نقيب المحامين يترأس جلسة حلف اليمين للأعضاء الجدد، غدًا    وزير الشئون النيابية يلتقي عددا من صحفيين بعد فض دور الانعقاد الخامس للبرلمان    تعليم القليوبية يكرّم المبدعين في "تحدي القراءة العربي"    الطعون الانتخابية تتصدر مشهد انتخابات الشيوخ بدمياط    رئيس الوزراء يتفقد أعمال تطوير محور «محمد نجيب» وتوسعة كورنيش الإسكندرية    رئيس الوزراء يكلف بحصر الأراضي لإنشاء 60 ألف وحدة بديلة للعمارات الآيلة للسقوط بالإسكندرية    وزير الزراعة يفتتح فعاليات الاجتماع الأول للجنة الفنية بمشروع التنمية الريفية المتكاملة    رئاسة طائفة الدروز: نرفض دخول الأمن العام إلى السويداء ونطالب بحماية دولية    ندى ثابت: كلمة السيسي بقمة الاتحاد الأفريقي عكست التزام مصر بدعم منظومة الأمن في القارة    الخارجية الإيرانية: لن نعود للمفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة إلا بعد التأكد من نتيجتها مسبقا    عمره 92 عامًا.. الرئيس الكاميروني بول بيا يعلن ترشحه لولاية ثامنة    برشلونة يعلن تفاصيل التعاقد مع جناح كوبنهاجن بعقد طويل    نجم الزمالك السابق يفجر مفاجأة: فاروق جعفر أهلاوي    زوجة نائب راحل بالمنوفية تشكك في سبب وفاته، ومحاميه: نرفض التسويق لانتحاره    تفاصيل ضبط قائد سيارة اعتدى على فتاة وصديقتها بالتجمع    دار الكتب والوثائق تعلن بدء تشغيل أجهزة الرقمنة الجديدة بمعمل المسح الرقمي    وائل كفوري يطرح "بعتذر منك" و"أنتي بعيوني" من ألبومه الجديد    رمضان عبد المعز: النبي غرس العقيدة في سنوات مكة.. والتشريعات نزلت في المدينة    تحالف استثماري يعتزم إنشاء شبكة رعاية صحية رقمية بالإسكندرية بقيمة مليار جنيه    «الصحة»: دعم وتدريب مجاني لأسر الأطفال حديثي الولادة ضمن «الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية»    ينتقل عن طريق العطس والسعال.. مخاطر مرض الالتهاب السحائي على الأطفال    شاهد، نشاط الرئيس السيسي خلال المشاركة في اجتماع القمة التنسيقي للاتحاد الأفريقي    تضامن الغربية: توزيع ملابس جديدة بالمجان على 380 أسرة من الأولى بالرعاية    مهرجان للفنون والحرف التراثية في قنا    بالميراس يرفض العروض الأوروبية ويتمسك ب30 مليون يورو لبيع ريوس    وزير الشئون النيابية: قضايا الدولة هيئة رائدة في حماية المال العام    المدينة الإنسانية تثير غضب نتنياهو.. تفاصيل جلسة مغلقة للكابينت    ضبط 10 أطنان من الدقيق في حملات لشرطة التموين خلال 24 ساعة    الصحة: فحص أكثر من 620 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    حالة الطقس خلال الساعات المقبلة.. أجواء حارة على معظم المناطق    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. متى يبدأ تسجيل الرغبات عبر موقع التنسيق الإلكتروني؟    ضبط سائق بشركة نقل ذكي بتهمة التعدي على سيدة وصديقتها بالسب والضرب بالقاهرة    7 ملايين جنيه.. حصيلة قضايا تجارة العملة خلال 24 ساعة    قرار جديد من جامعة حلوان بشأن تنظيم حفلات التخرج    محافظ سوهاج يوجه بخفض مجموع القبول بمدارس التمريض بنات مع بدء التنسيق    "النادي اتخطف".. نجم الزمالك السابق يفجر مفاجأة: رئيس القطاع أهلاوي    هشام جمال: "سمعت صوت حسين الجسمي أول مرة وأنا عندي 14 سنة"    قبل الإعلان الرسمي.. تسريب صفقة الأهلي الجديدة من ملعب التتش (صورة)    موعد شهر رمضان المبارك 2026: فاضل فد ايه على الشهر الكريم؟    فليك يبدأ الإعداد للموسم الجديد ببرنامج بدني مكثف في برشلونة    مستشفى الكويت الميداني يحذر من توقف وشيك خلال 48 ساعة    مفاوض أوروبي: الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على واردات الاتحاد الأوروبي ستعيق التجارة    ارتفاع أسعار الحديد وانخفاض الأسمنت اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    الصحة توزع 977 جهاز أكسجين منزلي لمرضى التليف الرئوي    بعد غياب 4 أعوام.. محمد حماقي ونانسي عجرم يجتمعان في حفل غنائي بمهرجان ليالي مراسي    تفاصيل زيارة المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب لدمياط لمتابعة تنفيذ برنامج «المرأة تقود»    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الاثنين 14-7-2025 للمستهلك الآن    كم سجل سعر الريال السعودي اليوم الاثنين 14-7-2025 بداية التعاملات الصباحية؟    