أكتب هذه المقالة رحمةً بهؤلاء السذج المخدوعين بجماعة الإخوان والسائرين خلف هذه القيادات الكارثية إما بتغيّب عقولهم وينفذون وصية إمامهم كالميت بين يدي مغسله أمام أوامر القيادات، فالميت لا عقل له ولا إحساس يفعل فيه مغسّله ما يشاء، فإن لم يكن هذا المغسل أمينًا على ميته لباعه قطع غيار بشرية لأقرب مشترٍ، وكذلك المتلهفين على أموال الإخوان، فهم يبيعون أنفسهم بثمن بخس دراهم معدودات، فإذا دخل أحدهم السجن أو قتل فلا قيمة له عند الإخوان ويعتبرونه كأن لم يكن.. وسوف أبدأ هذا المقال بموقف لحسن البنا بعد مقتل الخازندار في القاهرة، حيث أصدر النقراشي باشا بعدها في يوم 8/12/1948 أمرًا عسكريًّا بحل جماعة الإخوان وفروعها بالأقاليم ومصادرة أموالها، وجاء من بين التهم التي وجهت إلى الجماعة أنها تسعى للإطاحة بالنظام السياسي القائم في البلاد عن طريق الإرهاب والاغتيالات. فما كان من حسن البنا إلا أن هرول إلى كريم ثابت المستشار الصحفي للملك فاروق، وطلب منه أن يتوسّط لدى الملك لوقف هذا الأمر العسكري ويبرز له أهمية حركة الإخوان ومدى الفائدة التي تعود على جلالة الملك إذا عرف كيف يستفيد من نشاط الجماعة الديني واعترف لكريم ثابت أن عمل الإخوان بالسياسة كان خطأ لن يتكرر وتعهد له بأن يقتصر نشاط جماعة الإخوان على خدمة الدين وينقل ذلك لجلالة الملك، وعندما ذهب كريم ثابت لمقابلة الملك فاروق وأخبره برسالة حسن البنا واعتراف حسن البنا بأن عمل الجماعة بالسياسة خطأ لن يتكرر وأنه تعهد بالعمل لخدمة الدين. ثار الملك في وجهه وأخبره بأن حسن البنا إنسان كاذب ولا يجيد إلا التلون وأخرج له نتيجة (سنوية) مطبوعة في مصلحة المساحة وتم نزع صورة الملك ووضع صورة حسن البنا بدلًا من صورة الملك فاروق، ثم قال فاروق لكريم ثابت هذا هو الملك الجديد لمصر، ثم عقّب قائلًا: هذا رجل لا عهد له، وفشلت الوساطة، وبعدها تم اغتيال حسن البنا أمام المقر العام لجمعية الإخوان المسلمين بشارع رمسيس عندما كان ذاهبًا للبحث عن وساطة أخرى مع رئيس الجمعية. إننا أمام مشكلة تحتاج منا إلى التفكير، هل وافق حسن البنا على اغتيال المستشار أحمد بك الخازندار أم لا؟! إذا وافق على قتل الخازندار ففعلًا يكون رجلًا متلوّنًا لا عهد له أو على أحسن تقدير أنه رجل يسيء فهم مآلات الأمور عندما اتخذ قراره بقتل الخازندار فإنه لم يكن يدري إلى كوارث هذا القرار ففي كلتا الحالتين نحن أمام قيادة كارثية. الأمر الثاني.. أنه لم يتخذ هذا القرار ولا يعلم عنه شيئًا واتخذ هذا القرار بعيدًا عن علم حسن البنا – فنكون أمام رجل يفقد السيطرة على جماعته والقائد الذي يفقد التحكم والسيطرة على أتباعه لا قيمة له وتكون قيادته قيادة كارثية. وحقيقة الأمر الخفي أن الذي يدرس شخصية حسن البنا يتأكد تمامًا أن المرشد العام لجماعة الإخوان تأثر تثيرًا كثيرًا بحركة وشخصية أخفاهما طوال حياته، ولكنه نسج على نفس النول، أما الحركة التي تأثر بها فهي "الحركة الصهيونية" حيث رأى حسن البنا أنها حركة ناجحة تحقق أهدافها بنجاح، أما الشخصية فهي شخصية "هرتزل" مؤسس الحركة الصهيونية وصاحب المؤتمر الشهير ببازل في سويسرا. والملاحظ أن حسن البنا أنشأ التنظيم "السري المسلح" في نفس توقيت إنشاء التنظيمات السرية المسلحة للحركة الصهيونية "أرجون ليومي زفار" "الأشترن" "الهاجانا"، وهي الحركات التي أسهمت في إنشاء دولة إسرائيل ومكنت