«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أشرف ناجح إبراهيم عبدالملاك يكتب: أمور مهمة فى حبرية المنتقل البابا فرانسيس
نشر في البوابة يوم 25 - 04 - 2025

الكنيسة كرّست لأوّل مرّة فى التاريخ مجمعًا لتسأل نفسها وتتأمّل فى طبيعتها ورسالتها
8 أعوام على الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا فرنسيس لمِصْر ووصفها بأن فيها الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية
فى حبريّته صدر إعلان "الثّقة المتوسِّلة" أو "الثّقة المترجّيّة" الصّادر من قِبل "دائرة عقيدة الإيمان"

فى مطلع الألفيّة الثّالثة، فى 2 من أبريل لعام 2005، تنيّح القدّيس البابا يوحنّا بُولس الثّاني، الذى امتدت حبريّته إلى ما يقرب من 27 عامًا.
وفى الشّهر عينه (أبريل)، وبعد عشرين عامًا (2025)، رقد على رجاء القيامة البابا فرانسيس الأوّل أيضًا. ففى صباح يوم الاثنين الموافق 21 من شهر أبريل لعام 2025، وفى تمام الساعة 7:35 بتوقيت مدينة "روما" الإيطاليّة، رحل عن عالمنا البابا فرنسيس الأوّل، الذى يحتلّ التّرتيب ال266 فى قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكيّة.
ومِن جِهة أُخرى، على مدار حَبريّة البابا المنتقل فرانسيس الأوّل، التى دامت أكثر من 12 عامًا (2013-2025)، قد تناولتُ مرارًا وتكرارًا العديد من مضامين فكره.
ولذا، ففى هذا المقال، أُقدّم ملخّصًا عن بعضٍ ممّا نشرته عنه، وعن فكره، بدون عمل عرض وحصر شاملين عن كلّ ما كتبتُه عنه، ودون مراعاة التّسلسل التّاريخيّ؛ وليس هذا أيضًا موجزًا عن فكر قداسته فى حدّ ذاته، ولا حتى فى خطوطه العريضة.
1 - البابا فرنسيس الأوّل و"التَّقليد"
يمكن الإشارة إلى أنّ التّقليد هو الإيمان الحيّ النّاجم عن الأموات الذين سبقونا "إيمان أمواتنا الحيّ"، والنّزعة التّقليديّة هى الإيمان الميّت للأحياء الحاضِرين والرّاهنين "إيمان الأحياء الميّت". وقد قال البابا فرنسيس فى هذا الصّدد، فى عظته ب"ملعب الكومنولث" فى كندا (26 يوليو 2022):
«إلى جانب كوننا أبناء تاريخ يجب أن نحافظ عليه، نحن صنّاعُ تاريخ يجب بناؤه.. الذين سبقونا نقلوا إلينا حبًّا وقوّة وتوقًا ونارًا علينا إحياؤها. ليست مهمتنا المحافظة على الرّماد، بل علينا إحياء النار التى أشعلوها. كان أجدادنا وكبارنا يرغبون فى رؤية عالم أكثر عدلًا وأكثر أخوّة وأكثر تضامنًا، وقد كافحوا من أجل أن يعطونا مستقبَلًا.
الآن، علينا ألّا نخيِّب آمالهم. وعلينا أن نتولى مسؤوليّة هذا التقليد الذى قبلناه منهم، لأنّ التقليد هو إيمان أمواتنا الحيّ. من فضلكم، لا تحَولوه إلى تقليد جاف، أى إلى إيمان الأحياء الميّت، كما قال أحد المفكّرين. آباؤنا هم جذورنا وسندنا، وعلينا الآن أن نؤتى ثمرًا. نحن الفروع التى يجب أن تُزهر وأن تضع بذورًا جديدة فى التاريخ».
