افادت وكالة أنباء "تسنيم"،عن مصدر مطّلع، اليوم الأحد، بأن إيران توصلت إلى تفاهم مبدئي مع الترويكا الأوروبية لاستئناف المفاوضات النووية، مشيرًا إلى أن تحديد مكان انعقاد المحادثات، المقررة الأسبوع المقبل، لا يزال قيد البحث. الترويكا الأوروبية تلوّح بتفعيل "آلية الزناد" ضد إيران أبلغ كبار الدبلوماسيين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلى جانب ممثل الاتحاد الأوروبي، نظراءهم الإيرانيين بعزمهم تفعيل آلية "سناب باك" لإعادة فرض جميع العقوبات الدولية على طهران، في حال لم يُحرز تقدم ملموس في الملف النووي قبل نهاية الصيف الحالي. ورقة ضغط دبلوماسية رغم التهميش رغم استبعادها فعليًا من المفاوضات النووية الجارية وتهميش دورها الدبلوماسي، لا تزال الترويكا الأوروبية تمتلك ورقة ضغط قوية من خلال التهديد بتفعيل "آلية الزناد"، في محاولة لاستعادة موقعها في الملف النووي وممارسة نفوذها على طاولة المفاوضات. ما هي آلية الزناد؟ "آلية الزناد" جزء من ملحق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، ومن البندين 36 و37 في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي). وقد صادق مجلس الأمن على القرار في 20 يوليو 2015، بعد ستة أيام فقط من توقيع الاتفاق بين إيران ومجموعة 5+1، ما منح الاتفاق صفة الإلزام الدولي. بموجب هذا القرار، ألغيت ستة قرارات سابقة كانت قد فرضت عقوبات صارمة على إيران بين عامي 2006 و2010، اعتمادًا على الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، الذي يسمح بفرض تدابير قسرية في حال وجود تهديد للسلم والأمن الدوليين. اقتراب انتهاء الاتفاق والتهديد الأوروبي المتصاعد ينتهي العمل بالاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة) رسميًا في أكتوبر 2025. إلا أن التوترات تسارعت بعد الهجوم الإسرائيلي–الأميركي الأخير على إيران، حيث بدأت الترويكا الأوروبية تلوّح بشكل علني بالعودة إلى العقوبات. في المقابل، ردت إيران بأن تفعيل آلية الزناد سيدفعها إلى الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، وهو ما قد يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية شاملة. نبرة أوروبية أكثر حدة وتحذير صريح في ظل استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم واحتفاظها بمخزون مرتفع التخصيب، صعّدت الدول الأوروبية من لهجتها. حيث صرّح وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، بأن آلية الزناد ستُفعّل بنهاية أغسطس 2025 إذا لم تظهر إيران التزامًا واضحًا وقابلًا للتحقق. توتر دبلوماسي بعد دعم الهجوم على إيران جاء هذا التهديد عقب تأييد المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، للهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، ما أدى إلى توتر في العلاقات الثنائية بين برلينوطهران. وردًا على هذا الهجوم، الذي استمر 12 يومًا وخلف دمارًا كبيرًا في المنشآت النووية، أعلنت طهران تعليق تعاونها مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. مأزق تفاوضي وغموض في المسار الأمريكي – الإيراني يُذكر أن المفاوضات غير المباشرة بين واشنطنوطهران توقفت منذ اندلاع الحرب الأخيرة، ولم تُستأنف حتى الآن. في السابق، كان التهديد العسكري يشكل أداة ضغط رئيسية لتحفيز إيران على تقديم تنازلات، لكن بعد تنفيذ الهجوم فعليًا، تغيّر ميزان الردع، ويبدو أن الدول الأوروبية تلجأ الآن إلى آلية الزناد كخيار بديل لدعم المفاوضات الأميركية المتعثرة.