تحيي الكنيسة ذكرى القديس فيلبس، أحد الاثني عشر رسولًا، الذي دعاه المسيح بنفسه، فترك كل شيء وتبعه، وسار خلفه إلى الصليب، حتى نال إكليل الشهادة بعد سنوات طويلة من الكرازة والاحتمال. دعاه المسيح باسمه.. وكان من أوائل المبشرين كان فيلبس من مدينة بيت صيدا في الجليل، وهي نفس مسقط رأس بطرس وأندراوس، ويُعتبر من أوائل من تبعوا المسيح بعد دعوته المباشرة. هو الذي قال لنثنائيل: "قد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة". وكان يتميّز بالبساطة والصدق، لكنه كان يسأل كثيرًا، كما ظهر في حديثه مع المسيح في معجزة إشباع الجموع.
كاروز آسيا الصغرى وشهيد في هيرابوليس انطلق فيلبس ليبشّر بكلمة المسيح في مناطق متعددة، منها اليونان وسوريا وآسيا الصغرى، وخاصة في مدينة "هيرابوليس" (في تركيا الحالية)، وهناك، وبسبب كرازته، ألقى عليه الوثنيون القبض وصلبوه مقلوبًا، وهناك أقوال بأنه صُلب على شجرة أو جدار وهو يكرز حتى اللحظات الأخيرة من حياته. وترى بعض التقاليد أن إحدى بناته كانت تتنبأ، وكانت ترافقه في الخدمة، كما ورد ذكره في سفر أعمال الرسل، ويجب التمييز هنا بينه وبين "فيلبس الشمّاس" أحد السبعة، الذي عمّد الخصي الحبشي.
يُحتفل بذكراه في 14 نوفمبر في الكنائس الشرقية، وفي 1 مايو أحيانًا مع يعقوب بن حلفى في الكنائس الغربية، ويُعتبر أحد أعمدة الكرازة في الكنيسة الأولى، وقد ترك لنا مثالًا في المبادرة والغيرة على خلاص الآخرين.