تستعيد الكنيسة سيرة أول من لبّى نداء المسيح، في تذكار القديس أندراوس، أحد الاثني عشر تلميذًا وأحد أبطال الكرازة في العالم القديم، الذي ختم حياته مصلوبًا على صليب مائل على شكل حرف أكس رمزًا للتواضع والطاعة حتى الموت. من تلميذ ليوحنا المعمدان إلى أول تابع للمسيح أندراوس هو شقيق القديس بطرس، وكان من بيت صيدا في الجليل، يعمل صيادًا. كان أول من تبع المسيح بعد أن كان تلميذًا ليوحنا المعمدان، وعرّف أخاه بطرس بالمسيح قائلًا له: "قد وجدنا المسيّا" وفق العقيدة . ورغم أن بطرس نال الشهرة الأكبر في الكنيسة، فإن أندراوس ظل رمزًا للبساطة والإيمان العملي، فكان دائمًا يقود الآخرين إلى المسيح، كما فعل مع الصبي الذي قدّم خمس خبزات وسمكتين في معجزة إشباع الجموع.
كاروز اليونان وصاحب الصليب المائل بعد قيامة النسيم وفقاً للعقيدة المسيحية انطلق أندراوس ليكرز بالإنجيل في مناطق عدة، منها آسيا الصغرى، وبيزنطة، وتراقيا، حتى وصل إلى بلاد اليونان، حيث واجه مقاومة شديدة من الوثنيين بسبب كرازته. وفي مدينة "باترا" باليونان، أُمر بصلبه، لكنه طلب أن لا يُصلب على الصليب العادي كالمسيح لشعوره بعدم الاستحقاق، فصُلب على صليب مائل على شكل أكس وهو الشكل الذي أصبح رمزًا له في الفن الكنسي، وقد ظل حيًا على الصليب يومين كاملين، يكرز ويعزّي المؤمنين من حوله حتى أسلم الروح.
أثره باقٍ في الكنيسة حتى اليوم يُعتبر القديس أندراوس شفيعًا لعدد من الدول مثل اليونان واسكتلندا وروسيا، وقد أُقيمت له كنائس كثيرة حول العالم، أبرزها كنيسة "أندراوس في باترا" التي يُقال إن رفاته دُفنت فيها، كما توجد ذخائر له في عدة أماكن أخرى. ويُحتفل بعيده في الكنيسة الغربية يوم 30 نوفمبر، وفي الكنائس الشرقية أيضًا، تكريمًا لأول من سمع الدعوة.