تمضي مصر بخطى ثابتة نحو المستقبل، وفي القلب من هذه المسيرة تقف العاصمة الإدارية كرمز للعصر الجديد، حيث تلتقي التكنولوجيا بالإدارة في بيئة حضارية حديثة. وتجربة روبوت المرور الذكي ليست مجرد "تجربة تجميلية"، بل بداية فعلية لثورة رقمية في شوارع مصر، تقودها وزارة الداخلية بثقة ورؤية طموحة. تشهد مصر في السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في مختلف القطاعات الخدمية والتنموية، وعلى رأسها قطاع المرور الذي ظل لسنوات يعاني من التكدسات والعشوائية وغياب التكنولوجيا. وفي إطار سعي الدولة إلى تحقيق التحول الرقمي وتعزيز مفاهيم "المدن الذكية"، بدأت وزارة الداخلية المصرية تنفيذ خطة تطوير شاملة للمنظومة المرورية، كان آخرها وأكثرها لفتًا للأنظار: تشغيل أول روبوت مرور ذكي في شوارع العاصمة الإدارية الجديدة. خطط طموحة لتحديث منظومة المرور وضعت وزارة الداخلية رؤية استراتيجية لتطوير المنظومة المرورية تعتمد على استخدام أحدث التقنيات العالمية في مجال إدارة الطرق، ومراقبة الحركة، وتحقيق الانسيابية، بما يضمن سلامة المواطنين ويواكب طموحات الجمهورية الجديدة. وتتضمن الخطة: نشر كاميرات ذكية لرصد المخالفات وتحليل الكثافات. تحديث إشارات المرور لتكون رقمية وتُدار مركزيًا. تطوير وحدات المرور لتقديم الخدمات إلكترونيًا. دمج التكنولوجيا في العمل الأمني والمروري. روبوت المرور الذكي.. تجربة رائدة في العاصمة الإدارية في خطوة هي الأولى من نوعها في مصر والشرق الأوسط، أطلقت وزارة الداخلية التشغيل التجريبي لأول روبوت مرور ذكي في العاصمة الإدارية الجديدة، وتحديدًا في محيط حي الوزارات، الذي يُعد قلب الحراك الحكومي والإداري الجديد للدولة. الروبوت الجديد يتميز بتقنيات متقدمة حيث يمكنه توجيه حركة السيارات في التقاطعات المهمة. التفاعل مع المركبات والمشاة عبر إشارات ضوئية وصوتية. رصد المخالفات تلقائيًا. التواصل مع غرفة التحكم المروري لإرسال بيانات لحظية. العمل بالطاقة الشمسية للحفاظ على البيئة. مواصفات تقنية متطورة الروبوت صُمم ليحاكي رجل المرور في الشكل والوظيفة، وهو مزود بكاميرات 360 درجة، ومستشعرات حركة، وشاشة عرض رقمية، إلى جانب نظام ذكاء اصطناعي يتيح له التعلم من التجربة والتكيف مع كثافة الحركة. كما يتمتع بمرونة الحركة وقابلية الدوران، ويدعم اللغتين العربية والإنجليزية لتوجيه الإرشادات، مع إمكانية تزويده لاحقًا بوظائف إضافية كقياس جودة الهواء والإبلاغ عن الحوادث. انعكاسات التجربة على الواقع المروري تشير المؤشرات الأولية إلى تفاعل إيجابي من المواطنين مع الروبوت، إذ يوفر عنصرًا من الانضباط والهيبة في الشارع، ويسهم في توعية السائقين، لا سيما في منطقة حديثة التخطيط كالعاصمة الإدارية. ويؤكد مصدر أمني بقطاع المرور أن الروبوت يمثل خطوة تجريبية نحو تعميم استخدام الذكاء الاصطناعي في تنظيم الشوارع، وأن التجربة يتم تقييمها بشكل مستمر لتحديد مدى فاعليتها قبل التوسع في تعميمها على نطاق أوسع داخل القاهرة الكبرى ثم المحافظات. التحول الرقمي في المرور.. مستقبل يتحقق التجربة تأتي كحلقة في سلسلة تطورات شهدها قطاع المرور مؤخرًا، منها: إطلاق تطبيقات إلكترونية لخدمات التراخيص والفحص الفني. التوسع في أنظمة الرادار الثابت والمتحرك. تطوير نظم إلكترونية لإصدار رخص القيادة واللوحات المعدنية. تحديث البنية التحتية الذكية للطرق والكباري الجديدة.