تعقد إيران، غدا الثلاثاء، جولة جديدة من المحادثات النووية مع الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) في مدينة جنيف، بمشاركة الاتحاد الأوروبي، وعلى مستوى نواب وزراء الخارجية، وسط تلميحات إيرانية بخفض مستوى تخصيب اليورانيوم سعياً لتفادي إعادة فرض العقوبات. وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية أن الوفد الإيراني سيضم مساعدي وزير الخارجية مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي، فيما يحضر ممثلو الدول الأوروبية الثلاث على مستوى المديرين السياسيين، ويشارك عن الاتحاد الأوروبي نائب مسؤولة السياسة الخارجية. تأتي هذه الجولة عقب مكالمة هاتفية جمعت وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بنظرائه الأوروبيين ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، وتم خلالها الاتفاق على عقد الاجتماع في جنيف. وتتصاعد وتيرة هذه المحادثات بالتزامن مع تهديدات أوروبية بتفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض العقوبات على طهران، ما لم يتم إحراز تقدم ملموس بحلول نهاية أغسطس، علماً بأن صلاحية بند "العودة التلقائية للعقوبات" في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 تنتهي في أكتوبر المقبل. تعليق المفاوضات وكانت طهران قد علّقت مفاوضاتها مع واشنطن في أعقاب استهداف منشآتها النووية من قِبل إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو الماضي، ما أعاق دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى هذه المنشآت منذ ذلك الحين. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة تليجراف عن مسؤولين إيرانيين أن طهران أبدت استعداداً كبيراً لتقليص نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20%، نزولاً من المستوى الحالي البالغ 60%، بهدف تخفيف حدة الضغوط الدولية وتفادي مزيد من الهجمات العسكرية. ويقود هذه الجهود علي لاريجاني، الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في محاولة لإقناع القيادة الإيرانية بخفض التخصيب، في ظل اقتراب النسبة الحالية من 90%، وهي العتبة اللازمة لصناعة سلاح نووي. وفي تصريحات رسمية، حذر عباس عراقجي الدول الأوروبية من اللجوء إلى آلية "سناب باك"، معتبراً أن ذلك يفتقر إلى الشرعية القانونية والأخلاقية. وفي المقابل، شدد وزراء خارجية ألمانياوفرنسا على ضرورة التوصل إلى اتفاق موثوق ومستدام قبل انتهاء الوقت، مع تأكيد التزام أوروبا بالمسار الدبلوماسي. وأكدت كايا كالاس من جهتها أن "الاتحاد الأوروبي ملتزم بالتوصل إلى حل دبلوماسي"، مشيرة إلى أن انخراط طهران مع واشنطن خطوة مهمة قبيل إنفاذ آلية الزناد، مطالبةً إيران بالتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.