عمرو يوسف يروّج ل"درويش" بصور من التريلر الثاني والعرض قريبًا    بعد بيان الأهلي.. إبراهيم المنيسي يكشف مصير بيع إمام عاشور.. وجلسة حاسمة    ترامب يعرب أن أمله في التوصل إلى تسوية بشأن غزة خلال الأسبوع المقبل    بداية فترة من النجاح المتصاعد.. حظ برج الدلو اليوم 14 يوليو    عزاء مؤثر ل المخرج سامح عبد العزيز.. حضور لافت لنجوم الفن وشهادات محبة ودعاء (فيديوهات)    «انت الخسران».. جماهير الأهلي تنفجر غضبًا ضد وسام أبوعلي بعد التصرف الأخير    "عندي 11 سنة وأؤدي بعض الصلوات هل آخذ عليها ثواب؟".. أمين الفتوى يُجيب    الطب الشرعي يُجري أعمال الصفة التشريحية لبيان سبب وفاة برلماني سابق    دعاء في جوف الليل: اللهم اللهم أرِح قلبي بما أنت به أعلم    هل يجوز المسح على الحجاب أثناء الوضوء؟.. أمينة الفتوى تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكنيسة تحتفي بتذكار القديس أندراوس الرسول
نشر في البوابة يوم 30 - 11 - 2020

يعد القديس أندراوس الرسول أحد الرسل الإثنَي عشر، الذين إنطلقوا كارزين ببُشرى الخلاص إلى أربعة أصقاع الأرض، شاهدين لمن "أعدّه الله خلاصاً أمام وجوه الشعوب كلّها وهو أحد الكواكب الإثنَي عشر، الذين ساروا في مدار "شمس العدل"، عاكسين في حياتهم وكرازتهم، النور ممّن هو "نور العالم"، "النور الذي لا يغرب"
إن "أندراوس" الرسول، الذي يعني إسمه "الشّجاع"، هو إبن مدينة بيت صيدا الجليليّة، وهو إبن يونا، وأخو بطرس الرسول، وتلميذ يوحنا المعمدان قبل أن يدعوه يسوع.
يُعرَف بحسب التقليد الكنسيّ ب"المدعوّ أولاً" (Proto-Klitosباليونانيّة)، لكن رواية دعوته تختلف بحسب الإنجيليّين: فمتى ومرقس البشيران يذكران أن الربّ يسوع، بعد إعتلانه بالعماد وبعد إنتصاره على تجارب "إبليس"، كان سائراً على شاطىء "بحر الجليل"، فرأى أخوَين (بطرس وأندراوس) يُلقيان شبكة الصيد. فدعاهما إلى إتّباعه، "فتركا كلّ شيء وتبعاه" (متى 4: 18-20) و(مرقس 1: 16-18)
في حين أن لوقا البشير لا يورد ذكر إسمه في رواية "الصيد العجيب" التي تتضمّن دعوة بطرس (لوقا 5: 1-11)، بل ضمن تعداد الرسل الإثنَي عشر (لوقا 6: 13-16)
أما يوحنا البشير، فيذكر أن تلميذَين من تلاميذ يوحنا المعمدان، سمعا هذا الأخير يُشير إلى المُعلّم الإلهيّ قائلاً "هوذا حمل الله"... وكان أندراوس أحد هذَين التلميذَين (فيما قد يكون الآخر هو "التلميذ الحبيب" نفسه)، اللذَين تركا "النبيّ السابق" وتبعا "الذي يأتي بعده وقد كان قبله"، فإلتحقا به بعد أن "مكثا عنده ذلك اليوم" (يوحنا 1: 35-40) ثم عاد أندراوس، فلقيَ أخاه بطرس مُعلناً أمامه "قد وجدنا ماسيّا"، ومُصطِحباً إيّاه إلى المُعلّم، الذي بادر وأطلق على بطرس لقب "صفا" أو "كيفا"، ومعناه "الصخرة" (يوحنا 1: 41-42).
كما يأتي ذكر أندراوس للمرّة الثانية والأخيرة في الإنجيل "اليوحنّويّ" نفسه، من ضمن الرواية القائلة إن بعض "اليونانيّين" (من يهود الإنتشار) الموجودين في أورشليم بمناسبة "العيد"، قد جاؤوا إلى فيلبّس "طالبين أن يرَوا يسوع". فأطلع فيلبّس أندراوس على الأمر، ثم جاء الإثنان إلى يسوع (يو 12: 22).
بعد قيامة السيد المسيح وصعوده وحلول الروح القدس على الرسل، إنطلق أندراوس يكرز بالمسيح في بلاد الإسكوتيّين، في آسيا الصغرى مروراً بخلقيدونية وبيزنطية، وصولاً إلى بلاد اليونان. وإنتهى به الأمر في مدينة بتراس (من أعمال أخائية في اليونان)، مُبشّراً بالربّ يسوع، فإهتدت عن يده المدينة بأسره. ما أثار حفيظة حاكم المدينة، الذي أمر بإلقاء القبض عليه، وبالحكم عليه بالموت صلباً. فنال أندراوس إكليل الشهادة مصلوباً بشكل عكسيّ (رأساً على عقب). نذكر أخيراً أنه لم تصلنا منه أية كتابات، سواء أكانت إنجيلاً أو رسائل.