2 -البابا فرنسيس الأوّل و"المجمعُ الفاتيكانيّ الثَّاني"
فى عظة البابا فرانسيس الأوّل، فى أثناء القدّاس الإلهيّ، بمناسبة الذّكرى السّتين لافتتاح المجمع الفاتيكانيّ الثّانى (11 أكتوبر 2022)، قال قداسته:
«فمن أجل إحياء محبّتها، كرّست الكنيسة، لأوّل مرّة فى التاريخ، مجمعًا لتسأل نفسها وتتأمّل فى طبيعتها ورسالتها. وقد عادت واكتشفت نفسها أنّها سرُّ نعمة وُلِدَ من المحبّة: عادت واكتشفت أنّها شعب الله، وجسد المسيح، وهيكل الرّوح القدس الحيّ!.. لنكن متنبّهين: سواء التقدميّة التى تستند إلى العالم، أو المحافظة – أو الرجوع إلى الوراء - التى تتحسر على عالم مضى، كِلاهما ليسا دليلًا على المحبّة، بل على عدم الأمانة. كِلاهما مواقف أنانيّة بيلاجيّة، يقدّمان ذوقهما وخططهما على المحبّة التى ترضى الله، المحبّة البسيطة والمتواضعة والأمينة التى طلبها يسوع من بطرس.. لنعد من جديد إلى ينابيع حبّ المجمع النقيّة. لنجد من جديد حبّ المجمع، لنجدّد حبّنا للمجمع! ونحن مغمورون فى سرّ الكنيسة، الأم والعروس، لنقل نحن أيضًا، مع القدّيس يوحنا الثالث والعشرين: لتفرح أمُّنا الكنيسة! (كلمة فى افتتاح المجمع، 11 أكتوبر 1962). ليسكن الفرح فى الكنيسة. إذا لم تفرح فإنّها تنكر نفسها لأنّها تنسى المحبّة التى خلقتها. ومع ذلك، كم منّا لا يستطيع أن يعيش الإيمان بفرح، دون تذمّر ودون انتقاد؟.. أن نكون فى وسط الشّعب، لا فوق الشّعب: هذه هى خطيئة روح التسلّط الإكليريكى السيّئة التى تقتل الخراف، ولا ترشدها ولا ترعاها، بل تقتلها. كم نحن بحاجة إلى المجمع الآن: إنّه يساعدنا على رفض تجربة الانغلاق داخل أسوار راحتنا وقناعاتنا، لكى نقتدى بأسلوب الله، الذى وصفه لنا اليوم النّبى حزقيال، قال: "فأَبحَثُ عن الضَّالَّةِ وأَرُدُّ الشَّارِدَةَ وأَجبُرُ المَكْسورَةَ وأُقَوِّى الضَّعيفَة" (راجع حزقيال 34، 16)».
3 -البابا فرانسيس الأوّل و"أحد كلمة الله"
منذ العام 2020، فى الأحد الثّالث من الزّمن العاديّ لكلّ عام، وفقًا لطقس الكنيسة اللّاتينيّة، نحتفل ب"أحد كلمة الله". وقد تمّ تأسيسه من قبل البابا فرانسيس، فى 30 من سبتمبر للعام 2019، من خلال رسالته الرّسوليّة (فى شكل براءة بابويّة) "فَتحَ أَذْهانَهم": «لذا أقرّر أن يُخَصّص يوم الأحد الثالث من الزمن العادى للاحتفال بكلمة الله، والتأمّل بها، ونشرها» (بند 3). وفى العام (2024)، احتفل ب"أحد كلمة الله" الخامس، وهو يوافق 21 من يناير. ويَهدف هذا الأحد على وجه خاصّ إلى الاقتراب أكثر من "كلمة الله"، وإعادة اكتشافها، ومحبّتها، ومعرفتها، وفهمها، ومعايشتها. «عسى أن ينمّى الأحد المكرّس لكلمة الله عند شعب الله المعرفةَ الدينيّة والدؤوبة للكتاب المقدّس، كما علّم الكاتب المقدّس فى العصور القديمة: "بلِ الكَلِمَةُ قَريبَةٌ مِنكَ جِدًّا، فى فَمِكَ وفى قَلبِكَ لتعمَلَ بِها" (تث 30، 14)» (رسالة رسوليّة "فَتحَ أَذْهانَهم"، بند 15).
