في خطوة تاريخية تعزز مكانة مصر على الساحة الدولية، فازت مصر برئاسة المجلس التنفيذي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، وذلك للمرة الأولى منذ تأسيس المنظمة عام 1945، في إنجاز غير مسبوق للدبلوماسية المصرية في واحدة من أهم المنظمات الدولية المعنية بالأمن الغذائي والزراعة والمياه. المستشار مينا رزق وأعلن السفير بسام راضي، سفير مصر في إيطاليا ومندوبها الدائم لدى منظمات الأممالمتحدة في روما، أن المؤتمر العام للفاو انتخب مصر بالإجماع لرئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة لمدة أربع سنوات، خلال جلسة عامة مساء أمس. ورشحت مصر لهذا المنصب المستشار مينا رزق، نائب المندوب الدائم لمصر لدى الفاو، ليصبح بذلك أول مصري يتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ المنظمة، وأصغر من يشغله عن عمر يناهز 38 عامًا. دور المجلس التنفيذي لفاو يُعد المجلس التنفيذي أحد أهم الأجهزة القيادية في منظمة فاو، إذ يضطلع بمهمة رسم السياسات، وتوجيه عمل المنظمة بما يتوافق مع أولويات الدول الأعضاء، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العالم في مجالات الأمن الغذائي، ندرة المياه، التغير المناخي، والزراعة المستدامة. وبتولي مصر رئاسة هذا المجلس، ستتمكن من التأثير المباشر في صياغة السياسات الدولية المتعلقة بالغذاء والزراعة، إلى جانب دعم مصالح الدول النامية، خاصة في القارة الإفريقية، التي تعاني من مشكلات مزمنة في الأمن الغذائي والتنمية الزراعية. أهمية الفاو عالميًا تأسست منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" عام 1945، ومقرها الرئيسي في روما، وتضم في عضويتها أكثر من 190 دولة. وتعد المنظمة المرجع العالمي الأول في قضايا الغذاء والزراعة والموارد الطبيعية، وتسعى إلى القضاء على الجوع وسوء التغذية، ومواجهة التحديات المرتبطة بندرة المياه والتغير المناخي. ويأتي انتخاب مصر لهذا المنصب في توقيت بالغ الأهمية، مع تصاعد التحديات العالمية في مجال الأمن الغذائي، خاصة مع الأزمات المناخية، والصراعات الدولية، وتأثيراتها المباشرة على سلاسل الإمداد الغذائي. تعزيز الريادة المصرية يرى مراقبون أن هذا الفوز يعزز من مكانة مصر كصوت قوي ومؤثر في القضايا الدولية الكبرى، ويدعم رؤيتها الوطنية في تحقيق التنمية المستدامة، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والمياه والغذاء، التي تمثل محاور رئيسية في استراتيجية التنمية المصرية 2030. كما يُعد هذا الإنجاز تتويجًا للجهود المكثفة التي بذلتها السفارة المصرية في روما خلال الفترة الماضية، والتي عملت على تأمين الدعم الدولي للمرشح المصري، وترسيخ مكانة مصر كقوة دبلوماسية قادرة على قيادة الملفات الدولية بكفاءة واقتدار.