتمع قادة الكنائس من تقاليد مسيحية مختلفة ليرفعوا الصلوات من أجل السلام في العالم، آلاف من سكان ستوكهولم وزوارها شاركوا في هذه الأجواء الاحتفالية، تحت سماء صيفية مشرقة. * ذكرى 100 عام و77 عامًا على تأسيس مجلس الكنائس العالمي تزامنت الفعاليات مع الاحتفال بمرور 100 عام على أول تجمع مسكوني عالمي في ستوكهولم عام 1925، وكذلك الذكرى ال77 لتأسيس مجلس الكنائس العالمي عام 1948 في أمستردام. وفي كلمته الختامية، وجّه الدكتور القس جيري بيلاي، الأمين العام للمجلس، رسالة أمل وسلام، مشددًا على دور المجلس في مرافقة الشعوب المتألمة من الحروب والعنف في العالم، ومؤكدًا أن المجلس يظل صوتًا للوحدة والمصالحة والعدالة. * أصوات محلية وعالمية كما شاركت القس إيما غونارسون، عضو اللجنة المركزية للمجلس من الكنيسة الموحدة في السويد، لتتحدث عن دور الأفراد والمجتمعات محليًا وعالميًا في بناء مجتمعات مسالمة، ووقف إلى جانبها رئيس أساقفة السويد مارتن موديوس، بصفته رئيسًا لمجلس الكنائس المسيحية في السويد. وأشارت غونارسون إلى تجربتها خلال اجتماع اللجنة المركزية للمجلس في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، الذي عُقد في يونيو 2025، حيث كان محور النقاشات يدور حول قضايا العدالة والسلام والمصالحة. * سلام على الأرض... وسلام مع الأرض تنوّعت فعاليات المهرجان بين مساحات للقاء الشباب وكبار السن، وأنشطة فنية، وصولًا إلى ما وصفه المنظمون بمحاولة لتحقيق رقم قياسي عالمي في "قهوة الكنيسة السويدية"، حيث قُدمت آلاف قطع الكعك والقهوة والشاي للزوار. وركّزت الحوارات على مفهوم شامل للسلام لا يقتصر على العلاقات بين البشر، بل يمتد ليشمل علاقة الإنسان بالطبيعة والكائنات الحية، بما يُعرف ب "السلام على الأرض والسلام مع الأرض". * صوت الشعوب الأصلية من جانبها، أكدت جوليا رينسبرغ، الشابة من شعب السامي وعضو اللجنة المركزية للمجلس، أهمية اللقاءات المسكونية في زرع الأمل. وقالت:"نحن كشعوب أصلية نعيش واقع أزمة المناخ بشكل مباشر؛ البحار ترتفع، الغابات تحترق، وأنواع كثيرة من الكائنات تنقرض، ومع ذلك، فإننا نحمي 80% من التنوع البيولوجي للأرض، ليس بسرّ خاص، بل لأننا نعيش مع الطبيعة ونقرأ إشاراتها، لذلك يجب أن يكون لنا مكان على طاولة الحلول المناخية." * ختام بروح الصلاة والوحدة اختُتم المهرجان بتشكيل سلسلة بشرية للسلام في الساحة، حيث ردد المشاركون معًا صلاة خاصة أعدها مجلس الكنائس المسيحية في السويد لعام 2025، دعوا فيها الله أن يزرع السلام، والعدل، والرجاء في العالم. Sweden-2025-Hillert-20250823_AH1_1484 Sweden-2025-Hillert-20250823_AH2_3949-2 Sweden-2025-Hillert-20250823_AH2_4020 Sweden-2025-Hillert-20250823_AH2_4235