4 -البابا فرانسيس الأوّل و"زيارته الرّسوليّة" لبلدنا الحبيب مِصْر
لقد مرت حوالى 8 أعوام على الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا فرانسيس لبلدنا الحبيب "مِصْر" (28 - 29 أبريل 2017). وقد تضمّنت زيارة البابا فرانسيس لمصر عدّة أحداث ولقاءات ومحاور، ونذكر منها:
الاستقبال الرّسميّ واللّقاء مع السّلطات المدنيّة، فصرّح البابا فرانسيس: «إن مصير مِصرَ هذا وواجبها هما اللذان قد دفعا الشعب لأن يلتمس بلدًا لا ينقص فيها الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية. إن هذه الغاية ستكون بكل تأكيد واقعا ملموسا إذ وحد الجميع إرادتهم، على قلب رجل واحد، فى تحويل الكلمات إلى أفعال، والرغبات المشروعة إلى التزام، والقوانين المكتوبة إلى قوانين مُطَبَّقة، مستغلين فى ذلك العبقرية الفطرية لهذا الشعب».
البيان المشترك لقداسة البابا فرانسيس ولقداسة البابا تواضروس الثّاني، حيث أُتفِق على ما يلي: «نحن اليوم، البابا فرانسيس والبابا تواضروس الثاني، لكى نسعد قلب ربنا يسوع، وكذلك قلوب أبنائنا وبناتنا فى الإيمان، فإننا نعلن، وبشكل متبادل، بأننا نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الذى تمَّ منحه فى كلٍّ من كنيستينا لأى شخص يريد الانضمام للكنيسة الأخرى. إننا نقرُّ بهذا طاعةً للكتاب المقدس ولإيمان المجامع المسكونية الثلاثة التى عُقدت فى نيقية والقسطنطينية وأفسس. نسأل الله الآب أن يقودنا، فى الأوقات وبالطرق التى سيختارها الروح القدس، نحو بلوغ الوحدة التامة فى جسد المسيح السري».
- فى اللّقاء مع الكهنة والمكرّسين والمكرّسات بإكليريكيّة المعادي، سلّطَ البابا فرانسيس الضوءَ على بعض التّجارب التى يواجهها الشخص المكرّس: تجربة الانجراف مع التيار وليس القيادة؛ تجربة التذمّر الدائم؛ تجربة الثرثرة والحسد؛ تجربة مقارنة النفس بالآخرين؛ تجربة "التفرعن"؛ تجربة الفردانية؛ تجربة السير بلا بوصلة وبلا هدف.
وأخيرًا، السّؤال الذى ينبغى أن يُطرَح بصدقٍ وواقعيّة: بعد 8 أعوام على الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا فرانسيس لبلدنا الحبيب "مِصْر"، ماذا تغيّر إيجابيًّا على أرض الواقع المصريّ والدّينيّ والطّائفيّ والكنسيّ والرّهبانيّ والإكليروسانيّ؟ وهل من جديد عمليًّا؟.
5 - البابا فرانسيس الأوّل و"تَحَدِّى المحبّة" الكَاثوليكيّ-القِبطيّ ومُسْتَقْبَلُه
لقد شاهد وقرأ وسمع الكثيرون منّا عن الزّيارة التى قام بها الأنبا تواضروس الثّاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، إلى أخيه البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيّة وخليفة القدّيس بطرس، الموافق 10 مايو للعام 2023. وقد تناول المتخصّصون والمحلّلون والصّحفيّون جوانب تاريخيّة وتعليميّة عدّة متعلّقة بهذه الزّيارة التّاريخيّة فى العصر الحديث؛ منها على سبيل المثال: لماذا هى تاريخيّة؟ وما مدى أهمّيّتها؟ وما هو محتواها؟ وما هى أبعادها؟ ويعرف الكثيرون منّا أنّ هذا اللّقاء التّاريخيّ الحديث جاء للاحتفال معًا بمرور خمسين عامًا على لقاء تاريخيّ آخر قد جمع بين قداسَة البَابَا بولس السَّادس وقداسَة البَابَا شنودَه الثّالِث فى حاضرة الفاتيكان، فى يوم الخميس الموافق 10 مايو للعام 1973، وهو أوّل لقاء بين أسقف روما وبطريرك الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة منذ القرن الخامس الميلاديّ، والذى تُوِّج بدوره بالتّوقيع على "بيان مشترك" حول أمور كنسيّة وتعليميّة وعقائديّة مهمة "كالإعلان-الاتفاق الكريستولوجيّ المشترك". وكذلك أيضًا لتذكُّر عشرة أعوام على اللّقاء الأوّل بين قداسة البابا فرانسيس وقداسة البابا تواضروس الثّاني، فى حاضرة الفاتيكان أيضًا، فى يوم الجمعة الموافق 10 مايو للعام 2013، وقد جاء بعد أشهر قليلة من انتخابهما كقائدَين لكنيستَيهما، مُذكِّرًا بخمسينيّة اللّقاء التّاريخيّ الأوّل المذكور أعلاه.
