حصل البطريرك المسكوني برثلماوس الأول، الزعيم الروحي للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، على جائزة التقدير المسكوني التي تمنحها الأكاديمية اللاهوتية في ولاية بافاريا الألمانية، تقديرًا لدوره البارز في تعزيز الحوار بين الكنائس، والدفاع عن القضايا الأخلاقية والإنسانية، ومواقفه البيئية الرائدة. * بطريرك برؤية عالمية وقوة هادئة في كلمته خلال حفل التكريم، وصف القس هاينريش بيدفورد-شتروهم، الرئيس السابق لمجلس الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا، البطريرك برثلماوس بأنه "رجل يتمتع برؤية عالمية وقوة هادئة"، مضيفًا: "هو قائد روحي يجمع بين التواضع والشجاعة، بين اللين والإصرار، يتميز بذكاء لاهوتي لامع، وتعاطف رعوي عميق، ونظرة بيئية نبوية". وأكد "بيدفورد-شتروهم" أن البطريرك ليس مجرد زعيم ديني، بل "بناة جسور، وبوصلة أخلاقية، ومدافع عن المظلومين، وقائد يخدم من منطلق الجذور الأرثوذكسية بانفتاح على العالم أجمع." * الإنسان والطبيعة في قلب لاهوته أشاد بيدفورد-شتروهم بمواقف البطريرك برثلماوس في قضايا البيئة، مشيرًا إلى أن رؤيته تنبع من فهم روحاني عميق لعلاقة الإنسان بالخليقة. وقال:"الطبيعة في نظره ليست مجرد خلفية لحياة الإنسان أو مورد يمكن استغلاله، بل هي واقع مقدس، وعطية إلهية، وخلق يُسبّح مجد الله." وأضاف: "لطالما كانت فكرة الخليقة محورًا في اللاهوت الأرثوذكسي، والبطريرك برثلماوس يُعيد اليوم تفعيل هذه الرؤية في مواجهة أزمة المناخ العالمية." * مدافع عن حقوق الأطفال وأشار بيدفورد-شتروهم إلى الالتزام الكبير للبطريرك بقضايا الطفولة حول العالم، موضحًا أنه تعاون بنشاط مع منظمة اليونيسف ومجلس الكنائس العالمي لمحاربة فقر الأطفال والاتجار بالبشر والاستغلال. وأوضح:"يرى البطريرك في العلاقات الإنسانية تجلّيًا لعلاقة الإنسان ليس فقط بأخيه الإنسان، بل أيضًا بالطبيعة التي تحيط به." * صوت نبوي في زمن الأزمات قال بيدفورد-شتروهم إن صوت البطريرك برثلماوس اليوم هو "صوت مسكوني يحظى بالاحترام عالميًا"، رغم ما يواجهه من انتقادات حادة من بعض الأصوات المتشددة داخل وخارج الكنيسة الأرثوذكسية. وأضاف: "هو لا يُصرّ على الحوار لأن المسكونية موضة، بل لأنه يرى أن ذلك هو اتباع للمسيح". وتابع:"في عالم ممزق بالحروب، واللامساواة، والانهيار البيئي، وتنامي الاستبداد، أصبح البطريرك ضميرًا أخلاقيًا يتجاوز الحدود." * رؤية من أجل عدالة ومصالحة شاملة اختتم بيدفورد-شتروهم كلمته بالقول: "عندما نكرّم البطريرك برثلماوس، فإننا لا نكرّم فقط قائدًا كنسيًا، بل نحتفي برؤية: لرأب الصدع بين البشر والطبيعة، ولمصالحة بين الكنائس، ولعالم ما زال يؤمن بالعدالة والرحمة."