في تطور ميداني لافت، نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الإثنين، عملية عسكرية دقيقة ضد وحدة مدرعة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة شرق مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير دبابة "ميركافا" بشكل كامل ومقتل طاقمها المكون من أربعة جنود على الأقل، وفق ما أكدته مصادر ميدانية. ووصفت المصادر العملية بأنها "كمين محكم" تم عبر صاروخ موجه من طراز متطور، استهدف دبابة كانت تتحرك ضمن رتل مدرع في أحد محاور التوغل شرق حي الشجاعية، لافتة إلى أن القصف أدى إلى انفجار هائل وتناثر أشلاء الجنود في محيط العربة المدمرة. وتُعد هذه الضربة من أعنف ما تلقاه جيش الاحتلال منذ بدء العمليات البرية في غزة، وتكشف عن امتلاك المقاومة قدرات تكتيكية متقدمة، من بينها معلومات استخباراتية دقيقة، ورصد ميداني مباشر، واستخدام أسلحة مضادة للدروع ذات فعالية عالية. وقالت مصادر في الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة إن العملية تأتي في سياق الرد على المجازر الإسرائيلية المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين، والتي أسفرت عن استشهاد المئات خلال الأيام الأخيرة، مؤكدة أن المقاومة ستواصل استنزاف القوات الإسرائيلية في مختلف المحاور القتالية. وأضافت: "العدو اعتقد أن الأرض مكشوفة وآمنة له، لكنه فوجئ بأن كل تحركاته مرصودة بدقة، وأن المقاومة حاضرة ومباغتة". ورغم التكتم الرسمي الإسرائيلي، ذكرت القناة "12" العبرية أن "حادثًا أمنيًا بالغ الخطورة وقع شرقي غزة"، بينما أكدت القناة السابعة وجود "خسائر في صفوف وحدة مدرعة نتيجة استهداف مباشر"، دون الإفصاح عن تفاصيل تتعلق بالقتلى أو طبيعة السلاح المستخدم. ويواجه جيش الاحتلال انتقادات داخلية متزايدة على خلفية استمرار العمليات البرية التي تكبدت فيها القوات خسائر بشرية ومادية، دون تحقيق أهداف استراتيجية واضحة حتى الآن. ويرى خبراء عسكريون أن تدمير دبابة ميركافا – والتي تعد من أقوى دبابات القتال في العالم – يمثل رسالة واضحة على تطور أداء الفصائل الفلسطينية في القتال الأرضي، خصوصًا في استخدام تكتيكات "اضرب واهرب"، والاعتماد على شبكة أنفاق متطورة لشن الهجمات والانسحاب الآمن. وتشير التقارير إلى أن المقاومة باتت تعتمد منظومة استخبارات ميدانية مدعومة بطائرات استطلاع محلية الصنع، ما يعزز قدرتها على تحديد الأهداف بدقة وتنفيذ الكمائن في التوقيت المناسب.