أعلنت إيران، عبر رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي، عزمها مواصلة برنامجها النووي "دون انقطاع"، رغم تعرض منشآتها لضربات جوية أمريكية وصفت بأنها من الأعنف منذ سنوات. جاء ذلك بعد ساعات من ظهور صور أقمار اصطناعية تُظهر دمارا كبيرا في مباني مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، إحدى أكثر المنشآت الإيرانية تحصينًا وأهمية. البرنامج النووي الإيراني مستمر إسلامي، في حديثه لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRIB)، شدّد على أن إيران "ستواصل عملية الإنتاج النووي"، مؤكداً أن تقييم حجم الأضرار ما زال جاريا، في إشارة إلى أن طهران لا تعتزم التراجع عن طموحاتها النووية، حتى في ظل الهجمات المتصاعدة. وتأتي هذه التصريحات في وقت ما يزال الغموض يلفّ حجم الخسائر التي تسببت بها الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة. ففي خطوة غير مسبوقة، قصفت القوات الأمريكية منشأة "فوردو" النووية الواقعة تحت الأرض باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، ما أثار موجة من القلق بشأن التصعيد المحتمل في المنطقة، والتداعيات على ملف إيران النووي. ترامب يعلن نجاح المهمة أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربات "دمرت بالكامل المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم"، لكنه لم يقدم أدلة ملموسة تدعم هذا الادعاء، كما لم تؤكده مصادر مستقلة أو أممية حتى الآن. في المقابل، تصرّ طهران على أن برنامجها النووي سلمي تمامًا، ويهدف إلى أغراض مدنية كإنتاج الطاقة والبحث العلمي، وليس لتصنيع سلاح نووي كما تدّعي واشنطن وتل أبيب. الضربة الجوية على فوردو، التي طالما اعتبرتها إيران إحدى أوراقها الاستراتيجية في حال اندلاع نزاع شامل، تمثل نقطة تحول في المواجهة النووية، إذ تم تنفيذها بأسلوب يوحي بأن هناك تحولاً في قواعد الاشتباك بين الطرفين، بما يتجاوز سياسة "الردع المحدود" التي سادت في السنوات الماضية. حدود قدرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأزمة النووية تدخل بهذا التصعيد مرحلة جديدة، عنوانها الأبرز هو كسر الخطوط الحمراء المعلنة سابقا، كما تطرح هذه التطورات تساؤلات حادة حول قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة البرنامج الإيراني بعد هذا الدمار، وعما إذا كانت طهران ستفتح منشآتها للتفتيش أو ستتجه نحو مزيد من الغموض النووي. في هذا السياق، يرى محللون أن إصرار إيران على المضي قدمًا في برنامجها، حتى بعد الهجمات، يؤشر إلى رغبتها في التمسك بموقف تفاوضي قوي، خاصة في ظل تزايد الضغوط الأميركية والدولية لإخضاعها لاتفاق نووي جديد أكثر صرامة، ومن غير المستبعد أن تستخدم طهران الضربات الأخيرة كذريعة للانسحاب من بعض بنود معاهدة عدم الانتشار النووي، أو تعليق التعاون الفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.