الكيان الصهيوني من أرض فلسطين العربية – كما أنه أُطلع على قدرة هارتزل باستخدام القوى العظمى "بريطانيا في ذلك الوقت"، لكي تساعده في الوصول إلى هدفه بتمكينه من إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين فاتضحت الصورة عند حسن البنا، وهي: (1) استخدام الدين لحشد الأتباع والسيطرة عليهم. (2) إنشاء قوة اقتصادية ضخمة للكيان بهدف شراء الأهداف التكتيكية وتجنيد الشخصيات التي تؤدي للوصول للهدف. (3) إنشاء قوة عسكرية إرهابية لردع كل من تسول له نفسه للوقوف ضد هذا المشروع. (4) إخفاء الأهداف الاستراتيجية قدر الإمكان وهي كما ذكرها سرًّا "أستاذية العالم" وهذا مصطلح ماسوني لا علاقة له بالفقه الإسلامي. (5) التحالف مع القوى العظمى يساعده للوصول إلى هدفه، ولذلك تجد أن أول لقاء بين الإخوان والأمريكان كان سنة 1947 في بيت السفير الأمريكي بحي الزمالك ويدعى "إيرلاند" وتعاهد السفير وحسن البنا على التعاون معًا لمحاربة الأفكار الاشتراكية واليسارية على أن يكون حسن البنا مشاركًا بالمنابر والرجال والسفارة الأمريكية "بالمال" وقبل ذلك تحالف حسن البنا مع المحتل البريطاني وأول شيك حصل عليه لجمعيته كان من شركة قناة السويس التابعة للاحتلال البريطاني بمبلغ 500 جنيه في ذلك الوقت، وبعد حسن البنا استمر التحالف البريطاني الإخواني ضد ما يسمى القومية العربية وقامت المخابرات البريطانية بتمويل جماعة الإخوان للقضاء على حركة "جمال عبد الناصر" كما جاء في كتاب الكاتب البريطاني "مرك كيرتس" وقال إن العلاقات بين المخابرات البريطانية والإخوان امتدت لعقود طويلة، مؤكدًا أن بريطانيا موّلت الإخوان للقضاء على نظام جمال عبد الناصر الذي وصفته المخابرات البريطانية بأنه فكر سرطاني سوف يزلزل المنطقة وكان من أسباب القبض على جماعة الإخوان في قضية تنظيم (1954) هذا التحالف بين بريطانيا والإخوان وأن تتعهد بريطانيا بدعم الإخوان لحكم مصر في حالة نجاحهم في اغتيال عبد الناصر وإسقاط نظامه، حيث إن الجيش البريطاني كان موجودًا على أرض مصر حول قناة السويس وتعهد بالتدخل في حالة نجاح الإخوان في اغتيال عبد الناصر لأن الجيش البريطاني غادر مصر سنة 1956م ولكن فشل الإخوان عطل هذا المخطط الذي كشفته تحقيقات قضية 1954م، وفي ما بعد الإفراج عن أوراق المخابرات البريطانية ولا عجب أن يتخذ الإخوان من لندن مقرًا عالميا لجماعتهم ونقلت صحيفة تلجراف البريطانية عن مسئول إخواني منذ قرابة شهر قوله بأن اختار الإخوان لمدينة لندن لأنها مدينة الأمن والأمان وعاصمة الديمقراطية وحقوق الإنسان أ.ه ومن باب تذكير هؤلاء بأن الإنجليز في أثناء احتلالهم لشبه جزيرة الهند الإسلامية آنذاك حتى خرجوا منها 1947 قتلوا أكثر من 25 مليون مسلم وقاموا بتمزيق هذه المملكة الإسلامية إلى (الهند – نيبال – بنجلاديش – باكستان) حتى تتمزق القوى الإسلامية وتفوز القوى الهندوسية بحكم الهند وهو ما كان، وأذكرهم أن الإنجليز عندما ذهبوا إلى أمريكا الشمالية كمستعمرين أبادوا السكان الأصليين "الهنود الحمر" وقتلوا في خمسين عامًا 18 مليون هندي أحمر بلا رحمة ولا شفقة وسواء كان القتل في الهند للمسلمين أو في أمريكا الشمالية للهنود فكان بلا رحمة وبلا شفقة أطفالا رضع ونساء ورجال عملية إبادة جماعية لم يشهد التاريخ عنفها في ما سبق، وعندما ذهب المستعمر الإنجليزي إلى أستراليا بكل قسوة مارسها في الهندوأمريكا