ولقد تمَّ هذا اللّقاء الأخير ذو الذّكرى المزدوجة فى ساحة القدّيس بطرس، فى يوم الأربعاء الموافق 10 مايو للعام 2023، يوم الاحتفال ب"يوم الصّداقة" بين الكنيستَين القِبطيّة الأرثوذكسيّة والكَاثوليكيّة بجميع مكوّناتها. وخاطب البابا تواضروس الثّانى أخيه خليفة القدّيس بطرس والشّعب المسيحيّ بكلمات عميقة متعلّقة بالتّعاليم المسيحيّة الأصيلة وعراقة وتاريخيّة العلاقات بين الكنيستَين؛ وقام البابا فرنسيس بدوره بإلقاء كلمات أخرى عميقة للتعليق على كلمات أخيه خليفة القدّيس مرقس. وقد لاحظ الجميعُ التّناغم والتّوافق الشّديدين بين شخصيّتهما وفكرهما وحديثهما.
6 - البابا فرانسيس الأوّل و"مَنْحُ البركات" للأزواج والزّوجات غير النّظاميّين
فى أثناء حبريّة البابا فرنسيس الأوّل، صدر إعلان "الثّقة المتوسِّلة" أو "الثّقة المترجّيّة"، الصّادر من قِبل "دائرة عقيدة الإيمان"، فى 18 ديسمبر 2023. وبعد ذلك، صدر أيضًا البيان الصّحفيّ الفاتيكانيّ عن "دائرة عقيدة الإيمان" فى 4 يناير 2024.
إنَّ "التّصريح" أو "الإعلان" الصادر عن دائرة عقيدة الإيمان تحت عنوان "الثّقة المتوسِّلة" أو "الثّقة المترجّيّة"، فى 18 ديسمبر 2023، كان موضوعه المحوريّ هو قضيّة "البركات". وبكلمات أوضح، هو يقدّم شرحًا متّسعًا وموسّعًا عن هذه البركات ببعديها "التّنازليّ" (من لدن الله)، و"التّصاعديّ" (من قِبل البشر)؛ وتتعمّق الوثيقة الفاتيكانيّة (التى وافق عليها البابا فرانسيس) فى أمر "البركات الرّعويّة" على نحو خاصّ. ومن ثَمَّ وجب التّميز بين البركات "اللّيتورجيّة-الطّقسيّة" من ناحية، والبركات المتعلّقة "بالتّقويّات الشّعبيّة" من ناحية أخرى.
وجدير بالذّكر أنّ البيان الصّحفيّ الصّادر عن "دائرة عقيدة الإيمان" فى 4 يناير 2024 حول ردات الفعل الخاصّة بالوثيقة الصّادرة عن الدّائرة عينها تحت عنوان "الثّقة المتوسِّلة" أو "الثّقة المترجّيّة"، فى 18 ديسمبر 2023، والتى يكمن موضوعها المحوريّ فى قضيّة "البركات"، يتكوّن من ست فقرات، وهى التى سنلخّصها فى بضعة نقاط مهمة: التّعليم الرّسميّ الكاثوليكيّ بشأن البعد العمليّ المتعلّق باحتماليّة منح البركة للأزواج والزّوجات غير النّظاميّين (أى الذين هم فى أوضاع غير قانونيّة كنسيًّا)؛ الوضعُ الحسّاس لبعض الدّول بشأن مواقفهم حيال "المثليّة الجنسيّة"؛ الأمر الجديد الحقيقيّ الذى جاءت به وثيقة "الثّقة المتوسِّلة"؛ ما هى هذه "البركات الرّعويّة" بشكل عمليّ وملموس؟؛ ودورُ التّعليم المسيحيّ فى توضيح قضيّة "البركات الرّعويّة".
