سعر الذهب اليوم السبت 5-7-2025 بعد هبوط الجرام 6% خلال يونيو    سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه السبت 5-7-2025 بعد هبوطه الأخير في 8 بنوك    أسعار الفراخ اليوم السبت 5-7-2025 بعد الانخفاض وبورصة الدواجن الرئيسية الآن    ترامب مرحبًا برد حركة حماس: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام    رسميا.. تحديد طرفي أول مباراة في نصف نهائي كأس العالم للأندية    القنوات الناقلة مباشر لمباراة سان جيرمان ضد بايرن في كأس العالم للأندية.. والمعلق    نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول في الشرقية والمحافظات فور اعتمادها (الرابط والموعد)    فلسطين.. ارتقاء شهداء وجرحى إثر استهداف طائرات الاحتلال مدرسة "الشافعي" بمدينة غزة    تشيلسي يتقدم على بالميراس بهدف بالمر في شوط أول مثير بمونديال الأندية    ترامب: قد يتم التوصل لاتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل    السيطرة على حريق داخل شقة سكنية بدار السلام.. صور    عمرو دياب يشعل الساحل الشمالي بأول حفل بعد "ابتدينا"    ترامب يوقع رسميا على مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الحكومي    السقوط في بئر الخيانة.. أحدث فصول اتصالات «الإخوان» مع المخابرات الأجنبية    «الأرصاد» تُحذر من التعرض للشمس بسبب ارتفاع نسب الرطوبة والحرارة الشديدة    كول بالمر يضع تشيلسي في المقدمة أمام بالميراس بالشوط الأول بمونديال الأندية (فيديو)    أمير صلاح الدين عن مرضه النادر: الدكتور قال لي لو عطست هتتشل ومش هينفع تتجوز (فيديو)    روسيا ترفض العقوبات الأمريكية الجديدة على كوبا    يسرا ولبلبة وتامر حسنى وإيمى سمير غانم والرداد فى حفل زفاف حفيد عادل إمام    محمد فؤاد يحتفل بزفاف ابنته بحضور عدد كبير من نجوم الفن والغناء| صور    تحرك عاجل من محافظ بنى سويف لنقل سيدة بلا مأوى لتلقي الرعاية الطبية    كايروكي في «العالم علمين» 2025.. تعرف على أسعار التذاكر وشروط الحضور    اليوم عاشوراء.. صيامه سنة نبوية تكفّر ذنوب عام مضى    إنريكي: مباراة بايرن ميونخ صعبة.. وهدفنا التتويج بلقب مونديال الأندية    التشكيل الرسمي لمباراة تشيلسي وبالميراس في كأس العالم للأندية    مدرب فلومينينسي: هكذا أوقفنا الهلال    13 قتيلا على الأقل جراء سيول في ولاية تكساس الأمريكية    «إيه كمية التطبيل ده!».. رسائل نارية من أحمد حسن بسبب مدحت شلبي    وزارة العمل تعلن عن 90 وظيفة للشباب براتب 8 الاف جنيه| تفاصيل    الفئات المعفاة من المصروفات الدراسية 2026.. التفاصيل الكاملة للطلاب المستحقين والشروط المطلوبة    حزب العدل يصدر بيانا بشأن مشاركته بانتخابات مجلس الشيوخ    مستوحاة من المشروعات القومية.. الهيئة الوطنية للانتخابات تستحدث رموز انتخابية جديدة    غرق شاب خلال السباحة فى نهر النيل في الأقصر    العثور على جثة فتاة مفصولة الرأس داخل جوال بلاستيك بأبو النمرس.. والنيابة تُحقق    فكهاني ينهي حياة زوجته في الطالبية بدافع الشك في سلوكها (تفاصيل)    محاكمة 15 متهمًا ب"خلية مدينة نصر".. السبت    في زيارة رسمية.. البابا ثيودوروس بمدينة