كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية نقلا عن بيانات حكومية أمريكية حديثة أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لا يزالان يُجريان تجارة بمليارات الدولارات مع روسيا، رغم الانخفاض الحاد في حجم التبادل التجاري منذ بداية الحرب في أوكرانيا. ووفقًا لإحصاءات الحكومة الأمريكية، فقد تراجعت التجارة بين واشنطنوموسكو بنحو 90% منذ الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، إلا أن الولاياتالمتحدة استوردت عام 2024 ما قيمته 3 مليارات دولار من السلع الروسية. أما الاتحاد الأوروبي الشريك الرئيس لواشنطن في فرض العقوبات على موسكو فقد استورد ما قيمته 41.9 مليار دولار (36 مليار يورو) من السلع الروسية خلال العام نفسه، بحسب بيانات وكالة الإحصاء الأوروبية "يوروستات". ويُمثل ذلك انخفاضًا بنسبة 86% في الواردات الأوروبية من روسيا مقارنة بالربع الأول من عام 2022. ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أبرز المجالات التي لا تزال تحافظ على علاقات تجارية بين واشنطنوموسكو منها الأسمدة الكيميائية والبلاديوم واليورانيوم والبلوتونيوم. فلقد بلغت قيمة واردات الولاياتالمتحدة من الأسمدة الروسية أكثر من 1 مليار دولار في 2024، وتشمل أساسًا نترات اليوريا، ونترات اليوريا الأمونيوم، وكلوريد البوتاسيوم (البوتاس). ويقول ألان بيكيت، رئيس وحدة تحليل الأسمدة في S&P Global، إن هذا المستوى من التجارة مرشح للاستمرار ما لم تفرض الولاياتالمتحدة عقوبات مباشرة على واردات الأسمدة الروسية، كما فعلت مع البوتاس البيلاروسي. ورغم تراجع واردات البلاديوم من روسيا بشكل كبير منذ عام 2021، استوردت الولاياتالمتحدة ما قيمته 878 مليون دولار من المعدن في 2024. ويُستخدم البلاديوم في العديد من المنتجات الإلكترونية والصناعية، خصوصًا في المحولات الحفازة للسيارات. وتقدر واردات الولاياتالمتحدة من اليورانيوم والبلوتونيوم من روسيا حوالي 755 مليون دولار هذا العام، بحسب بيانات هيئة الإحصاء الأمريكية. وخلصت الشبكة بالقول إن هذا الواقع الاقتصادي يُظهر أن العقوبات الغربية، رغم شدتها، لم تُنهِ بالكامل العلاقة التجارية بين موسكو والغرب، خصوصًا في القطاعات التي يصعب إيجاد بدائل لها على المدى القصير.