اتبع نفس السياسة وأباد السكان الأصليين والآن بعض هؤلاء السكان يعيشون في محميات طبيعية مثلهم مثل الحيوانات التي يخشي من اندثارها واختفائها من الوجود وبكل قسوة لم يشهدها التاريخ تمت أكبر عملية ترحيل قسرية ل20 مليون إفريقي للخدمة في أراضي المستعمرات الجديدة كان يتم اصطيادهم كالحيوانات ولا يهم أن يتم اصطياد رجل يحرم من زوجته وأطفاله أو زوجة تحرم من أبنائها ولا تراهم مدى الحياة مرة أخرى أو طفل خطفوه من أبويه، هذه هي بريطانيا أيها الإخوان وأنتم تعيشون حسب زعمك في واحة الديمقراطية وحقوق الإنسان فلم يسجل التاريخ الإنساني صورة أبشع من صورة المستعمر البريطاني في هتك عرض حقوق الإنسان في هذه المنظمات المخابراتية لم نسمع أنها أدانت أي عمل إجرامي لأمريكا وإسرائيل، إنها أدوات الاستعمار الحديث.. المهم الناس تسأل عن كيف سينتهي صراع الإخوان مع السلطة القائمة في البلاد وسوف أذكر سيناريو لانتهاء هذا الصراع تم استدعاؤه من الذاكرة بناءً على سابقة للإخوان مع الرئيس حافظ الأسد 1982 وقد تقابلت مع قيادات المقاتلين الذين قاتلوا حافظ الأسد وسمعت منهم كيف أنهى الإخوان الصراع مع النظام السوري وعلى رأس هذه القيادات "عمر بن عبد الحكيم" صاحب كتاب التجربة السورية ويكنى باسم "أبو مصعب السوري"، أنه إذ قامت الدولة باستخدام القسوة والقوة مع هذا التنظيم على الحشد فسوف تلجأ قيادات الخارج المنعمة التي تعيش في ظل الحماية البريطانية والأمريكية إلى إجراء حوارات مع النظام من تحت الترابيزة وسوف تكثف الجماعة عملية الإلحاح في إنهاء العنف والوصول إلى حل مع النظام وسوف يوافق النظام في نهاية المطاف لقبول الحل السلمي مع تنظيم الإخوان ولكنه سوف يضع شرطًا لن يتنازل عنه أبدًا لإنجاح هذا الحوار وسوف يجد دعم جميع الدول له بما فيها الدول التي تفرض حمايتها على الإخوان وهذا الشرط هو.. (1) تسليم كل العناصر العسكرية "التنظيمات المسلحة" الأفراد والسلاح وأن تتعهد الجماعة في مساعدة النظام في إلقاء القبض على هذه المجموعات والأسلحة حتى إذا تم ذلك وبناء على التحقيقات التي سوف يجريها النظام مع هذه العناصر وعلى حقود هذه المعلومات التي ستكون قيمة جدًا سوف يتخذ الخطوات التالية في المفاوضات كل ذلك مقابل أن يتم عدم الملاحقة لهذه العناصر وأن يتركها النظام لاستثمار الأموال التي جمعوها من دماء الشباب وخديعتهم باسم الدين وعندما تم القبض على خلية إخوانية في الإمارات بتهمة إرسال أموال لتمويل اعتصامات رابعة كان جل هم الإخوان الذين يحكمون مصر آنذاك هو الإفراج عن ال10 أفراد الإخوان بينما كان هناك قرابة ال300 مصري في سجون الإمارات بتهم أكثرها غرامات لم يتطرق إليهم أي حوار – وأن أعضاء حزب النور اشتكوا من تغير الإخوان حيالهم بعد وصول مرسي للحكم وعندما التقوا بمرسي وقالوا له أنتم لم تفوا معنا بالوعود التي قطعتوها على أنفسكم معنا بعد وصولكم للحكم – رد مرسي قائلًا لا تنسوا أنكم دعمتم أبو الفتوح في الانتخابات نحن لن ننسى لكم ذلك – ردوا قائلين ولكننا دعمناك في الإعادة أمام شفيق فقال لهم أشك في صدقكم!! هكذا سوف يبيع الإخوان في نهاية المطاف الجميع كما باعوا حلفءهم لحافظ الأسد مقابل عدم الملاحقة – هذا هو السيناريو المتوقع وقالت العرب في حِكَمِها. "الخلفية التاريخية تعطي النظرة المستقبلية" فاقرؤوا تاريخ الإخوان جيدًا حتى تتصوروا ما هم فاعلون مستقبلًا".