7 - البابا فرانسيس الأوّل ومفهوم «الأخوّة»
فى عام 2020م، نشرتُ على "موقع أبونا" مقالات ثلاث حول مفهوم «الأخوّة عند البابا فرانسيس». وكانت لهذه المقالات سياقات ثلاثة:
فى المقال الأوّل، تعرّضتُ للمقابلات العامّة للبابا فرانسيس حول تعليم فى "شفاءِ العالم" (بدايةً من 5 أغسطس حتّى 30 سبتمبر 2020)، وقد ربط فيها قداسته بين "جائحة فيروس كورونا" و"مبادئ تعليم الكنيسة الاجتماعيّ" (مبدأ كرامة الإنسان، ومبدأ الخير العام، ومبدأ خيار تفضيل الفقراء، ومبدأ شموليّة خيرات الأرض، ومبدأ التّضامن، ومبدأ التّعاون والإمداديّة، ومبدأ الاهتمام ببيتنا المشترك)؛
- فى المقال الثّاني، تناولتُ مفهوم "الأخوّة المنفتحة" كما جاءت فى «وثيقة الأخوّة الإنسانيّة من أجل السّلام العالمى والعيش المشترك»، التى وقّع عليها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الأزهَر الدكتور أحمد الطيب، بالعاصمة الإماراتيّة أبوظبى (فبراير 2019)، وفى الرّسالة العامّة «جميعنا إخوة» للبابا فرانسيس (3 أكتوبر 2020). ولكن، وقبل معالجة هذه المسألة، تعرّضتُ –بشكل موجز– للعلاقة الأخويّة المنفتحة التى تربط بين البابا فرانسيس والإمام أحمد الطيب، وأيضًا لما تعتقده وتعلّمه الكنيسةُ الكاثوليكيّة بشأن المسلمين، والإسلام، و"إله الإسلام".
- فى المقال الثّالث، تناولتُ مسألة "الأخوّة المنفتحة العالميّة الشّاملة" كما ينادى بها البابا فرنسيس، فى رسالته العامّة "جميعنا إخوة" (3 أكتوبر 2020). وفى عرض هذه المسألة فى فكر قداسة البابا، اقتصرتُ على الخطوط العريضة فقط.
من جهة أخرى، قدّم البابا فرانسيس ذاته، أثناء "صلاة التّبشير الملائكي"، فى يوم الأحد الموافق 4 أكتوبر 2020، مفتاح قراءة الرّسالة العامّة "جميعنا إخوة": "الإيكولوجيّا المتكاملة" (أى الاقتران بين البعد الإنسانيّ-الاجتماعيّ والبعد البيئيّ). فقال قداسة البابا حينئذ: «تُظهر علاماتُ الأزمنة بوضوح أنّ الأخوّة البشريّة والعناية بالخليقة يشكّلان الطريق الأوحد نحو التنمية المتكاملة والسلام؛ الطريق الذى سبق وأشار إليه الباباوات القديسون يوحنا الثالث والعشرون وبولس السادس ويوحنا بولس الثاني».
8 - البابا فرانسيس الأوّل و"السِّينودُس حول السِّينودُسيَّة"
فى شهر أكتوبر للعام 2024، بمدينة روما العريقة، اُحتُفِل بجَلْسات الدّورة الثّانية للجمعيّة العامّة العاديّة السّادسة عشرة لسِينودُس الأساقفة، والتى قد عُقِدت من قَبل أولى جَلْساتها فى الأسابيع الثّلاثة الأولى من أكتوبر الماضى (2023). وجميعُ المؤمنين الكاثوليك فى أرجاء المعمورة على دراية بانعقاد "السِّينودُس حول السِّينودُسيَّة" (2021-2024)، ولديهم –نوعًا ما– معرفة كافية بالموضوعات الأساسيّة التى كانت موضع البحث والنّقاش والحوار فى هذا السِّينودُس.
