أثارت الأنباء التي أفادت بأن الإيطاليين يتطلعون إلى الاستيلاء على حصة كبيرة من شركة إسبانية عملاقة في مجال صناعة زيت الزيتون، غضبا عارما في إسبانيا. وقد دفع ذلك الحكومة الإسبانية إلى الدفاع عن شركة ديوليو الغذائية الرائدة في هذه السوق التي تشهد تنافسا محموما بين البلدين. وتعتبر إسبانيا أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم، وتعد شركة الأغذية الوطنية العملاقة ديوليو هي أكبر بائع في العالم لزيت الزيتون الذي يلقب بالذهب السائل، وقد تجاوزت صادرات إسبانيا من زيت الزيتون أكثر من الضعف من عام 1999 وحتى عام 2010 لتصل إلى 824 ألف طن. ولكن هذه الشركة الغذائية العملاقة، والتي حققت أعلى عائدات بلغت 800 مليون يورو 100ر1 مليون دولار في عام 2013، سرعان ما قد تصبح فريسة لرأس مال إيطالي. وذكرت صحيفة إل موندو الاسبانية أن أكبر المساهمين في شركة ديوليو، بما فيهم عدة بنوك أسبانية تعاني من مشكلات مادية، تتطلع إلى التخلص وبيع نسبة 31 % من المجموعة الغذائية. وأشارت الصحيفة إلى أن من بين المشترين الذين يحومون حول الصفقة، "الصندوق الإستراتيجي الإيطالي" وهو صندوق سيادي تدعمه الدولة، وفي مطلع مارس الماضي أعلنت هذه المجموعة المالية الإيطالية إنها تقدمت بعرض غير ملزم للحصول على حصة نسبتها 30 % من المجموعة الاسبانية ديو ليو. وقد قوبلت تلك الأنباء في إسبانيا باستهجان شديد، حيث انتقدها البعض قائلين إن مثل هذه الخطوة سوف تسلب الإنتاج الاسباني من زيت الزيتون أصالته وجودته ليذهب إلى أيدي "أكبر منافس" في هذا المجال، كما أعربت وزارة الزراعة الاسبانية هي أيضا عن غضبها إزاء هذه الأنباء، حيث قالت مصادر بها إن "ديوليو هي شركة مهمة في انتاجنا لزيت الزيتون ويجب أن يتم الحفاظ عليها، بمقرها في إسبانيا". وأضافت الصحيفة بأن الحكومة الاسبانية وضعت خططا مستقبلية لوقف عملية البيع الإيطالية، عن طريق تشكيل اتحاد يضم مشترين أسبان قادرين على طرح مناقصة منافسة أمام المجموعة الإيطالية.