في القرن الرابع، نُقلت رفاته إلى مدينة القسطنطينيّة من قبل قسطنديوس (إبن قسطنطين الكبير)، وأودِعت كنيسة "الرسل القديسين"، إلى جانب رفاة القديسَين لوقا الإنجيليّ وتيموثاوس الرسول. وفي سنة 1462، وضع البابا بيوس الثاني هامته الكريمة قرب ضريح أخيه بطرس في الفاتيكان. بالاضافه إلى أن أندراوس تعرض الي الإختبار الشخصي وهو لا يُمكن أن نمرّ مرور الكرام على إعلان أندراوس لبطرس "قد وجدنا ماسيّا"، فهو "فعل إيمان" يحمل بُعداً لاهوتيّاً يُلخّص إنتظار البشريّة بأكملها، ولا سيّما الشعب الذي فرزه الله ليُحقّق من صُلبه خلاص الشعوب كلّها... صحيح أن هذه الجملة تُشكّل الكلام الوحيد الذي تورده الأناجيل على لسان أندراوس. لكنّ هذا الإعلان له دلالاته العميقة، إذ إنه شهادة وخُلاصة إختبار أندراوس لشخص الربّ يسوع، الذي دعا التلميذَين قائلاً "تعاليا وإنظرا"، فأيقن بنتيجة الإختبار الشخصيّ أن الرجل الذي تبعه، هو فعلاً "الماسيّا المُنتظَر".
تجدر الإشارة هنا، أن مسألة الإختبار الشخصيّ قبل إعلان "فعل الإيمان"، هي إحدى الميزات الأساسيّة للإنجيل "اليوحنّويّ". والأمثلة التي تؤكّد ذلك كثيرة، ونذكر على سبيل المثال: (1) إعلان فيلبّس لنثنائيل "قد وجدنا من كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء"، فيما (2) يُعلن نثنائيل إيمانه بيسوع "الناصريّ" بنتيجة إختباره الشخصيّ (والسريع) للسيّد، مُسمّياً إياه "إبن الله" و"ملك إسرائيل"، وذلك بعد سماعه كلام فيلبّس ونصيحته "تعال وإنظر"... كما نتذكّر (3) المرأة السامريّة وإختبارها الشخصيّ للربّ يسوع، كما أيضاً (4) إعلان أهل مدينة سيخار إيمانهم به ليس فقط نتيجة شهادة المرأة، بل خصوصاً نتيجة إختبارهم الشخصيّ له، مُعلنين إياه "مُخلّص العالم"...
فالإيمان لا يكون نتيجة عمليّة "قال وقيل"، أو تصديقاً أعمى لكلام أو حدث، إنّما نتيجة إختبار حياتيّ يدخل في أعماق الإنسان، فيترسّخ فيها ويُحدِث فيها التغيير المنشود... وما الأناجيل سوى شهادة لإختبار الرسل أولاً، ثمّ دعوة لنا إلى إختبار "الحياة الحقّة" ثانياً.
أندراوس الرسول في فنّ الإيقونات:
في الفنّ الإيقونوغرافيّ، يظهَر أندراوس دائماً بهيئة شخص كثيف الشعر وكثّ اللحية، في تشابه كبير مع "النبيّ السابق" يوحنا المعمدان... ولا عجب، ففي ذلك دلالة إلى كونه بدايةً أحد تلاميذ هذا الأخير، قبل إلتحاقه ب"حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم". ويظهر عموماً في ثلاث إيقونات رئيسيّة، هي:
(1) إيقونة تُظهر شخصه بشكل فرديّ، سواء كان حاملاً مخطوطاً ملفوفاً يرمز إلى كرازته، أو كان مصلوباً بشكل X... وهي الأكثر شيوعاً.
(2) إيقونة "العنصرة المجيدة"، التي يظهر فيها من ضمن محفل الرسل "الإثنَي عشر"، حاملاً مخطوطاً ملفوفاً...
(3) إيقونة "المحفل التكريميّ للرسل الإثنَي عشر" (30 حزيران)، حيث يظهر أيضاً بشكل مُشابه لإيقونة "العنصرة"...
ويبدو أيضاً في إيقونة نادرة، تُظهره بمعيّة "التلميّذ الآخر" و"النبيّ السابق"، وهذا الأخير يُشير إلى الربّ يسوع، واصفاً إياه ب"حمل الله". والمُلفِت جداً في هذه الإيقونة، أن كاتبها لم يخصّ تلميذَي يوحنا بهالة البرارة المُعتادة عند القديسين، والفكرة اللاهوتيّة لذلك تعود إلى كونهما خارج حلقة تلاميذ "الماسيّا" في تلك المرحلة، أي ما زالا حتى تلك اللحظة في زمن "العهد القديم"، زمن "الظلمة وظلال الموت".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.