فى مقالٍ سابق، نُشِر فى "مجلة الصّلاح" التّابعة لبطريركيّة الكَنيسة القبطيَّة الكاثوليكيَّة، كتبتُ هذه الكلمات فى ما يتعلّق "بالسِّينودُس حول السِّينودُسيَّة": «جديرٌ بالذّكر أنّه خلال حبريّة البابا فرانسيس، قد عُقِدت سِّينودُسات ثلاثة: الأوّل حول "التّبشير" أو "إعلان الإنجيل"، فى عام 2012؛ والثّانى حول "الأسرة فى عالم اليوم"، فى عام 2015؛ والثّالث حول "الشّباب وتمييز الدّعوة"، فى عام 2018. وأمَّا السِّينودُس الحالي، فهو حول موضوع مُعقّد وشائك: "السِّينودُسيَّة" ("السَّيْر معًا")».
إنّه لمِن الخَطَأ الجسيم اختزال وحصر وتحجيم هذا السِّينودُس فى مجرّد الحديث حول بضعة قضايا مثيرة للجدل: كالمثليّة الجنسيّة، أو الرّسامة الكهنوتيّة للنساء، أو إمكانيّة تناول المنفصلين المتزوّجين مرَّة أخرى، أو الانتهاكات والاعتداءات الجنسيّة، أو نمط إدارة الكنيسة كمُؤسَّسة، وإلى آخره من إشكاليّات فرديّة وفرعيّة. كَلاَّ، إنّ القضيّة الجوهريّة والمحوريّة لهذا السِّينودُس هى التّالية: "مَن" هى كنيسة السّيّد المسيح اليوم؟ (تساؤل حول "هويّتها")، و"ماذا" عليها أن تفعل فى هذه الحقبة المعاصرة من التّاريخ؟ (تساؤل حول "رسالتها"). إنّها القضيّة عينها التى اسْتَحْوَذَت على عقول وقلوب آباء المجمع الفاتيكانيّ الثَّانى المكرّمين، منذ أكثر من نصف قرن. أجل، إنّها قضيّةٌ إكْليزيولجيّة من الدّرجة الأولى؛ فالأمر يتعلّق بفهم كيف يرى المسيحُ كنيستَه "اليوم"، حتّى تكون كنيسةً عَصْريّة» ("مجلة الصّلاح"، عدد سبتمبر-أكتوبر 2023، 13-14).
أمَّا مُفاجَأةُ البابا فرانسيس فى خِتام "السّينودُس حول السّينودُسيّة"، فكانت كلماته حول أنّه لا ينبغى انتظارُ "الإرشاد الرّسوليّ". فعلى خلاف ما هو معتادٌ تقريبًا بعد كلّ سينودس أساقفة، فى هذه المرّة لم يُصدر البابا فرنسيس "إرشادًا رسوليًّا" ما بعد "السّينودس حول السّينودسيّة"؛ وقد اكتفى ب"الوثيقة الختاميّة" التى صدرت اليوم أيضًا، فى 26 أكتوبر عام 2024.
وقد قال قداسةُ البابا، فى "تحيّته النّهائيّة" لختام الدّورة الثّانية من الجمعيّة العامّة العاديّة السّادسة عشرة لسينودس الأساقفة، ما يلي: «ولهذا السّبب لا أنوى نشرَ "إرشادًا رسوليًّا"، فيكفى ما وافقنا عليه. وتوجد فى "الوثيقة" بالفعل مؤشّرات ملموسة جدًّا يمكن أن تكون دليلًا من أجل رسالة الكنائس، فى مختلف القارات، وفى سياقات مختلفة: ولذا، أجعلها متاحةً للجميع على الفور، ولهذا السّبب قُلْتُ إنّها ينبغى أن تُنشر. وأريد، هكذا، الاعترافَ بقيمة المسيرة السّينودسيّة التى اكتملت، والتى أُسلّمها، من خلال هذه الوثيقة، إلى شعب الله المقدّس الأمين».
