تستضيف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مؤتمر "الإيمان والنظام" العالمي السادس، التابع لمجلس الكنائس العالمي، وذلك في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون خلال الفترة من 24 إلى 28 أكتوبر 2025، تحت شعار: "إلى أين تتجه الوحدة المسيحية المنظورة؟". تُعد هذه المرة الأولى التي تُعقد فيها هذه الفعالية الدولية الكبرى في أحضان كنيسة أرثوذكسية شرقية، وجاءت الاستضافة بدعوة كريمة من قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. * إرث تاريخي واحتفاء بذكرى نيقية يأتي المؤتمر ضمن سلسلة من اللقاءات التاريخية التي عقدت منذ نحو قرن، حيث أُقيم أولها عام 1927 في لوزان بسويسرا، وتلاه مؤتمرات في إدنبرة (1937)، لوند (1952)، مونتريال (1963)، وسانتياغو (1993)، وصولاً إلى الدورة الحالية في وادي النطرون. ويرتبط هذا المؤتمر بشكل خاص بالاحتفال بمرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية الأول (325م)، والذي يُعد أول مجمع مسكوني في تاريخ الكنيسة، ومثّل علامة فارقة في صياغة العقيدة المسيحية الجامعة. * ليس حوارًا عقائديًا وأكدت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن المؤتمر لا يُمثل حوارًا لاهوتيًا حول العقائد، بل هو مساحة أكاديمية تُطرح فيها أبحاث علمية حول مجمع نيقية كنموذج لمواجهة البدع التي تهدد الإيمان المسيحي. وشُكّلت لجنة محلية من الكنيسة القبطية لتنظيم الاستضافة، برئاسة الأنبا إبراهام، الأسقف العام بإيبارشية لوس أنجلوس، والتي ستشرف على ترتيبات الاستقبال والإقامة والضيافة والتغطية الإعلامية المحلية. وقال الأنبا إبراهام إن الكنيسة القبطية تستقبل المؤتمر بفخر، معتبرًا إياه تعبيرًا عن دور الكنيسة ومسؤوليتها في الحركة المسكونية العالمية، وتكريمًا للآباء القديسين، خاصة البابا إسكندر الأول والبابا أثناسيوس الرسولي، من أبرز المدافعين عن الإيمان الأرثوذكسي في مجمع نيقية. * مؤتمر أكاديمي في زمن الأزمات العالمية يتميز المؤتمر بطابعه الأكاديمي، حيث تُقدّم خلاله أوراق بحثية تعكس وجهات نظر متعددة من كنائس وتقاليد مسيحية متنوعة. ويأمل المنظمون أن يشكّل اللقاء فرصة جديدة للتقارب بين الكنائس، في وقت يواجه فيه العالم تحديات كبرى كأزمة المناخ، والأوبئة، والحروب، والاضطرابات الاقتصادية. وقال الدكتور أندريه جيفتيتش، مدير لجنة الإيمان والنظام بمجلس الكنائس العالمي: "بينما نسير نحو المؤتمر السادس، نجني ثمار رحلة مسكونية طويلة من الصلاة والحوار والتعاون. هذه الشراكة السخية مع الكنيسة القبطية تعكس تركيزًا جديدًا على رؤية الوحدة المنظورة كحقيقة قابلة للعيش والتجسيد." * صلاة مشتركة ومعهد لاهوتي موازي ومن المرتقب أن يشهد المؤتمر لحظات روحية مميزة من الصلاة المشتركة بين مختلف الطوائف، حيث أكد القس الدكتور ميكي روبرتس، المسؤول عن الحياة الروحية بالمجلس، أن الفريق الروحي أكمل التحضيرات لتقديم أوقات صلاة بصيغ طائفية ومشتركة. ويتزامن مع المؤتمر انطلاق "معهد لاهوتي عالمي" (GETI 2025)، يهدف إلى إشراك جيل جديد من اللاهوتيين الشباب في الحوار المسكوني، وتعميق فهمهم لقضايا الوحدة والرسالة المشتركة. وقالت البروفيسورة آني غازاريان دريسي، منسقة المعهد: "GETI 2025 يمنح مساحة ديناميكية ومؤثرة لقادة مسكونيين ناشئين لاستكشاف مستقبل الوحدة المسيحية من خلال الدراسة والحوار والمشاركة الحياتية." * حضور رقمي لمن لا يستطيع المشاركة ويُتاح للمهتمين الذين لا يمكنهم الحضور، المشاركة عبر دورة رقمية حول قانون الإيمان النيقاوي، إلى جانب سلسلة من الندوات الشهرية التي نُظمت بالتعاون مع كنائس عالمية وناقشت قضايا لاهوتية معاصرة ستكون ضمن أجندة المؤتمر. تجدر الإشارة إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عضو في مجلس الكنائس العالمي منذ عام 1954، وتلعب دورًا محوريًا في المشهد المسكوني من خلال مشاركاتها الأكاديمية والروحية المتعددة.