كاستوريا باليونان    البطريرك ساكو يستقبل النائب الفرنسي Aurelien Pradié    أسعار طبق البيض اليوم السبت 5-7-2025 في قنا    محافظ المنيا: "القومي للمرأة يعزز مكانة المرأة في التنمية ويخدم آلاف المستفيدات بمبادرات نوعية"    «أبو حطب» يوجه باستمرار حملات النظافة وتمهيد الطرق بقرى أشمون    4 أبراج «أثرهم بيفضل باقي»: متفردون قليلون الكلام ولا يرضون بالواقع كما هو    ميدو يكشف: شيكابالا حالة نادرة في الكرة المصرية.. والوفاء للزمالك عنوان مسيرته    دعاء يوم عاشوراء مكتوب ومستجاب.. أفضل 10 أدعية لمحو الذنوب وقضاء الحاجه (رددها الآن)    إعلام عبري يكشف العقبة الرئيسية في طريق استمرار المحادثات بين حماس وإسرائيل بشأن مقترح وقف إطلاق النار    «الحيطة المايلة» في الجسم.. خبير تغذية يكشف خطأ نرتكبه يوميًا يرهق الكبد    بدائله «ملهاش لازمة».. استشاري يعدد فوائد اللبن الطبيعي    دون أدوية.. أهم المشروبات لعلاج التهاب المسالك البولية    تفاصيل قافلة طبية شاملة رعاية المرضى بالبصراط مركز المنزلة في الدقهلية    ضبط لص لمحاولته سرقة كابلات كهربائية في مدينة 6 أكتوبر    سكرولينج.. عرض يحذّر من تحول الهاتف المحمول إلى لص الحياة على مسرح الريحاني    مصادر للقاهرة الإخبارية: رد حماس تضمن فتح المجال لمفاوضات غير مباشرة للتهدئة 60 يوما    للصيانة.. فصل الكهرباء بقرية إبشان وانقطاع المياه في قرى دسوق وقلين بكفر الشيخ    الذكاء الاصطناعي في الحكومات.. وخطوات مصر    اليوم| نظر دعوى عدم دستورية مواد قانون السب والقذف    ما هي السنن النبوية والأعمال المستحب فعلها يوم عاشوراء؟    عالم أزهري: التربية تحتاج لرعاية وتعلم وليس ضرب    خطيب الجامع الأزهر: علينا أن نتعلم من الهجرة النبوية كيف تكون وحدة الأمة لمواجهة تحديات العصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجذر التربيعي للبشر!
نشر في البوابة يوم 04 - 05 - 2025

في روايته الشيقة والممتعة "البشر"، قدّم الكاتب البريطاني "مات هيج" واحدة من أذكى تأملاته في الإنسان، من خلال عين كائن فضائي يُدعى "أندرو مارتن"، أُرسل متنكرًا في جسد بشري، لمهمة سرية، بهدف إيقاف اختراع بشري عظيم، قد يهدد توازن الكون. فراقب، بعين باردة، تفاصيل الحياة البشرية، وبسخرية لاذعة، يبدأ "أندرو" في اكتشاف هذا الكوكب، بداية من اللقاء الأول مع زوجته، التى تُدعى "إيزوبل"، وروى، ببرود فضائي، وسخرية لاذعة، انطباعه الأول عن زوجته، حيث حلل كل تفاصيل مظهرها وتصرفاتها، كمعادلة رياضية معقدة، قال:
وجدتها قبيحة، أخافتني... كنت خائفًا من كل شيء هنا، الوجود على الأرض مرعب، حتى مشاهدة يدي أخافتني أيضًا، لكن، على أي حال، زوجتي "إيزوبل"، حين شاهدتها أول مرة، لم أشاهد شيئًا فيها غير تريليون خلية متناهية الحجم، سيئة الترتيب، وجهها شاحب، عيناها متعبتان، أنفها بارز.
ومع ذلك، كان هناك أمر صادق ومتوازن فيها؛ احترازها أشد من الآخرين، جفّ فمي من مجرد النظر إليها، أفترض لو أن هناك تحدّيًا سأواجهه مع هذه الإنسانة تحديدًا، فهو معرفتها معرفة تامة، وقضاء وقت أكبر معها، لأتحصّل على المعلومة التي أحتاج إليها، قبل تنفيذ مهمتي...