وعلينا أن نلاحظ أنَّ "السّينودُس حول السّينودُسيّة" لم ينته بعدُ. لقد ظنّ كثيرون أنّ "السّينودُس حول السّينودُسيّة" قد اختتم أعماله، يوم 26 أكتوبر عام 2024، بالاحتفال بجَلْسات الدّورة الثّانية للجمعيّة العامّة العاديّة السّادسة عشرة لسِينودُس الأساقفة، المنعقدة من 2 إلى 27 من أكتوبر عام 2024. ولكنّ الكاردينال "ماريو غِرش"، أمين عام "السّينودُس حول السّينودُسيّة"، أرسل يوم 15 مارس 2025 خطابًا أو رسالةً إلى جميع أساقفة العالم، بموافقة البابا فرنسيس من داخل مستشفى "جيميلّي" بروما (11/ 3/ 2025). وقد أكّد قداسة البابا بدوره على عمليّة مرافقة "السّينودُس حول السّينودُسيّة" فى مرحلة "التّطبيق" أو "التّنفيذ"، لمساعدة الكنائس فى جميع أنحاء العالم على السّير بأسلوب سينودسيّ.
وقد صرّح الكاردينال "غِرش" أنّه فى عام 2028، سوف تكون "الجمعيّةُ الكنسيّة" مناسبةً لجمع كل الثّمار التى نضجت على مستوى الكنيسة طوال مسيرة "السّينودُس"، إذ إنّ لكلّ سينودُس ثلاث مراحل: المرحلة التّحضيريّة، والمرحلة الاحتفاليّة، والمرحلة التّطبيقيّة أو التّنفيذيّة.
9 - البابا فرانسيس الأوّل و"القدّيس يوسف" و"السَّنة اليوسفيّة"
فى يوم 8 ديسمبر 2020، فى السَّنة الثامنة من حبريّته، تناول البابا فرنسيس شخصيّة القدّيس يوسف وحياته ورسالته بنوع من الإسهاب، فى رسالته الرسوليّة "بقلب أبويٍّ". وعلاوةً على ذلك، صرّح قداسة البابا، فى يوم 8 ديسمبر 2020 (أثناء الاحتفال بعيد الحبل بلا دنس للقدّيسة مريم العذراء)، بأنّه من الملائم إعلان سَنة طقسيّة يوبيليّة لإكرام القدّيس يوسف، بمناسبة الذكرى ال150 لإعلان البابا بيوس التاسع له شفيعًا للكنيسة الجامعة. وهذه "السَّنة اليوسفيّة" قد خُتِمت رسميًّا فى يوم 8 ديسمبر 2021.
10 -البابا فرنسيس الأوّل و"العَلْمَانِيون"
فى افتتاح الجلسة العامّة الأوّلى من الدّورة الثّانية ل"السِّينودُس حول السِّينودُسيَّة" (2 أكتوبر 2024)، حذّر البابا فرنسيس من خطر "كسر الشّركة والوحدة" من خلال وضع الهيراركيّة (التّسلسل الهرميّ للسلطة الكَنسيّة) من جهة والمؤمنين العلمانيّين من جهة أخرى فى حالة تضادّ وتناقض ومعارضة؛ فقال قداسته: «لا يتعلّق الأمر –بالطّبع– باستبدال أحدهما بالآخر، متحمّسين للصرخة: الآن حان دورنا! كَلاَّ، هذا ليس صحيحًا: "الآن حان دورنا كعلمانيّين"، "الآن حال دورنا ككهنة"، لا، هذا ليس صحيحًا. وبدلًا من ذلك، مطلوب منّا أن نتدرّب معًا فى فنٍّ سيمفونيّ، فى مقطعٍ [موسيقيّ] يوحّدنا جميعًا فى خدمة رحمة الله، وفقًا للخدمات والمواهب المتنوّعة، والتى على الأسقف تقع مهمّة الاعتراف بها وتعزيزها».
لقد أكّد البابا فرانسيس مرارًا وتكرارًا أنّه، انطلاقًا من كون "الرّوح القُدس" الشّخص الفاعل الرّئيسيّ والبَطَل والمُخرِج فى الكنيسة، نكون «كلّنا شخصيّات رئيسيّة، لا يمكن أن نعتبر أحدًا شخصيّة ثانويّة. يجب أن نفهم ذلك جيّدًا: كلّنا شخصيّات رئيسيّة. ليس البابا، والكاردينال النّائب العامّ، والأساقفة المساعدون شخصيّات أكبر من غيرهم. لا: نحن جميعًا شخصيّات رئيسيّة، ولا يمكن اعتبار أيّ واحد شخصيّة ثانويّة أو مضافة».
