تُعد السنة الأولى من الزواج مرحلة انتقالية تمتلئ بالمشاعر الجياشة والتجارب الجديدة، إلا أن كثيراً من الأزواج يلاحظون فتوراً في العلاقة بعد مرور هذا العام الأول، وهذا البرود لا يعني بالضرورة فشل الزواج، بل يُعد مؤشراً على ضرورة فهم التغيرات النفسية والعاطفية التي تطرأ على الشريكين، والبحث عن حلول للحفاظ على الدفء والانسجام. أسباب برود العلاقة الزوجية في السنة الأولى يدخل كثير من الأزواج الحياة الزوجية بتوقعات عالية وصورة مثالية عن الشريك، مستمدة من فترات الخطوبة أو التأثيرات المجتمعية، وعندما يبدأ الواقع في الظهور بكل تحدياته، تتغير هذه الصورة، ويرى كل طرف عيوب الآخر بوضوح، ويشعر بالخيبة إذا لم تكن التوقعات متوافقة مع الواقع، وهذه الصدمة العاطفية قد تخلق فجوة وتؤدي إلى برود في المشاعر. ومع مرور الوقت، تُثقل الحياة الزوجية بكثير من الالتزامات، من مسؤوليات مالية إلى مهام منزلية وربما قدوم طفل جديد، فتنشغل العقول وتُستنزف الطاقة، مما يؤدي إلى تراجع الحوار العاطفي وتقل فرص التعبير عن الحب، ويُصبح التواصل سطحياً ويفتقد الزوجان الحميمية النفسية، مما يؤدي إلى شعور كل طرف بالإهمال العاطفي والبعد المتزايد. تُؤدي قلة الخبرة في التعامل مع المشاعر إلى صمت طويل أو انفجارات من الغضب عند الخلاف، وقد لا يُجيد البعض التعبير عن انزعاجهم بطريقة بناءة، ولا يعرفون كيف يطلبون الدعم العاطفي بوضوح، ومع تراكم هذه المشاعر غير المُعبر عنها، تتكوّن حواجز نفسية داخل العلاقة، ويخبو الدفء بين الزوجين تدريجياً. كما تُصبح الحياة اليومية متكررة ومملة بعد مرور الوقت، ويفقد الكثير من الأزواج حس المبادرة لتجديد العلاقة أو إضافة لحظات مختلفة، ويغيب عنصر المفاجأة وتختفي المحاولات الصغيرة التي كانت تُبهج الشريك، ما يُسهم في تراجع الحماس والشغف داخل العلاقة. ولا يمكن إغفال دور العلاقة الجسدية، إذ تُعد جزءاً أساسياً من التعبير عن الحب والتقارب، ولكنها قد تُهمل بسبب التوتر أو الإرهاق أو ضعف التواصل، مما يُسبب شعوراً بالرفض أو الفتور، ويُعمق من فجوة البعد العاطفي، وقد يؤدي في كثير من الأحيان إلى برود دائم في العلاقة. ويُمكن تجاوز هذه المرحلة بالتفاهم والوعي والرغبة المشتركة في إعادة إحياء العلاقة، ويُنصح الأزواج بإعطاء العلاقة الأولوية، وممارسة الحوار الصريح، والحرص على تقديم الدعم العاطفي واللفتات البسيطة التي تُعيد الروح إلى الحياة الزوجية.