جاءت زوجتي لتراني في غرفتي، أثناء مراقبة الممرّضة لي، كان بلا شك اختبارًا آخر؛ جلّ حياة الإنسان هنا، على الأرض، عبارة عن اختبار، وهذا يُعلل التعاسة على وجوههم.
خشيت أن تعانقني زوجتي، أو تقبّلني، أو تنفخ الهواء في أذني، أو تفعل أيًّا من تلك الأمور التي أخبرتني عنها المجلة، لكنها لم تفعل، لم يظهر أنها تريد فعل ذلك، ما أرادت فعله، هو الجلوس هناك، والتحديق إليّ، كأني الجذر التربيعي لرقم 912،673، وتحاول حلي.
لقد جلست بظهرٍ مفرود على كرسيها، وكانت رقبتها طويلة، كما لو أن رأسها قد وقع على جسدها، ولم يكن يريد أن يفعل شيئًا أكثر من ذلك، اكتشفت لاحقًا أنها في الحادية والأربعين من عمرها، ومظهرها يُصنَّف على أنه جميل في هذا الكوكب، أو على الأقل مقبول.
تنفّست بعمق، ثم سألتني:
– كيف حالك؟
قلت:
– لا أعرف، لا أتذكر أشياء كثيرة، ذهني مشوش، خاصة في الصباح. اسمعي، هل دخل أي شخص مكتبي؟ منذ البارحة؟
أربكها سؤالي..
– لا أعرف، كيف لي أن أعرف؟ لا أعتقد أن أحدًا سيدخله في عطلة نهاية الأسبوع، وعلى أي حال، أنتَ الوحيد الذي يملك المفاتيح.
من فضلك، أندرو، أخبرني ماذا حدث؟ هل تعرضت لحادث؟ هل اختبروا فقدانك الذاكرة؟ ما سبب خروجك من المنزل في ذلك الوقت؟ أخبرني بما كنت تفعل، استيقظت ولم أجدك..
أومأتُ برأسي، أرادت إجابات، وليس عندي إلا الأسئلة.

مالت زوجتي "إيزوبل" نحوي أكثر، وأخفضت صوتها، وقالت:
– يعتقدون أنك قد عانيت انهيارًا عقليًا، لا يسمونه كذلك بالطبع، لكن هذا ما يعتقدونه، سألوني أسئلة كثيرة، كان الأمر أشبه بمواجهة كبير المحققين.
حدّقتُ فيها مرة أخرى، وسألتها أسئلة أخرى: لماذا تزوجنا؟ ما هدف الزواج؟ ما القواعد التي ينطوي عليها؟ أسئلة محددة، حتى على كوكبٍ مصمَّمٍ للأسئلة، لم يسمعوا بها.
وفي قلب هذه المشاهد البسيطة، يُجسّد "مات هيج"، عبر "أندرو مارتن"، المفارقة الكبرى بين البرود العلمي، والهبّة الإنسانية، فبينما يلاحِظ الفضائي كل تفصيلة، بعينٍ لا تشوبها العاطفة، تكمن قوة النص في فتح نافذة على هشاشتنا العاطفية، والأخلاقية.
هنا، تتبدى العلاقة الزوجية، كمعادلة معقدة، لا تحلّها الحسابات الباردة، بل تتطلب القبول والثقة، وهما أكثر ما يثير الفضول في كائنٍ من عالم آخر، لكن، برغم حساباته الباردة، وتساؤلاته العلمية الصارمة، يتبدّى في قلب هذا اللقاء، بزوغ تصدعٍ في برود هذا الكائن الفضائي، وكأنّ دفء إنسانيتها، قد بدأ في التسلل من خلال تلك النظرات المتبادلة بينهما.
الأسبوع القادم، بإذن الله، أكمل القراءة فى رواية "البشر"، للكاتب البريطاني "مات هيج"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.