11 -البابا فرانسيس الأوّل و"يُوبِيلُ الرّجاء" (عام 2025)
كما يعرف جميعُنا، قد أعلن البابا فرنسيس الأوّل أنّ عام 2025م سيكون يُوبِيلًا عاديًّا، الذى يحلّ كلّ خمس وعشرين سنة بإعلانٍ من بابا الكنيسة الكاثوليكيّة، طِبْقًا للتّقليد القديم؛ وكذلك أيضًا لمرور 1700 عام على انعقاد مجمع "نيقيا" المسكونيّ، الذى رفض التّعاليم الأريوسيّة (نسبة للكاهن السّكندريّ "آريوس")؛ وقد أكّد هذا المجمعُ على أُلوهيّة السّيّد المسيح الكاملة والتّامّة. وأعلن البابا، فى مرسوم الدّعوة إلى اليُوبِيل العاديّ بعنوان "الرَّجاء لا يُخَيِّب"، أنّه فى يوم ال24 من ديسمبر/كانون الأوّل لعام 2024م يُفتَتَح رسميًّا الباب المقدّس لبازيليكا القدّيس بطرس بالفاتيكان، ومعه سنة اليُوبِيل المقدّسة، والتى ستنتهى بدورها فى يوم الأحد 28 من ديسمبر عام 2025م. وسيُختَتَم اليُوبِيل العاديّ بإغلاق الباب المقدّس لبازيليكا القدّيس بطرس فى ال6 من يناير/كانون الثّانى لعام 2026م، فى عيد ظهور الرّبّ يسوع (راجع: "الرَّجاءُ لا يُخَيِّبُ"، بند 6).
12. البابا فرانسيس الأوّل و"رسالته العامّة الرّابعة والأخيرة": «لقد أحَبَّنا»
لقد أصدر البابا فرنسيس الأوّل، فى 24 أكتوبر عام 2024، فى السَّنة الثَّانية عشرة من حبريَّته، الرّسالةَ العامّة الرّابعة بعنوان «لقد أحَبَّنا». وجديرٌ بالذّكر أنّ الرّسائل العامّة الثّالثة التى صدرت قبل هذه الرّسالة العامّة الأخيرة كانت كالتّالي:
- الرّسالةُ العامّة الأولى «نورُ الإيمان» (2013)؛ وكان موضوعها هو قضيّة "الإيمان" كمعنى ونور فى عصرنا الحالي، مع التّأكيد على أنّ "الإيمان يثرى الوجود الإنسانى فى كل أبعاده".
- الرّسالةُ العامّة الثّانية «كُنْ مُسَبَّحًا» (2015)؛ وكانت تدور حول "العناية بالبيت المشترك". وقد شجّع البابا فرنسيس جميعَ الأديان، ومن بينها المسيحيّة والإسلام، إلى الحوار فيما بينها فى ما يتعلّق ب"الإيكولوجيّة المتكاملة الشّاملة" و"الأزمة الإيكولوجيّة"؛ وطالب بالتّجاوب مع المشاكل البيئيّة، والتّعاون مع العلوم والحركات الإيكولوجيّة فى البحث عن حلول لها، وكذلك على تربيّة وروحانيّة إيكولوجيتيْن أيضًا. ولذلك أُطلِق عليها وثيقة البابا "الخضراء".
- الرّسالةُ العامّة الثّالثة «جميعُنا-كلُّنا إخوة» (2020)؛ وقد تناولت مفهوم "الأخوّة المنفتحة" و"الأخوّة العالميّة الشّاملة"، فى رباطٍ وطيدٍ ب«وثيقة "الأخوّة الإنسانيّة" من أجل السّلام العالمى والعيش المشترك»، الّتى وقّع عليها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الأزهَر أحمد الطيب، فى العاصمة الإماراتيّة أبوظبي، فى فبراير 2019.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.