لم يكن صباح ذلك اليوم عاديًا بالنسبة لرنا وهنا علام، التوأم الذي كبر سويًا وتقاسما مقاعد الدراسة وأسرار الطفولة والضحك والمخاوف نفسها، كانتا تستعدان لدخول الصف الثالث الإعدادي، وتحلمان بحفل زفاف شقيقتهما الكبرى الذي لم يتبقَ عليه سوى أيام قليلة. قرار اللحظة الأخيرة.. فراق أبدي كالعادة، خرجت رنا وهنا معًا إلى عملهما، لكن هذه المرة قررت هنا ألا تركب بجوار أختها في نفس السيارة، قالت لها بابتسامة خفيفة: «اركبي لوحدِك»، لم تدرك رنا أن تلك الجملة ستكون آخر ما تسمعه من شريكتها في الحياة. بعد لحظات، وقع حادث الطريق الإقليمي المروع الذي أنهى حياة هنا، ليترك أختها التوأم تواجه أكبر مخاوفها "الوحدة". أختي.. وصديقتي.. وحياتي كلها رنا لم تجد الكلمات أمام هول الفاجعة، وقالت بصوت متقطع: «هنا ماكنتش بس أختي.. دي كانت صاحبتي وحبيبتي.. كل كلامي كان معاها، وماليش غيرها». كلمات قليلة خرجت من قلب مكسور لا يستطيع استيعاب رحيل نصفه الآخر. اليوم، تعيش رنا أول يوم لها بدون هنا؛ أول يوم على مقاعد الدراسة بلا توأمها الذي كان يشاركها كل شيء؛ وأول يوم في حياة جديدة كُتب لها أن تُكملها بمفردها، بعد أن افترقا على طريق الموت.