في خطوة مليئة بالجرأة والتجديد، دخلت ساقية الصاوي مرحلة حياتية جديدة في مشوارها الفني والثقافي بمصر، بافتتاحها أول فروعها بالغردقة، تمهيدًا لسلسة من التوسعات التي تطال اسمها اللامع بمختلف المحافظات المصرية. المكان نفسه هو بداية المفاجآت التي كشفت عنها الساقية، والذي تم اختياره لبناء ثاني صروح هذه المؤسسة العريقة، فوسط مساحة شاسعة بداخل مول ديباجو بمنطقة الهضبة، يحيطها مبني المول المصمم على النمط التاريخي المثير للخيال مستحوذًا على اهتمام العيون، ساحة فنية يحدها من الجانبين مساحة مخصصة لعرض المعروضات الفنية، والتي زينت بأعمال الفنان أحمد طوغان، يقع ال ستيدج وسط الهواء الطلق، في ميدان داخلي يطلق لشرارات الإبداع العنان للسماء. وسط فيضان جماهيري أغرق الساقية الجديدة بالحماس والتشويق، شهدت الاحتفالية مشاركة باقة من المثقفين الكبار والفنانين الشباب، أخذت فرقة المصريين زمام المبادرة ببدء فعاليات اليوم الساهر بقيادة الموسيقار الكبير هاني شنودة، بنشره سحابة التراث والأصالة بمجموعة من أغنيات الفرقة الشهيرة، مثل "ماشية السنيورة"، و" متحسبوش يابنات"، وحظيت إطلالة المصريين بمشاركة الفنان زجزاج، الذي وضع لمسته الصوتية المميزة على تيمة الحفل بعدة أغنيات منها "مِل بنا"، وإطلالة الفنانة سارة التي ألهبت حماسة الجمهور بوتريات صوتها بأغنية "صورتي في المراية". لتحل من بعدها حالة من الهدوء النسبي بساحة الاحتفالية بعروض مسرح الساقية للعرائس، مع "أبا"، وأم كلثوم، نشرت عبق الزمن الجميل بأغنيات كوكب الشرق، وأعقبها الصاوي بإعلان أن عرض العرائس "أم كلثوم تعود من جديد" هو أول العروض الرسمية الثابتة في أجندة ساقية الغردقة، في الثلاثاء الأول من كل شهر. وتلاها عدة فقرات إبداعية متنوعة، كمشاركة الشاعرة سومة بقصيدتها يا ساقية دوري، والتي أهدتها للمهندي الصاوي، تقديرًا لمجهوداته الفنية، ومشاركة غنائية لفرقة "شيزوفرينا" الغنائية، المكونة من شباب أهالي الغردقة، وقدمت مجموعة من الأغاني المعاصرة، منها " دور عالحياة"، وتلتها إطلالة طفولية خاصة لعروض الباليه لفتيات مدرسة "فيوتشر سكول". وأتت اللحظة المنتظرة بظهور الفنان محمد محسن، والذي ضرب بموجات صوته الأخاذ شواطئ المسرح لتدخل ب "مزاجيتها" الجماهير في حالة من الاستمتاع والطرب، وذلك عبر باقة ولا أروع من أبرز أغنياته، مثل "أهو ده اللي صار"، و" بندعيلكو"، وأغنية "من زمان جدا"، التي هيجت قاعة الحفل بالهتاف والتفاعل، ليسدل أخيرًا الستار على احتفالية ساقية الغردقة بأداء أغنية "يا بلادي"، بصحبة الجمهور. ومن جانبه أبدى المهندس محمد الصاوي سعادته البالغة بافتتاح ساقية الغردقة، معتبرها أول "حلقة" في مسلسل الانفتاح الثقافي والفني للساقية بالمستقبل، مشيرًا إلى أن كل من محافظتي قنا والإسكندرية ستكون لهما الأولىة في مشروع الساقية الجديدة، موضحًا بقوله "احنا هدفنا ننشر الفن والثقافة اللي بجد في الأقاليم والمحافظات، ومننحصرش بس في القاهرة". أما فيما يخص فعاليات الساقية الجديدة المقبلة، فأوضح الصاوي في تصريحه ل "بوابة الأندرجراوند"، أن فعاليات ساقية الغردقة الرسمية ستبدأ خلال أسبوعين، وستكون بحدث أسبوعي مؤقتًا، تمهيدًا لاستمرارها على النهج اليومي مثلها مثل الساقية الأم بالزمالك. في حين رحب الموسيقار الكبير هاني شنودة بفكرة الساقية الجديدة، بقوله "الساقية من ساعة مبدأت وهي مبتكرة ومختلفة في اللي بتقدمه، وواثق أن ساقية الغردقة هتنجح نجاح كبير جدا في وقت قصير"، مضيفًا أن الساقية تعد بمثابة مشروع ثقافي وفني متكامل بنكهة شبابية، مؤكدًا أن هذه الخطوة الجريئة ستلعب دورًا أساسيًا في تنشيط السياحة بالغردقة ومدن البحر الأحمر المجاورة، عبر تعريف السياح النشاط الفني المصري، وأن الحفلات المصرية مستمرة بدون توقف أو قلق لتمحي الصورة المنتشرة حول عدم الاستقرار في الشارع المصري، مختتمًا بقوله "حلمنا إن يكون فيه ساقية في كل مكان في مصر".